1168054
1168054
العرب والعالم

تقدم الشعبويين في انتخابات هولندا يصدم رئيس الوزراء

21 مارس 2019
21 مارس 2019

«مسلح أوتريخت» تحرك بقصد «إرهابي» -

لاهاي - (أ ف ب): وجّه الشعبويون المناهضون للاتحاد الأوروبي ضربة كبيرة لرئيس الوزراء الهولندي مارك روته بعد أن أصبحوا أكبر حزب في مجلس الشيوخ بتحقيقهم نتيجة مساوية له امس اثر انتخابات جرت غداة الهجوم الدموي على ترامواي في أوتريخت.

وحل حزب «منتدى الديمقراطية» الشعبوي بقيادة تييري بوديه المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي ثانيا في انتخابات مجلس الشيوخ التي تجري على مستوى المقاطعات بعد حزب روته بعد فرز 93% من الأصوات، بحسب التلفزيون الوطني.

ويعتبر الاقتراع مؤشرا على انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في مايو والتي يتوقع أن تحقق فيها الأحزاب الشعبوية مكاسب كبيرة على مستوى التكتل.

واتهم بوديه البالغ من العمر 36 عاماً، روته بـ«التعالي والغباء» وبتجاهل الناخبين. ويعتبر بوديه نفسه مفكرا ولديه تاريخ من التصريحات المثيرة للجدل بحق النساء والمهاجرين كما يؤيد تعزيز العلاقات مع روسيا.

وقال أمام حشد جاء للاحتفال بالفوز الانتخابي مساء أمس الأول، «نقف هنا فوق ركام ما كان يوما ما أجمل حضارة» في العالم.

وذكرت وكالة الأنباء الهولندية أنّ الحزب، الذي أطلق قبل عامين فقط، بات اليوم أكبر حزب في مجلس الشيوخ مع حزب روته بواقع 12 مقعدا لكل منهما.

وتعقيباً على المفاجأة الانتخابية، كتبت صحيفة الغيمين داغبلاد «بوديه يحقق نصرا مهولا» فيما كتبت التليجراف «انهيار» متحدثة عن هزيمة روته.

وقالت وكالة الأنباء الهولندية إن الحزب الذي تأسس قبل عامين فقط، سيكون الآن الأكبر في الغرفة العليا من البرلمان إلى جانب حزب روتي مع 12 مقعداً لكل منهما. ويتولى روته السلطة منذ ثماني سنوات، ولعب دوراً رئيسيا في مفاوضات بريكست، وسيتعين عليه الآن أن يعتمد على أحزاب أخرى لتمرير مشاريع القوانين بعد هذه الانتكاسة.

وأشار بوديه إلى إطلاق النار في ترامواي في أوتريخت، في اعتداء أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى، جروح ثلاثة منهم خطرة. وأوقفت الشرطة الهولندية التركي الأصل غوكمن تانيش (37 عاما) منفذ الاعتداء وأعلنت النيابة العامة أمس أنها ستوجه إليه تهمة القتل بدافع الإرهاب.

وواجه بوديه انتقادات بعد امتناعه عن وقف حملته الانتخابية بعد الاعتداء، لكنه اتهم حكومة روته بتبني سياسات هجرة «ساذجة».

وقال بوديه أمام الحشد الذي هتف باسمه أمس الأول «يتم تدميرنا من قبل أشخاص يفترض أن يدافعوا عنا»، وتابع أن «حكومات روته المتعاقبة شرّعت حدودنا وأدخلت مئات آلاف ممن يحملون ثقافات مختلفة تماما عن ثقافتنا».

ودعا بوديه في السابق إلى خروج هولندا من الاتحاد الأوروبي، لكن عاد عن الفكرة وسط تصاعد الفوضى المحيطة ببريكست. والأكاديمي السابق ذو الوجه التلفزيوني معروف بتصريحاته المثيرة للجدل مثل قوله إن «النساء بشكل عام لا يبرعن في الوظائف مثل الرجال وليس لديهن الطموح نفسه».

كما دعا إلى إصلاح العلاقات مع روسيا والتي تدهورت إثر إسقاط طائرة متجهة من امستردام إلى ماليزيا فوق أوكرانيا في عام 2014، وكذلك فضيحة تجسس روسي على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في لاهاي.

ويرجح أن يتراجع عدد مقاعد ائتلاف روته الذي يقوده حزبه اليميني الوسطي «حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)، من 38 إلى 31 مقعدا في مجلس الشيوخ المكون من 75 مقعدا والذي يصادق على التشريعات التي يوافق عليها مجلس البرلمان.

من جانبه، قال روته لأنصاره «سيكون علينا مواصلة العمل. علينا أن نتحدث مع أحزاب أخرى ليكون بوسعنا قيادة هذا البلد على نحو جيد».

وسيضطر الائتلاف في هذه الحالة للاعتماد على أحزاب أخرى تساعده في تمرير القوانين ومن بينها «حزب غرين لينكس» اليساري المدافع عن البيئة بزعامة جيسي كلافر الذي ضاعف مقاعده من أربعة إلى ثمانية.

وسيتحدد الشكل النهائي لمجلس الشيوخ في مايو، بعد أن ينتخب المقترعون نحو 570 نائبا في مقاطعات هولندا الـ12، وهم من سيقررون في 27 مايو من سيتم تعيينهم في مجلس الشيوخ المؤلف من 75 عضوا.

ويبدو أنّ حزب بوديه حصل على أصوات من حزب الحرية المعادي للإسلام الذي يقوده غيرت وايلدرز والذي تقلصت مقاعده من تسعة إلى خمسة وسط إشارات إلى أن خطابه الشرس أبعد ناخبين عنه.

ولهولندا تاريخ حافل مع القادة الشعبويين يرجع إلى بيم فورتيون السياسي المثلي المعادي للمهاجرين الذي اغتيل في عام 2002 على يد ناشط يدعو للرأفة بالحيوان.