«أوقاف» ظفار تختتم دورة تنمية الذكاء الاجتماعي

صلالة ـ أحمد بن عامر المعشني -

اختتمت المديرية العامة للأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة ظفار متمثلة بقسم شؤون الأئمة والخطباء دورة «تنمية الذكاء الاجتماعي» لدى أئمة المساجد بمحافظة ظفار التي أقيمت بقاعة التدريب بالمديرية ولمدة تسعة أيام متواصلة من خلال تقديم 12 جلسة إرشادية، ونفذ هذه الدورة المحاضر الباحث عثمان بن سالم رعفيت من خلال إكساب المشاركين من الأئمة مهارات في التعامل والتواصل وفهم الآخرين بالإضافة إلى التأثير والتأثر بالآخرين ووضع مقترح لنمط حياة اجتماعي حيث يكون الإمام جزءا من المجتمع ويصل إلى مستوى عال من الصحة النفسية والتوافق مع نفسه أو أسرته أو مع المجتمع الذي من حوله وتشمل تلك المهارات ضبط النفس والتسامح والاحترام وبناء الألفة مع الآخرين ومعرفة لغة الجسد أو الاتصال غير اللفظي واستخداماته والاستبصار و الإنصات والتفسير والاستيضاح وعكس المشاعر والحوار الذاتي الإيجابي.

وقد أكد الباحث عثمان رعفيت بأن الإمام لا بد أن يتمتع بخصائص لكي يقوم بدوره، كالصحة النفسية والمرونة النفسية والثقة بالنفس وغيرها من الخصائص النفسية، ومن ضمن تلك الخصائص «الذكاء الاجتماعي»، وهو «القدرة على فهم الناس والتفاعل معهم» ويعتبر الذكاء الاجتماعي قدرة ذات أهمية كبرى في حياة الأشخاص ذوي المهن الاجتماعية أو الذين يتعاملون مع كافة فئات المجتمع، والإمام يعتبر أحد هؤلاء الأشخاص، ويعرف الإرشاد النفسي الديني على أنه «هو ما يقدمه المدرس المرشد من مساعدات إرشادية من خلال ما ورد في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة من تعاليم وهداية»، وتأتي أهمية هذا الأسلوب كأسلوب يجمع بين أسس ومفاهيم ومبادئ وأساليب دينية أخلاقية مقابل طرق وأساليب الإرشاد النفسي التي وضعها البشر، التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، مما يجعل العملية الإرشادية أكثر تأثيرا. واعتمد الباحث في تنفيذ الجلسات الإرشادية على أسلوب المحاضرة والحوار والمناقشة والتعلم وطرح الأدلة والإقناع، وعلى تطبيق الأنشطة الجماعية والفردية التي من شأنها أن تزيد مفهوم الوعي بالذات وتنمية العمل الجماعي مثل نشاط (إيجابيات وسلبيات) ونشاط (لعب الدور) لتطبيق بعض المهارات.

الباحث عثمان بن سالم رعفيت أشاد بأئمة المساجد المشاركين في البرنامج حيث كانوا متفاعلين مع جلسات البرنامج وكانوا حريصين على حصول أكبر قدر من الاستفادة، وقد أثنوا على البرنامج وذكروا أنه يلامس احتياجاتهم وواقعهم وأن هذا البرنامج لا تقتصر الفائدة منه على المستوى العملي بل يفيد حتى على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي بشكل عام.

فيصل بن سعيد المشيخي رئيس قسم شؤون الأئمة والخطباء بالمديرية العامة للأوقاف والشئون الدينية بمحافظة ظفار أكد بأن مثل هذه الدورات تأتي ضمن الخطة السنوية للقسم وذلك لتعزيز المهارات والقدرات لدى الأئمة والخطباء للتواصل مع المجتمع وتوعيتهم لمواجهة الآفات الاجتماعية السلبية التي قد تضعفهم أمام التحديات المعاصرة، وفي ختام الدورة تم توزيع شهادات المشاركة للأئمة وتقديم هدية تذكارية للمحاضر.