1176338
1176338
الاقتصادية

«الزراعة» توصي المزارعين بخف ثمار النخيل لإنتاج ثمار كبيرة الحجم

30 مارس 2019
30 مارس 2019

لتلبية متطلبات الأسواق الخارجية -

«عمان»: أكد الدكتور يوسف بن محمد الرئيسي مدير مركز بحوث النخيل بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية على أهمية خف الثمار من أجل رفع جودة وإنتاج التمور، داعيا المزارعين الراغبين في إنتاج ثمار عالية الجودة وكبيرة الحجم إلى إزالة جزء من المحصول في المراحل الأولى للإثمار بما يتوافق مع مخزونها من الغذاء لكي تنال كل ثـمرة حاجتها من الغذاء للنمو بشكل جيد بغية إنتاج تمور متميزة.

ويعدّ نخيل التمر المحصول الأول في السلطنة تعدادا وانتشارا .. وزراعة النخيل وإنتاج التمور بأنواعها المختلفة عنصرا أساسيا للنشاط الاقتصادي دخل لكثير من المواطنين، وهناك خدمات تؤدى على هذه الأشجار وتساعد على تقليل تأثير العديد من الآفات على نموها وإنتاجها وتتوزع هذه الخدمات على مدار السنة ويجب إنجازها خلال فترات محددة من السنة للحصول على أفضل النتائج.

وأحد أهم هذه الخدمات هي عملية خف الثمار من أجل رفع جودة وإنتاج التمور بما يتوافق مع مخزون النخلة من الغذاء لكي تنال كل ثمرة حاجتها من الغذاء للنمو بشكل جيد بغية إنتاج تمور متميزة.

وحول أهمية هذه العملية قال الدكتور يوسف: إنها أهم العمليات البستانية التي تجرى لنخيل التمر والتي بدورها تساعد كثيرا في تحسين صفات الثمار لتصبح ذات جودة عالية مما يرفع من قيمتها التسويقية ونظرًا للمنافسة الشديدة على أسواق التمور فقد بات لزاما القيام بهذه العملية لكي يتوافق شكل وحجم الثمار مع متطلبات الأسواق الخارجية لكي تأخذ التمور العمانية مكانتها في الأسواق العالمية وهناك عدة طرق للخف منها خف عذوق بالكامل أو خف الثلث الوسطي من كل عذق أو خف جزء من طول الشماريخ أو تفريد عدد معين من الثمار.

كما أشار إلى أن هذه العملية تساهم في زيادة حجم ووزن الثمار وقلة المنافسة في توزيع الغذاء على الثمار داخل الشمراخ كما تؤدي إلى تقليل الإجهاد على النخلة وتوازن حمل النخلة للعذوق بين المواسم المختلفة.

كما أشار الدكتور مدير مركز بحوث النخيل إلى أنه تم تنفيذ العديد من التجارب الحقلية التي قام بها الباحثون في قسم بحوث بستنة النخيل بمركز بحوث النخيل خلال السنوات الماضية والتي أكدت فعالية تقنية خف ثـمار النخيل في رفع إنتاجية النخلة وتحسين جودة الثمار وبالتالي رفع المردود الاقتصادي للمزارعين، كما تم تنفيذ عدد من حلقات العمل الحقلية للمزارعين حول طبيعة إثـمار النخيل وأنواع الشماريخ والطريقة المناسبة لخف الثمار بهدف رفع الإنتاجية والحصول على ثـمار ذات حجم كبير منافسة تجاريا.

وحول أهمية عملية خف الثمار أكد المهندس ناصر بن زاهر العبري رئيس محطة بحوث النخيل بوادي قريات أن هذه العملية لا تلحق أي ضرر بالمحصول ولا تؤدي إلى تدني كميته بل بالعكس فهناك فوائد تعود على الإنتاج أهمها زيادة حجم وتجانس الثمار مما يحسن جودة الإنتاج، كما تؤدي عملية خف الثمار إلى الإسراع في نضج الثمار ويوفر حماية للعذوق من الانكسار أو انحناء قلب النخلة وتساهم أيضا في معالجة ظاهرة المعاومة أو تبادل الحمل أي قلة الحمل أو عدمه في الموسم التالي للحمل الغزير وتحسن التهوية داخل العذق مما يعمل على تقليل الإصابة بالآفات الحشرية.

وفيما يختص بموعد إجراء هذه العملية قال: إن أفضل موعد لإجرائها هو أثناء عملية التلقيح أو التنبيت أو بعد العقد مباشرة دون تأخير بحيث تساعد على الاحتفاظ بالمخزون الغذائي لتوزيعه على الثمار المتبقية على العذق مع التأكيد على أن تأثيرها يكون أقل كلما تأخر موعد إجرائها كما أن تأخير الخف قد يصعب المهمة على العامل حيث تصبح الشماريخ متداخلة بين العذوق.

وأضاف: ينبغي قبل إجراء عملية الخف أن يتم تقليل عدد العذوق وذلك بالتخلص من العذوق المصابة والضعيفة والتي عادة تكون في الجزء السفلي من منطقة الإثمار وكذلك التخلص من العذوق المتأثرة من خلال الطيور والقوارض والحشرات وكذلك العذوق التي تظهر متأخرة بعد العقد والعذوق الصغيرة والمشوهة.

وينصح أن يكون عدد العذوق مناسبا لعمر النخلة بحيث يتم الإبقاء على 3 عذوق فقط للنخلة حتى عمر 4 سنوات، والإبقاء على 3- 4 عذوق للنخلة من عمر 4 - 6 سنوات، و5 عذوق للنخلة من عمر 6 - 8 سنوات، و6- 8 عذوق للنخلة من عمر 8 - 10 سنوات بينما يتم الإبقاء على نصف عدد العذوق للنخلة من 10 سنوات فما فوق، وتشير بعض الدراسات إلى الإبقاء على عذق واحد مقابل 8 - 10 سعفات.

وأوضحت المهندسة سعاد بنت محمد القرينية من المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية طرق خف الثمار قائلة: تتم بعدة طرق منها إزالة الشماريخ التي تقع وسط العذق وذلك لتهوية الثمار الباقية حتى لا تصاب الثمار بالعفن ويطبق ذلك بالأخص على الأصناف ذات الشماريخ القصيرة مثل الخلاص ويتم قطع ثلث أو نصف الشماريخ الداخلية في العذق، كما تتم العملية من خلال إزالة وقطع أطراف الشماريخ وذلك على الأصناف ذات الشماريخ الطويلة مثل خلاص عمان والخصاب. وقالت: إن تقصير الشماريخ الزهرية يقصد به تقصير طول المنطقة التي بها الثمار وليس من الطول الإجمالي للشمراخ حيث إن نصف الشمراخ الملاصق للنخلة يكون في الغالب بدون ثمار، كما أن هناك طريقة أخرى للخف منها إزالة ثمرة وترك ثمرة على نفس الشمراخ الزهري وتجرى هذه العملية بعد تمام العقد لتقليل عدد الثمار في الشمراخ الواحد وتستخدم هذه الطريقة لإنتاج ثمار ذات أحجام كبيرة جدا (حوالي 30 - 40 جرام/‏‏ للثمرة) وهي طريقة مكلفة وتحتاج إلى وقت أطول لكنها تستخدم في الأصناف ذات الجودة العالية والمرغوبة عالميا. وعن الرؤية المستقبلية لأهمية هذه العملية في السلطنة قال الدكتور يوسف الرئيسي، مدير مركز بحوث: إن وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة بالمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية تسعى إلى توسيع تطبيق هذه العمليات وغيرها من العمليات البستانية الجيدة لدى المزارعين وذلك لرفع جودة التمور العمانية وزيادة قيمتها التنافسية خاصة مع إشهار شركات التمور الكبرى في السلطنة والتي تستهدف شراء المنتجات عالية الجودة من المزارعين.