1173713
1173713
الاقتصادية

ندوة «واقع التعمين في القطاع الصناعي» تبحث التحديات التي تواجه «التوظيف» في الشركات المحلية

27 مارس 2019
27 مارس 2019

هلال الحسني: «مدائن» وفرت 20 ألف فرصة عمل للعمانيين حتى عام 2018 -

«عمان»: نظمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، صباح أمس بفندق كراون بلازا صحار، ندوة «واقع التعمين في القطاع الصناعي .. التحديات والحلول»، وذلك ضمن سلسلة ندوات مجموعة الصناعيين العمانيين 2019، وتحت رعاية سعادة حمد بن خميس العامري وكيل وزارة القوى العاملة لشؤون العمل، كما وقعت مدينة صحار الصناعية على هامش الندوة اتفاقية مع شركة مجيس للخدمات الصناعية، وذلك بهدف إيجاد التكاملية في توفير خدمات المياه وتزويد مياه الشرب للمدينة الصناعية بطاقة استيعابية تصل إلى عشرة آلاف متر مكعب يوميا، حيث يتم تزويدها عن طريق شبكة ممتدة من محطة إنتاج المياه لمسافة ١٥ كيلومترا، تشمل عداد المياه لتغطية جميع المراحل في مدينة صحار الصناعية، ومن المؤمل أن تساهم هذه الاتفاقية في تعزيز خدمة تزويد مياه الشرب للغرضين الصناعي والاستهلاك الآدمي، وضمان استمرارية خدمة المياه بلا انقطاع للمشتركين.

جودة الإنتاجية

وأكد الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، هلال بن حمد الحسني أن اختيار «مدائن» لهذا الموضوع ليكون محور هذه الندوة يأتي نظراً لما يمثله التعمين بما فيه تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها في قطاع الصناعة بالتحديد والقطاعات الأخرى بصورة عامة من أهمية كبيرة تتمثل في رفع مستوى العمل وجودة الإنتاجية وخلق بيئة عمل مناسبة تنعكس إيجاباً على دعم الاقتصاد الوطني في السلطنة. وأضاف الحسني: من أهم الأهداف الوطنية التي تسعى «مدائن» لتحقيقها وزيادة مساهمتها على الصعيد الوطني هو توفير فرص العمل المناسبة للقوى العاملة الوطنية، وقد تمكنت حتى نهاية العام 2018 من توفير أكثر من عشرين ألف فرصة عمل للمواطنين في مدنها الصناعية المنتشرة بمختلف محافظات السلطنة، وكان نصيب مدينة صحار الصناعية منها ما يزيد عن ستة آلاف فرصة عمل، ونشير هنا إلى أن نسبة التعمين الإجمالية في مدائن وصلت إلى 35% وفي مدينة صحار كانت 34% مع نهاية 2018. وهذه النتائج والتي نطمح لتحقيق المزيد منها خلال العامين المتبقين من الخطة الخمسية التاسعة 2020، والخطة الخمسية العاشرة 2025 ، وما كانت هذه النتائج لتتحقق لولا تظافر الجهود والتنسيق الكبير مع وزارة القوة العاملة من جانب والمصانع والشركات من جانب آخر. وأشار الحسني إلى أنه إيمانا من «مدائن» بدورها الوطنية برفد الصناعات القائمة لديها بالكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة، فقد كانت من الجهات المبادرة بتدريب وتأهيل الباحثين عن العمل والعاملين بالمصانع، وذلك منذ عام 2011 وذلك بتبني برامج وخطط تدريب وتأهيل للعاملين بالمصانع والشركات العاملة لديها.

وأضاف: في الوقت ذاته، أولت المؤسسة اهتماما خاصا بالعمانيين في الشركات والمصانع الذين يشغلون وظائف إدارية عليا وإشرافية وخصوصا من (مديري العموم، ومديري الموارد البشرية والإدارة والتدريب)، حيث تم تدريبهم في مختلف المجالات وتنمية قدراتهم ومهارتهم العملية. واستمرارا لجهود «مدائن» في هذا المجال، وتنفيذا لدورها التنموي وتحقيقا لهدفها العام بإيجاد تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة مرتكزة على قدرات شبابها وسواعدهم وتعزيز دورهم في البناء والتنمية ، فقد تم مؤخرا تأسيس مركز أكاديمية مدائن الصناعية، والذي يتم التحضير له في المرحلة الحالية من خلال العمل مع مجموعة من الشركاء، بغية توفير برامج تدريب مهنية وفنية لتدريب وتأهيل العاملين العمانيين ورفع إنتاجيتهم وجاهزيتهم لسوق العمل وفق احتياجات ومتطلبات المصانع والشركات، حيث يعد هذا المركز مواصلة لبرنامج تدريب الكوادر الوطنية العاملة في المصانع والشركات، والذي قامت «مدائن» من خلاله بتدريب الكوادر الوطنية خلال الفترة بدءا من 2011، وقد ارتأينا التوسع فيه من خلال مركز أكاديمية مدائن الصناعية لتشمل كافة الجوانب المهنية والفنية للوظائف التي تحتاجها الشركات والمصانع، وكخطوة أولية من خطوات بدء العمل في مركز أكاديمية مدائن الصناعية.

