1176595
1176595
المنوعات

بجمعية الكتّاب والأدباء - ندوة تكشف حقائق حضور عمان وتاريخها عبر العصور في المدونات التاريخية

30 مارس 2019
30 مارس 2019

مسقط ـ: أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة التاريخ مؤخرا بمقرها بمرتفعات المطار، ندوة تأريخية حملت عنوان «عمان في المدونات التاريخية»، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي من السلطنة وخارجها. جاءت الندوة للكشف عن رؤية مشرقة لعمان واكبت حضارات عالمية في شتى بقاع الأرض من خلال ما أوردته عددا من الكتب والمدونات التاريخية التي عرفت إنسان عمان وتاريخه التليد.

قدمت الندوة الدكتورة هادية مشيخي، ومن خلالها تحدثت الدكتورة بدرية الشعيبية المشاركة بورقة عمل في هذه الندوة حول عمان من خلال رؤية كتاب «تاريخ الأمم والملوك» ومن خلال ورقتها ذهبت الدكتورة الشعيبية للتعريف بمؤلف كتاب تاريخ الأمم والملوك وهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب ويعرف بأبي جرير الطبري، والذي ولد في طبرستان، وتنقل بين المدن الإسلامية من أجل طلب العلم، حرص الطبري على الالتقاء بعلماء زمانه لأخذ العلم عنهم، كما عرضت الدكتورة بدرية الشعيبية أهم الأحداث التي عاصرها الطبري والتي شكلت توجهاته الفكرية وانعكست على منهجه في الكتابة. كما ذهبت لتعرف بكتاب تاريخ الأمم والملوك ومنهجية الطبري في كتابته، مع استعراض العوامل التي دفعت الطبري إلى كتابته، ومناقشة أهم المواضيع التي تناولها الكتاب وأبرز مصادره، وكيف تعامل الطبري مع هذه المصادر، ومن خلال ورقة عملها ذهبت لتوضح منهجية الطبري في التعامل مع الحدث العماني، والمصادر التي استقى منها الخبر العماني مع محاولة التوصل إلى مدى مصداقيته في تناول هذا الحدث ومدى أهمية كتاب الأمم والملوك كمصدر في كتابة التاريخ العماني.

أما الدكتور ناصر بن علي الندابي وهو من بين الباحثين الذين أثروا بحضورهم الندوة التاريخية فقد قدم ورقة عمل بعنوان «ردة أهل عمان»، وهنا أشار ومن خلال ورقته أن العمانيين دخلوا الإسلام طواعية شهد بذلك القاصي والداني، فلم تطأ خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ساحتهم بخف ولا بحافر ولا جشّمه العمانيون كما جشّمته الكثير من القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، فما أن وصلت رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام محمولة بيد الصحابي عمرو بن العاص حتى نطق ملكا عمان عبد وجيفر ابني الجلندى بالشهادتين، فأشرق نور الإسلام في ربوع عمان، وقد نفى الدكتور الندابي ما أتت به بعض الكتب التي تشير إلى ردة أهل عمان ، وذكر أن في مقدمة أولئك الذين جاؤوا بهذا الادعاء ابن أعثم الذي يعد أول من تحدث عن الردة، فما حقيقة هذه الردة وكيف يمكننا الرد على من زعمها، وهل في المصادر العمانية ما يمكن التعويل عليه للرد على هذا الافتراء، ثمة أسئلة كثيرة طرحها الندابي كنوع من الاستنكار على ذلك الادعاء، وحسب قوله فقد ظل العمانيون على إسلامهم وظل موفد الرسول عليه الصلاة والسلام معززا مكرما يتنقّل في سهول عمان وجبالها تحفه عناية الرحمن ويهيئ له الظروف والوسائل ملكا عمان عبد وجيفر ابني الجلندى.

الباحث في الشؤون التاريخية حبيب بن مرهون الهادي، فقد قدم ورقة حملت عنوان «عمان من خلال كتاب ـ عجائب الهند بره وبحره وجزائره ـ» فقد ذهب الهادي ليقدم ما تحدث به الملاح الفارسي برزك بن شهريار في كتابه عجائب الهند بره وبحره عن مجموعة من القصص التي رواحها البحارة والملاحين المسلمين والذين كانوا ينطلقون بسفنهم من موانئ الخليج العربي المختلفة بما فيها الموانئ العمانية، ورغم أن الكتاب معنون بعجائب الهند إلا أنه تكرر ذكر عمان فيه أكثر ما ذكرت الهند، فقد وصف وعلى لسان بحارة عمانيين بعض مناطق عمان وموانئها والنشاط الاقتصادي الذي بلغ أوجه في فترة القرنين الثالث والرابع الهجريين، وحسب قوله يقول الباحث الهادي : أبرز الكاتب الكثير من الجوانب التي تحكي حياة الملاحين وخاصة العمانيين منهم بتفاصيلها الدقيقة وهم يمخرون عباب البحار شرقا وغربا، وسجل عددا كبيرا من القصص ، وذكر الكتاب مجموعة من الملاحين العمانيين كإسماعيل وية بن ابراهيم بن مرداس، والتاجر اليهودي الذي كان ينطلق برحلاته من صحار إلى الصين، كما تحدث الكاتب عن رحلات العمانيين البحرية إلى سواحل شرق إفريقيا والعراق وموانئ البحر الأحمر.

أما الدكتورة إرادة محمد وهي باحثة لبنانية في الشؤون التاريخية والإسلامية فقد قدمت ورقة عمل حملت عنوان « «عمان في كتاب الروض المعطار في خبر الأقطار» لمؤلفه أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عبد المنعم الحِميرى، وذهبت من خلال حديثها في ورقة عملها للتطرق إلى تقديم موجز للكتاب ولصاحبه، كما ذكرت عددا من التفاصيل حول الكتاب بما في ذلك مكانة عمان المتميزة من خلال موقعها الجغرافي المهم كونها إقليمًا حضاريًا متميزًا له عمقه التاريخي والحضاري المعروف، تمثل ذلك بمثابة النقش على الذهب لن يزول ولن يمحى، حسب قولها.

وفي نهاية أعمال الندوة فتح باب النقاش مع الجمهور الذين قدموا العديد من التساؤلات حول مكانة عمان وتاريخها الإنساني والفكري العميق وحضورها من خلال الكتب التاريخية والتناقضات التي شابت عددا من الإصدارات التي أدعت مجموعة من المتناقضات في حضور شأن تاريخ عمان وأسسه.