العرب والعالم

«التحالف» يقرّ بقصف مستشفى بصعدة خطأ ومقتل مسؤول أمني بشبوة

28 مارس 2019
28 مارس 2019

«الأوروبي» وبريطانيا يحثّان طرفي النزاع باليمن على تطبيق اتفاق ستوكهولم -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد:-

أقرّ التحالف رسمياً بقصف مستشفى بمديرية كتاف في محافظة صعدة «شمال اليمن» بطريق الخطأ، في 26 مارس، ما أسفر عن مقتل وإصابة 16 شخصاً بينهم أربعة أطفال وحارس المستشفى والباقي مرضى جاءوا للعلاج بالمستشفى، فضلاً عن فقد آخرين.

وصرّح المتحدّث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» بأن «قيادة القوات المشتركة للتحالف قامت بإحالة إحدى نتائج عمليات الاستهداف بمنطقة العمليات للفريق المشترك لتقييم الحوادث للنظر باحتمالية وجود حادث عرضي».

وأوضح العقيد المالكي، أن قيادة القوات المشتركة للتحالف استكملت مراجعة إجراءات ما بعد العمل للعمليات المنفّذة بمنطقة العمليات في 26 مارس، وبناءً على ما تم الكشف عنه بالمراجعة الشاملة والتدقيق العملياتي وكذلك ما تم ايضاحه من المنفّذين باحتمالية وقوع أضرار جانبية أثناء عملية استهداف لتجمّع عناصر مسلّحة بمنطقة كتاف بمحافظة صعدة، والتي تعد من مناطق العمليات العسكرية، فقد أحيلت كامل الوثائق المتعلّقة بالحادث للفريق المشترك لتقييم الحوادث للنظر فيها وإعلان النتائج الخاصة بذلك».

وأكد العقيد المالكي، «التزام القيادة المشتركة للتحالف بتطبيق أعلى معايير الاستهداف وكذلك تطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية بالعمليات العسكرية واتخاذ كافة الإجراءات فيما يتعلّق بوقوع الحوادث العرضية لتحقيق أعلى درجات المسؤولية والشفافية».

كما أعلنت جماعة «أنصار الله» مقتل مدير أمن محافظة شبوة العميد حسين أحمد شيخ الشريف في المعارك الدائرة ضد القوات الموالية للشرعية، من دون تحديد الجبهة التي قتل فيها.

وبثّ موقع وزارة الداخلية «في حكومة أنصار الله» أمس خبراً حول تشييع المسؤول الأمني في جنازة رسمية بصنعاء.

من جانبها أعلنت جماعة «أنصار الله» أن «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية» أطلقت أمس صاروخاً باليستياً من طراز «بدر1 بي» على تجمّعات للقوات الموالية للشرعية غرب مديرية حيران بمحافظة حجّة «شمال غرب اليمن». وزعم مصدر عسكري أن الصاروخ «خلّف قتلى وجرحى في صفوف القوات وانفجار مخزن سلاح».

في غضون ذلك أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن بمقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين وجرح ثمانية آخرين نتيجة غارة جوية على مستشفى في مديرية كتاف بمحافظة صعدة «شمال اليمن». ونقلاً عن التقارير الواردة من المنطقة، أشار المكتب إلى مواجهة صعوبة في عمليات الإنقاذ بسبب انعدام الأمن.

وأوضح المكتب أن الأضرار الكبيرة الناجمة عن القتال العنيف أجبرت أحد المستشفيات العامة الرئيسية في مدينة تعز «جنوب غرب اليمن» على الإغلاق، مشيراً إلى مقتل اثنين من المدنيين على الأقل وجرح خمسة آخرين أثناء القتال والهجمات في منطقتي المدينة القديمة والأشرفية بمديرية المظفّر.

وقالت منسّقة الشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي في بيان صحفي أمس «القانون الإنساني الدولي» واضح جداً في هذه النقطة. ويتعيّن على الأطراف التي تستخدم الأسلحة أن تفعل كل ما هو ممكن لحماية المستشفيات والمرافق الصحية. وهذا ليس التزاماً طوعياً بل مسؤولية أساسية تقع على عاتقها».

وأضافت غراندي أن «وباء الكوليرا بدأ ينتشر كالنار في الهشيم في كافة أرجاء اليمن. وقد شهدنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية 200 حالة وفاة وأكثر من 110 آلاف حالة يشتبه في إصابتها بالمرض. ومن غير المعقول أن يتم تدمير مثل هذه المنشآت عندما يكون الناس في أمس الحاجة إليها».

وتشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يعاني ما يقرب من 80% من إجمالي عدد السكان، أي 24.1 مليون شخص، من احتياج إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين شخص على بعد خطوة من المجاعة والموت جوعاً، فيما يعاني سبعة ملايين شخص من سوء التغذية.

وتتطلّب خطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام الحالي 4.2 مليار دولار لمساعدة أكثر من 20 مليون شخص، بمن فيهم عشرة ملايين شخص يعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية كل شهر، إذ حصلت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن حتى الآن على تمويل بنسبة 5%.

على صعيد آخر دعا الاتحاد الأوروبي الأطراف اليمنية إلى التنفيذ السريع لاتفاق ستوكهولم، مؤكداً دعمه للجهود التي تقودها الأمم المتحدة صوب حل سياسي لهذا النزاع الذي طال أمده.

وشدّد المتحدّث الرسمي للاتحاد الأوروبي في بيان أمس على ضرورة أن تحترم جميع أطراف النزاع القانون الإنساني الدولي وتضمن حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية.

وقال البيان «مع دخول الحرب في اليمن عامها الخامس، يستمر البلد في المعاناة من العنف والجوع والمرض».

وأدان الاتحاد الأوروبي مقتل عدّة مدنيين، بينهم أطفال، في الهجوم على مستشفى في كتاف بصعدة. وحثّت بريطانيا طرفي الصراع في اليمن على التطبيق العاجل للاتفاقات التي توصّلا إليها خلال محادثات السلام في ستوكهولم، وإنهاء هذا الصراع المرير، مؤكدة أن التسوية السلمية هي السبيل الوحيد لإحلال الاستقرار على المدى الطويل في اليمن، ومعالجة الأزمة الإنسانية التي تزداد سوءاً.

وتعهد وزير الخارجية جيريمي هنت، ووزيرة التنمية الدولية بيني موردنت في بيان مشترك بمناسبة الذكرى الرابعة للحرب، بمواصلة بذل كل الجهود الممكنة لدعم العملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة للوصول إلى ذلك الحل.

وقال البيان «إننا في طليعة الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي للصراع، وكان لنا دور قيادي في اثنين من قرارات مجلس الأمن الدولي، إلى جانب تعزيز الدعم الدولي لجهود الأمم المتحدة لأجل إحلال السلام».

وأكد أن المحادثات التي عقدت في ستوكهولم في ديسمبر الماضي «كانت مرحلة مميّزة، حيث اجتمع الجانبان حول طاولة المفاوضات لأول مرة منذ عامين. لكن ما زال هناك خطر بأن هذه النافذة أمام فرصة إحراز تقدّم تجاه سلام دائم سوف تتلاشى». وحثّت المملكة المتحدة كلا الجانبين على العمل بحسن نية، والتعاون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد، وتطبيق اتفاقات ستوكهولم سريعاً. ولفت البيان إلى أن «الأزمة الإنسانية في اليمن، وهي الأكبر من نوعها في العالم، تزداد تفاقماً. وسوف تواصل المملكة المتحدة إبداء قيادتها في سياق الجهود الدولية المبذولة لإنهاء المعاناة الفظيعة التي يواجهها ملايين اليمنيين».