وقال الحسني: وبهدف توفير الكوادر المدربة التي تلبي احتياجات المصانع والشركات من الكفاءات الوطنية المؤهلة، قامت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن خلال الأسبوع الماضي بتوقيع اتفاقية مع شركة تنمية نفط عُمان في سبيل توفير فرص العمل من خلال التدريب المقرون بالتشغيل والتوظيف المباشر وإعادة الاستيعاب والتدريب على رأس العمل، كما ستقوم «مدائن» خلال الفترة القريبة القادمة بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات مع الشركاء أصحاب التجارب الناجحة من داخل السلطنة وخارجها، لضمان تحقيق أفضل النتائج والوصول بالكوادر العمانية في القطاع الصناعي إلى أعلى مستويات المهنية والكفاءة، وفي الوقت ذاته، ولمراقبة معيار التعمين لدى الشركات والمصانع والاهتمام بقضايا القوى العاملة الوطنية وتوفير مزيد من فرص التوظيف النوعي، فقد قامت «مدائن» أيضا باستحداث دائرة متخصصة بشؤون التعمين لمتابعة سير العمل في مختلف المدن الصناعية. وختم الرئيس التنفيذي لـ«مدائن» كلمته قائلا: تأتي هذه الندوة ضمن برنامج مجموعة الصناعيين العمانيين 2019، وهو عبارة عن سلسلة من الندوات التي تنظمها «مدائن» في مختلف المجالات المتعلقة برجال الأعمال والموظفين وطلاب مؤسسات التعليم العالي في السلطنة، وتغطي كافة الجوانب المتعلقة بعمليات التصنيع ومجالات التقنية والإدارة، كما تتيح هذه الندوات لرجال الأعمال والأكاديميين ومديري تطوير الأعمال والتسويق ومديري المنتجات والمبيعات ومديري العموم والطلاب فرصة التواصل والتعرف والاطلاع على كل جديد في مختلف المجالات المتعلقة بالصناعة والاستثمار، ونسعى من خلال هذه الندوة التي نحن بصددها اليوم والتي تستهدف المستثمرين وأصحاب الأعمال في مدينتي صحار والبريمي الصناعيتين إلى الوقوف على «واقع التعمين في القطاع الصناعي والتحديات التي يواجهها بغية الوصول إلى مجموعة من المقترحات والآراء التي تساعد أصحاب القرار على الوصول إلى الحلول والنتائج الإيجابية».

