عمان اليوم

«المؤتمر الخليجي الأول» بجامعة ظفار يناقش أهمية التكامل في مناقشة القضايا المتعلقة بالعمل الاجتماعي

25 مارس 2019
25 مارس 2019

ركز على أهمية التنشئة الاجتماعية ودورها في التنمية المستدامة -

صلالة – بخيت كيرداس الشحري -

تختتم اليوم بجامعة ظفار أعمال المؤتمر الخليجي الأول للعمل الاجتماعي بتنظيم من كلية الآداب والعلوم التطبيقية ممثلة بقسم العلوم الاجتماعية والذي استمر مدة يومين، حيث رعى افتتاح أعمال المؤتمر صباح أمس معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حسن بن سعيد كشوب وأصحاب السعادة الولاة والمكرمون أعضاء مجلس الدولة وعمداء الكليات وعدد من أخصائيي العمل الاجتماعي في المؤسسات التعليمية والتنمية الاجتماعية وجمع غفير من طلاب الجامعة.

بدأ المؤتمر بكلمة ألقاها الدكتور خالد بن مسلم المشيخي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر عميد كلية الآداب والعلوم التطبيقية بالوكالة بالجامعة رحب من خلالها بمعالي الشيخ راعي المناسبة والحضور وقال: «إن هذا المؤتمر يأتي امتدادا لما تقوم به جامعة ظفار من دور حيوي وهام في خدمة المجتمع حيث تشكل خدمة المجتمع أحد الأعمدة الثلاثة المكونة لرؤية الجامعة إضافة إلى البحث العلمي والتعليم الفعال».

وأوضح المشيخي في كلمته أن كلية الآداب والعلوم التطبيقية قامت خلال هذا العام والعام المنصرم بتنفيذ أكثر من 45 مبادرة مجتمعية متوزعة بين برامج تدريبية وحلقات عمل وملتقيات وندوات ودورات متخصصة مع عدد كبير من الجهات الحكومية والأهلية والخاصة، مشيرا إلى أن المؤتمر سيغطي عدة محاور أساسية وهي التنمية المستدامة من منظور العمل الاجتماعي ودور المجتمع المدني في المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبرامج التنمية الاجتماعية وسياساتها وكذلك عرض تجارب السلطنة وأيضا تجارب بعض الدول الشقيقة وكل محور من هذه المحاور يمثل قضية هامة تستحق منا الدراسة والتحليل والتنقيب.

وأكد الدكتور خالد المشيخي أن هذا المؤتمر الهام جاء ليؤكد على أهمية التكامل في مناقشة القضايا المتعلقة بالعمل الاجتماعي ولذلك كان من الضروري أن تتوحد الجهود وتتضافر من أجل إثراء مواضيع هذا المؤتمر وإعطائها حقها الكافي من التمحيص والنقاش وتبادل الخبرات والآراء لذلك تجدون تنوعا جميلا في خلفيات المتحدثين فمنهم أستاذة جامعات من السلطنة وبعض الدول الشقيقة وآخرون من جهات حكومية عسكرية ومدنية.

وشاركت الدكتورة ملك الرشيد من جامعة الكويت بورقة عمل بعنوان العمل الاجتماعي والتنمية المستدامة وتناولت ورقتها المفهوم العالمي للعمل الاجتماعي وهو مهنة قائمة على الممارسة، ونظام أكاديمي يعزز التغيير الاجتماعي والتنمية والتماسك الاجتماعي وتمكين الناس وتحريرهم.

وتطرقت ملك الرشيد إلى مفهوم التنمية المستدامة موضحة أن التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة. وتدعو التنمية المستدامة إلى تضافر الجهود من أجل بناء مستقبل للناس ولكوكب الأرض يكون شاملا للجميع ومستداما وقادرا على الصمود، كما تحدثت عن أهم مجالات التنمية المستدامة ذات الأهمية الحاسمة وهم الأفراد والكوكب والازدهار والسلام والشراكة وتقصد بالأفراد هو العمل على إنهاء الفقر والجوع بجميع أشكاله وأبعاده أما الكوكب العمل على حماية الكوكب من التدهور، ومن ثم تطرقت إلى التقاطع بين أهداف التنمية المستدامة وأهداف مهنة العمل الاجتماعي وأهم التحديات التي تواجهها مهنة العمل الاجتماعي لأداء أدوارها ضمن خطط التنمية المستدامة وتناولت الفرص التي توفرها توجهات أهداف التنمية المستدامة لمهنة العمل الاجتماعي ووضعت بنهاية كلمتها توصيات مستقبلية.

