العرب والعالم

فرار 11 ألف أسرة من القتال في حجّة والنزوح يهدد السكان

27 مارس 2019
27 مارس 2019

صنعاء -عمان - جمال مجاهد: دعا «برنامج الأغذية العالمي» (التابع للأمم المتحدة) إلى إتاحة سبل الوصول بحرية ودون عوائق إلى السكان المستضعفين الأكثر احتياجاً، في المناطق الواقعة في خطوط المواجهة الحسّاسة في محافظة حجّة، وهي مناطق يصعب على البرنامج الوصول إليها، مع دخول النزاع في اليمن عامه الخامس.

وخلال حديثه للصحفيين في جنيف أمس الأوّل، أعرب المتحدّث باسم البرنامج إرفيه فيروسيل عن القلق بعد تلقّي تقارير تفيد بأن اشتباكات مكثّفة بالأسلحة الثقيلة قد اندلعت يوم الاثنين الماضي في عدّة مواقع داخل مدينة الحديدة، بما في ذلك حي «7 يوليو» وشارع صنعاء ومطار الحديدة والجامعة ومنطقة «الكيلو 16»، مشدّداً على ضرورة توفّر الأمن لضمان تقديم الدعم الإنساني المناسب من قبل البرنامج ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.

وفي شمال محافظة حجّة، التي تعد واحدة من أكثر المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في اليمن، قال فيروسيل: إن تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة يهدّد بدفع آلاف آخرين إلى مستويات كارثية من الجوع، مشيراً إلى أنه في الأشهر الستة الماضية، زاد عدد الأشخاص النازحين بسبب العنف بشكل حاد من 203 آلاف شخص إلى حوالي 420 ألف.

ومنذ اندلاع القتال في أوائل شهر مارس الحالي وحتى الآن، أفاد البرنامج بنزوح حوالي 11 ألف أسرة في محافظة حجّة، مشيراً إلى استمرار تقديم حصص غذائية لأكثر من خمسة آلاف أسرة.

وبحسب إرفيه فيروسيل، يوجد في محافظة حجّة حوالي 200 نقطة توزيع للأغذية تغطي 1.5 مليون شخص. ومن بين 31 منطقة في حجّة، تم تصنيف 28 حالة طوارئ إنسانية. وتقيم في ثمانية من هذه المناطق مجموعات من الناس ممّن يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.

وقال فيروسيل: إن البرنامج يعكف على إنشاء مكتب في مدينة حجّة بهدف تسهيل الاستجابة السريعة والقوية للحالات المتغيّرة على أرض الواقع، حتى يتمكّن من توفير حصص الاستجابة الفورية للنازحين الجدد والأكثر ضعفاً. وأشار فيروسيل إلى أنه في الأيام القليلة المقبلة، سيبدأ البرنامج توزيع الحصص الغذائية على جميع الأسر في منطقة كشر، مركز العنف الأخير في محافظة حجّة، مشيراً إلى الحاجة إلى الوصول إلى المناطق المحيطة بكشر، والتي من المحتمل أنها استقبلت عدداً كبيراً من العائلات الهاربة من العنف. وذكر المتحدّث إرفيه فيروسيل أن البرنامج وشركائه لم يتمكّنوا حتى الآن من الوصول إلى أربع مناطق شهدت أيضاً قتالاً عنيفاً، بالقرب من الحدود مع السعودية، مشيراً إلى أن هناك ما يقرب من 50 ألف شخص على شفا المجاعة في هذه المناطق.

من جانب آخر أعربت منظّمتا «اليونيسف» و«الصحة العالمية» عن خشيتهما من أن يزداد عدد الحالات المشتبه فيها بالإصابة بالكوليرا في اليمن مع حلول موسم الأمطار باكراً هذا العام، ومع انهيار الخدمات الأساسية، بما فيها أنظمة التزويد بالمياه الصالحة للاستخدام، وشبكات المياه.