أوراق عمل

بعدها، قدّم المشاركون في الندوة مجموعة من أوراق العمل التي تبيّن واقع التعمين في القطاع الصناعي في السلطنة، حيث أوضحت زهرة بنت علي السيابية، مديرة دائرة التنمية الصناعية بوزارة التجارة والصناعة أن الفريق الفني لمتابعة التوظيف في مشاريع قطاع الصناعات التحويلية يقوم بحصر جميع الفرص الوظيفية للعمانيين الحالية والمتوقعة والمتفق عليها في قطاع الصناعات التحويلية، والحصول على خطط التعمين والتشغيل من المنشآت الصناعية وكذلك النظر في فرص الإحلال في المشاريع الاقتصادية ومتابعتها، ومتابعة المنشآت الصناعية الواقعة تحت مظلة الوزارة للالتزام بخطط التشغيل، بالإضافة إلى تحديد المهارات والمتطلبات التدريب مع الصندوق الوطني للتدريب، والعمل على حلحلة التحديات الناتجة من عدم موائمة بيانات التشغيل والأنشطة مع وزارة القوى العاملة والمركز الوطني للإحصاء والعمل على تحديث وتوحيد هذه البيانات، وتحديد ودراسة تحديات التشغيل والإحلال في القطاع، علاوة على تقديم مقترحات لزيادة جاذبية القطاع. وأضافت السيابية أنه تم إلى الآن تشكيل الفريق الفني المعني بتنفيذ وتفعيل الفرص الوظيفية للقطاع، والتنسيق والاجتماع ببعض الشركات والمنشآت في قطاع الصناعات التحويلية التي لم تحقق نسبة التعمين المقررة ومناقشة أهمية استغلال الكفاءات العمانية في مختلف المستويات الوظيفية للمؤسسات وعدم ربط نسبة التعمين في الوظائف الدنيا، كما تم استقبال خطط التعمين المقترحة من قبل هذه الشركات متضمنا عدد التوظيف المباشر والتوظيف المقرون بالتدريب وخطة الإحلال على أن يتم تحليل الخطط المقدمة من قبل المنشآت الصناعية لتسليط الضوء على أهم التحديات ومعالجتها، ومتابعة سير والتزام الشركات بخطط التعمين المحددة، مشيرة السيابية إلى أن هذا الفريق تم تشكيلة بعد إصدار القرار الوزاري رقم 55/‏‏2019 بعضوية ممثلين من وزارة التجارة والصناعة، وزارة القوى العاملة، وحدة الدعم والتنفيذ والمتابعة، المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، وجمعية الصناعيين العمانية. في حين أشار جمال الجهضمي، مستشار الأهداف الوطنية والتدريب، بشــركـة تنميـة نفـط عمـان إلى أنه من الأهداف الوطنية للشركة تقديم قيمة مضافة وزيادة توظيف العمانيين أصحاب الكفاءة العالية والمهرة سواء مع زبائن الشركة أو في القطاعات الأخرى غير النفط والغاز في السلطنة، حيث أوضح الجهضمي أنه في عام 2018 تم تخريج أكثر من 3400 متدرب من برنامج الأهداف الوطنية، وخلق ما يقارب 17000 فرصة عمل، بالإضافة إلى تخريج أكبر من المتدربين المهنيين في تاريخ برنامج الأهداف الوطنية بعدد (1077 خريجا). من جانبه قال علي بن آدم الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمعهد تكنولوجيا عمان، أن المعهد أنشئ عام 2003 كمعهد تدريب في المجالات التجارية والفنية، ويمتلك شراكات متعددة مع مجموعة من هيئات الاعتماد الدولية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا كما أنه أحد مقدمي برامج الأهداف الوطنية لشركة تنمية نفط عمان، وحائز على جائزة معهد التميز والتعمين، بالإضافة إلى أنه قام بتدريب أكثر من 8000 عماني في دورات مختلفة. بينما استعرض آن ريجوراج، مدير عام مؤسسة التدريب التقني (NETTUR) في جمهورية الهند تجربة هذه المؤسسة وبالتحديد في مدينة بنجلور، حيث أشار إلى أنها مؤسسة تعليمية أنشئت في عام 1963، وهي عبارة عن تعاون هندي سويسري مستمر يهدف إلى تعزيز التعليم الفني الهادف لشباب الهند، وقد وضعت البذرة الأولى للمؤسسة في مدينة كيرلا عام 1959. بدعم ومساعدة سخية من حكومة سويسرا، و HEKS (وهي منظمة سويسرية غير حكومية) ، وكالة التعاون السويسري للتنمية ( وكالة التنمية في سويسرا). كما قدمت حكومة الهند وحكومات الولايات دعمهما لهذه المؤسسة التي أصبحت اليوم تنفذ برنامج 50 برنامج تدريب فني من خلال أكثر من 20 مركز تدريب في مختلف الولايات في جميع أنحاء الهند. كما تساعد المؤسسة الصناعات عبر مبادرتها التعاونية الخاصة لتوفير القوى العاملة عالية الجودة من خلال إنشاء مراكز تدريب بالشراكة مع جمعيات الصناعة حول العالم. وقد اختتمت أوراق العمل بورقة كنج دي، الشريك الاستشاري في شركة آيه بي سي، والتي أوضح من خلالها نظام التحقق من متطلبات القوى العاملة المطلوبة من الشركات الصناعية داخل المدن الصناعية التابعة لـ «مدائن» عبر النافذة الاستثمارية «مسار»، مشيراً إلى أن تحديد وتقييم متطلبات القوى العاملة في قطاع الصناعة التحويلية يواجه مجموعة من التحديات، لذلك تعمل «مدائن» حاليا لتقنين العملية برمتها، بحيث تغطي تقديم متطلبات القوى العاملة، تقييم الطلب والموافقة عبر نظام موحد.

جلسة نقاشية

وبدأت بعدها الجلسة النقاشية التي أدارها الدكتور خميس بن سعيد المنيري، القائم بأعمال رئيس جامعة البريمي، وشارك بها مقدمو الأوراق في الندوة مع أصحاب الأعمال والمستثمرين في مدينتي صحار والبريمي الصناعيتين، حيث تم خلال الجلسة مناقشة مجموعة من المحاور الهامة وأبرزها - خـدمات وحـوافز التـأهيـل والتـدريب المقدمة للشركات والمصانع ضمـن نطــاق «مـدائـن» بالتعـاون مع الصنـدوق الوطنـي للتدريب وشركـة تنميـة نفــط عمــان، وطبيعــة التـأهيـل والتـدريب في القطــاع الصنـاعي ونوعيــة البرامج المقــدمة للمتـدربيــن من قبل الصنـدوق الوطنـي للتـدريب ، والفرق بين التدريب المقرون بالتشغيـل والتدريب على رأس العمل، وأيضا برنـامج التـأهيل الأكـاديمـي لـ «مدائن» بـالتعـاون مع الصندوق الوطنـي للتدريب وشركـة تنميـة نفـط عمـان لتـأهيل الخريجــين للعمـل في المنشـآت الصنـاعية وفقا لاحتيــاجات المصنـع، بالإضافة إلى مسـؤوليات الفريق المعنـي بمتابعة احتياجـات الشركات والمصـانع للوظائف لرفع نسـب التعميـن، علاوة على مناقشة التحـديات التي تواجـه الشـركات والمصانع في رفع نسـب التعميـن، والحـلول والمقتـرحات لمعالجـة هذه التحديات في القطاع الصناعي.