الاقتصادية

لاغارد تتوقع انتعاشا «هشا» للاقتصاد العالمي

03 أبريل 2019
03 أبريل 2019

واشنطن،(أ ف ب) - توقعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أن يسجل النمو العالمي في 2019 وتيرة أبطأ من التوقعات السابقة بسبب الخلافات التجارية والظروف المالية غير المؤاتية، لكن يرجح أن يحقق انتعاشا هشا في وقت لاحق من هذا العام.

وفي كلمة لها قبيل اجتماعات الربيع مع البنك الدولي الأسبوع المقبل في واشنطن، قالت لاغارد: إن الاقتصاد العالمي عرضة للصدمات من جراء بريكست وارتفاع مستويات الديون والنزاعات التجارية، وكذلك للتوترات في الأسواق المالية.

وقالت في غرفة التجارة الأمريكية: إن “الانتعاش المتوقع للنمو العالمي هذا العام هش” مضيفة “إنها فترة حساسة تتطلب منا التعاطي معها بحذر”. وقالت لاغارد: إنه من المفترض أن يخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي أكثر مقارنة مع يناير، مع احتمال أن يسجل أكثر من ثلثي الاقتصاد العالمي تباطؤا في النمو. وتأتي الاجتماعات التي تنعقد الأسبوع المقبل - وتجمع بنوكا مركزية ووزراء مالية في واشنطن مرتين في السنة - على خلفية مفاوضات مشحونة بين بكين وواشنطن لحل نزاع تجاري مستمر منذ ثمانية أشهر. وتسببت الآفاق الكئيبة لتباطؤ النمو في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة وكذلك استمرار النزاع التجاري الأمريكي الصيني، بتوتر متكرر في الأسواق منذ العام الماضي. وفي مطلع العام خفض الصندوق توقعاته عدة درجات عن توقعات سابقة بزيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.5 بالمائة هذا العام والعام القادم. وصرّحت لاغارد بعد كلمتها : لقد شهدنا هذا التسارع المتزامن للنمو قبل نحو سنتين. إنه حاليا تباطؤ متزامن”، مضيفة: أنها لا تريد المبالغة “لأننا لا نشهد ركودا”.

غير أن لاغارد أشارت إلى بعض الأسباب التي تدعو للتفاؤل وقالت: إن العديد من البنوك المركزية ومنها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تظهر صبرا حيال سرعة زيادة معدلات الفائدة فيما تحركت الصين لتحفيز اقتصادها.

ودعت الحكومات الأعضاء إلى المساعدة في درء تزايد المخاطر عن طريق تحديث أنظمة الضرائب وخفض الدين العام وتقليص هوة الثروة من خلال الإنفاق على التعليم والصحة والبنية التحتية، وهي توصيات قدمها صندوق النقد الدولي في وقت سابق.

وكررت لاغارد تحذيرات بشأن فرض رسوم جمركية قائلة: إن عوائق كتلك أمام التجارة قد تتسبب بخفض النمو الاقتصادي ولا تترك أي رابح. غير أن لاغارد قالت أيضا: إن على الحكومات أن تتصدى لمخاطر تركيز قوة السوق في ايدي شركات كبرى وخصوصا في قطاع التكنولوجيا، مع لاعبين كبار كثيرا ما يتمكنون من منع المنافسة والحصول على حصة الأسد من الأرباح.

وفيما أظهرت أبحاث صندوق النقد الدولي أن هذا التركز لم يكن له حتى الآن تأثير يذكر على استثمارات الشركات، إلى أن مخاطر حدوث ذلك لا تزال قائمة.

وقالت : لست بصدد القول إن لدينا حاليا مشكلة احتكار” مضيفة : ما أقوله هو أنه يتعين عليه اتخاذ التدابير المناسبة كي لا تصبح تلك مشكلة”. ولاحقا قالت لاغارد لشبكة “سي ان بي سي”: إن دراسة جديدة لصندوق النقد أظهرت أن حربا تجارية مفتوحة بين الولايات المتحدة والصين تشهد زيادة رسوم بنسبة 25 بالمائة على كافة البضائع التجارية يمكن أن تقلّص النمو السنوي للصين بنسبة 1.6 بالمائة وأن تؤدي إلى تراجع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي بنسبة 0.6 بالمائة. وأضافت: أنه على الرغم من وجود مؤشرات على أن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين تحقق تقدما، تقتضي استعادة استقرار التجارة الدولية التوصل لاتفاق “موقع وناجز”.