صحافة

الاستقلال: فدائي عملية سلفيت: بدر في ليلة ظلماء

21 مارس 2019
21 مارس 2019

في زاوية أقلام وآراء كتب بسام أبو شريف مقالا بعنوان: فدائي عملية سلفيت: بدر في ليلة ظلماء، جاء فيه:

طلع البدر من سلاسل قرية طال شوقها للحرية، من حجارة نبعة كانت تدفع الماء رقراقا جففها المستعمرون.. اسمه «مجاهد شريف»، ورقمه لن يقرر إلا في الخريف حينما تهب الرياح، وتنهمر من السماء أوراق الشجر، وقد تلونت بألوان الشهداء الأحمر والأرجواني والداكن.. لكنها كلها أوراق تتساقط لتعطي الأرض كي تثبت فيها حياة من جديد، وتلد أطفالا ألعابهم حجر وعجلة من جديد.

يا بدر أيها المجاهد يا «مجاهد شريف»، أنت الذي حللت المعضلة، أنت الذي شققت الطريق بعد أن تاه الجهلة والعبيد، أنت الذي أبلغتك حجارة النبع الذي جففه الغزاة أن حل المعضلة لا يأتي بالدوران حولها، أو بتضخيم عقدها بل بالفكفكة.. حللت المعضلة مع تلك الضفدعة.. حين رأتك تستلقي على الأرض هناك وتنظر للسماء.. اقتربت منك، وهي منفوخة الأوداج ورفعت رأسها غير آبهة لا تهيب ولا تحيد.

منفوخة هي.. ورأت نفسها ضخمة ولو بانتفاخ، ودون أن تهابها أو تبتعد عنها وضعتها بغصن زيتون… جف من نزف الدمع على رضيع أحرقه الغزاة فانحنى رأسها من الألم… وارتد جسمها إلى حجمه دون انتفاخ، وأمسكت بها… ومهما حاولت انفكاكا باءت أطرافها بالفشل… وقذفتها نحو جذع شجرة تين أحرقها الغزاة … فسقطت هامدة. أنت حل المعضلة… اهجم وان كان عدوك مدججا

اهجم وإن كان عدوك يتحرك في برج من حديد.

اهجم فالبرج ينهار بقرصة عقرب، والحائط ينهار بمياه مطر، والجندي العنصري يرتعد تحت حديدة إن أنت هاجمته بنشاب قوس أو بإبرة بوص أو بثعبان ينزلق نحوه بين فتحات درعه الحديدي.

الهجوم حماية لأمك وأخيك الرضيع.. الهجوم دفاع عن أرضك وشجرك ووطنك..

الهجوم وان كان درع الغزاة قويا؛ لأن الهجوم هو الدفاع الإيجابي عن أمنك وطريق الحفاظ على حقوقك، وتشريف للإنسان والمبادئ السامية التي علمنا إياها بالقلم، اهجم وربك الأكرم فالنصر لا تلده إلا الإرادة الصلبة والإيمان العميق بانتصار الحق.. يا مجاهد شريف: «فلسطين يا أرض الجدود، إليك لابد أن نعود»، وسنعود.