1177353
1177353
المنوعات

مركز إبراء الثقافي يحتفي بالأديب محمد الأغبري

31 مارس 2019
31 مارس 2019

إبراء - سالم بن محمد البراشدي -

نظم مركز إبراء الثقافي بالتعاون مع أسرة الشيخ محمد الأغبري صباح أمس ندوة الاحتفاء بالشيخ الأديب الوالي محمد بن سيف الأغبري، أقيمت الفعالية بقاعة مركز إبراء الثقافي تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس المحكمة العليا رئيس مجلس الشؤون الإدارية للقضاء، وبحضور كبير من أصحاب السعادة ومديري المؤسسات الحكومية والخاصة بالمحافظة والمشايخ والرشداء وجمع كبير من المهتمين والمواطنين، وألقى عبدالله بن حمد الحارثي مدير مركز إبراء الثقافي كلمة المركز تحدث فيها عن أهمية الندوة وما تمثله من قيمة معرفية وأن هذه الندوة تأتي في إطار روزنامة مركز إبراء الثقافي بما يضمه من مرافق ومنها مكتبة المركز، وأضاف الحارثي أن برامج المركز تستهدف كل فئات المجتمع دون استثناء.

كما ألقى القاضي حمود بن محمد بن سيف الأغبري أحد أبناء الشيخ المحتفى به كلمة الأسرة وشكر فيها راعي الندوة والمتحدثين والحضور على مشاركتهم في هذه الندوة التي تأتي احتفاء بأحد الشخصيات العمانية التي تزخر بها السلطنة، وختم كلمته بأبيات شعرية للأديب محمد الأغبري في مدح جلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظة الله ورعاه. ثم عرض فلم وثائقي عن حياة الشيخ الأغبري أوضح أن ولادته عام 1920 م في ولاية دماء والطائيين في بيئة طبيعية جبلية التي ساهمت في صقل شخصيته وكما تقلد عددا من الوظائف منها والي على عدد من الولايات منها 1974 بولاية إبراء وله نظم من القصائد والأودية الشعبية وتوفي عام 1997 عن عمر ناهز سبعة وثمانين عاما.

حيث تناولت الندوة عددا من أوراق العمل قدم الورقة الأولى سعادة الشيخ أحمد بن عبدالله الفلاحي أما الورقة الثانية فقدمها د.سيف بن يوسف بن سيف الأغبري وأدارها الدكتور محسن بن حمود الكندي الذي قدم لأوراق العمل متحدثا عن تاريخ الشيخ الأدبي والإداري وعلاقته بمشايخ تلك الفترة التي عاش فيها الشيخ محمد الأغبري، و ذكرا بعضا من قصائده المتنوعة منها قصائد في النصح والتهنئة والأحوال الاجتماعية المختلفة، وأنه رجل المواقف الاجتماعية وذكر منها دوره في تجنب المجتمع عددا من المطبات التي تعرض لها المجتمع العماني ومنها المد الشيوعي. كما ذكر د. محسن بعضا من الأماكن التي تعلم فيها الشيخ ونشأ فيها وهي بلدة الثابتي.

فقد تطرق الفلاحي في ورقته إلى ذكر مناقب الشيخ وصفاته التي عرف بها وأنه من الأشخاص المصلحين وكان يدقق في النظر في المواضيع مما أهله لتولي مناصب عدة في الدولة، وتطرق إلى ما تركه من أدب شعري ونثري وأبرز مؤلفات الشيخ الأغبري، كذلك استكملت الورقة الثانية من حيث وصلت الورقة الأولى من ذكر فضل الشيخ الأديب محمد الأغبري ومشاركاته في الحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية في عصره والتي شهدت له بالحزم والعزم، كما تناولت الندوة قراءات لمختارات من أدبه النظمي قدمها الشاعر فهد بن يوسف الأغبري إضافة إلى قراءات مقامة من القصص النثرية قدمها عبدالرحمن بن سعيد المسكري، واستمع الحاضرون إلى قصيدة رثاء في الشيخ محمد الأغبري كتبها الشيخ غالب بن ناصر النعماني، وفي ختام الندوة قام راعي المناسبة بتوزيع الهدايات التذكارية للمشاركين في الندوة.

الجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار الاحتفاء بالعلماء والأدباء التي تزخر بها ولاية إبراء، فيعد الأغبري صاحب مقدرة شعرية من الأدب واللغة إلى جانب ممارسته الرماية والفروسية وتولى الولاية بعد والده في عدد من الولايات حتى استقر به الحال في ولاية إبراء 1974م، كان رحمه الله يولي اهتمامه بالشعر حيث تبادل القصائد مع الشعراء، وكان يروي القصة والفكاهة وسلس المعاني، يألف ويؤلف ومع اهتمامه بالشعر قام بالاهتمام بجمع مؤلفات والده رحمه الله وكان سعيه المحمود موفقا لنشر كتاب فتح الأكمام عن الورد البسام، وكتاب الدرر المنظوم في الفقه والأدب والعلوم وكتاب عقد الآلي السنية في الأجوبة عن المسائل النثرية وغيرها من الكتب، توفي رحمه الله بعد رحلة كفاح بين العمل الاجتماعي والعلم والعلماء عن عمر يناهز 78 سنة بعد أربع سنوات قضاها على فراش المرض الذي ألم به.