جلسات المؤتمر

بدأت أولى جلسات المؤتمر في اليوم الأول من أعمال المؤتمر بمحاضرة التنشئة الاجتماعية ودورها في دعم التنمية المستدامة للدكتورة فاطمة الغسانية من المديرية العامة للتربية للتعليم بمحافظة ظفار تحدثت فيها عن مفهوم التنشئة الاجتماعية وأشارت إلى أنها عملية إكساب الفرد الخصائص الأساسية للمجتمع الذي يعيش فيه ممثلة في القيم والاتجاهات وكذلك أدوات المعرفة والمهارات الاجتماعية التي تمكنه من التكيف مع المجتمع وهي عملية مستمرة عبر زمن متصل من اللحظات الأولى من حياة الفرد إلى وفاته وتحدثت الغسانية عن أهداف التنشئة الاجتماعية ومن هذه الأهداف اعداد فرد لديه القدرة على التفاعل الاجتماعي الحقيقي مع البيئة الطبيعية والاجتماعية وإكساب الفرد نسقاً من المعايير الأخلاقية التي تنظم علاقته بالجماعة وتبني الفرد لقيم الجماعة وثقافتها واعداد المواطن الصالح لكي يكون نافعاً في المجتمع ويعمل على تطويره وازدهاره. وكما تحدثت عن المؤسسات التي تشارك في التنشئة الاجتماعية للفرد وهي الأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق ووسائل الاعلام والمؤسسات الرياضية والمؤسسات الدينية. وفي نهاية ورقتها قدمت الدكتورة فاطمة الغسانية عددا من التوصيات منها ضرورة توعية الآباء والأمهات حول أهمية التنشئة الاجتماعية السوية وجماعة الرفاق السوية وذلك لمساعدة الأبناء على تكوين شخصيات متزنة وفاعلة بالمجتمع تكون قادرة على البناء والتعمير وتحمل المسؤولية مستقبلاً وكذلك تنفيذ المدارس لحزمة من البرامج التوعوية والإرشادية من خلالها يتم إكساب الطلاب وأولياء الأمور سلوكيات واتجاهات مناسبة لأدوارهم الاجتماعية تجعلهم قادرين على التوافق الاجتماعي والاندماج في الحياة الاجتماعية مما نجعلهم طموحين لمستقبل افضل وكذلك دور المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها في تشجيع ودعم الابتكار وتبني الأفكار الناجحة ودعم الطلاب المتميزين وكذلك دور وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية وتكاتف جميع الجهات المعنية بوضع خطة مشتركة تعني بالتنشئة الاجتماعية السوية لكي نحافظ من خلالها على التنمية المستدامة والتي تركز على تأسيس أجيال واعدة قادرة على دفع عجلة التنمية والنهوض بالأمة.

واستعرض سيف بن ناصر السعدي الخبير بالدراسات الاجتماعية من وزارة التنمية الاجتماعية استراتيجية وزارة التنمية الاجتماعية بالسلطنة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة وتحدث المحاضر الشيخ عبدالله بن علي الشحري إمام وخطيب بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم عن دور العدالة الاجتماعية ومساهمتها الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة.

وبعدها أقيمت حلقتا عمل حملت الأولى عنوان مهارات الاتصال الفعال في دعم التنمية المستدامة للدكتور أحمد بن علي المعشني وحلقة العمل الثانية استعرض فيها الشيخ عبدالرب اليافعي آلية تنظيم العمل التطوعي لدعم التنمية المستدامة. وعلى هامش أعمال المؤتمر تم افتتاح معرض مصغر للجمعيات المشاركة كجمعية بهجة للأيتام والهيئة العمانية للأعمال الخيرية. وكما سيقدم الطلاب محمد باعلوي وسلطان المعمري وأمينة أحمد العوائد نماذج لتجارب تطوعية شبابية من خلال هذا المؤتمر بجانب حلقة نقاشية للمشاركة حول المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة.