صحافة

تزايد منابر اليمين المتطرف على الإنترنت في بريطانيا

18 مارس 2019
18 مارس 2019

نشرت صحيفة «الاوبزيرفر» تقريرا كتبه مارك تاونسيند حول الانتشار المتزايد لمنابر اليمين المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي وتنامي الكراهية والعداء للمسلمين في بريطانيا، وتحذير أجهزة الأمن والجماعات المناهضة للفاشية من أن المتطرفين اليوم أصبحوا اكثر تنظيما ويجندون عناصر جديدة للانضمام اليهم اكثر مما مضى.

ويشير التقرير الى أن آلاف البريطانيين يستخدمون بانتظام منتديات على الإنترنت تعتنق التطرف اليميني، وسط تحذيرات جديدة من أن المملكة المتحدة تواجه «موجة جديدة» من الكراهية ضد المسلمين. وان أحد مؤشرات التحدي المتطور هو الخطوة الأخيرة التي اتخذها جهاز الاستخبارات الداخلي MI5 لانتزاع السيطرة من الشرطة على التحقيقات في المؤامرات اليمينية المتطرفة التي «تتجاوز الحد القانوني الذي يعتبر إرهابًا». وتحقق الأجهزة الأمنية حاليًا في إمكانية إيجاد رابط محتمل بين مسلح كرايست شيرش والمتطرفين اليمينيين في المملكة المتحدة وتقول الصحيفة إن تحليلا اجرته المؤسسة الخيرية المناهضة للفاشية «أمل لا كراهية Hope not Hate « أشار إلى أن قطاعا كبيرا من البريطانيين هم من القراء والمتابعين لمنابر اليمين المتطرف مثل الموقع المخصص للتفوق العرقي الأبيض «Stormfront»، الذي ينشر الأيديولوجية اليمينية المتطرفة.

ويذكر التقرير أن مفوضة مكافحة التطرف في بريطانيا، سارة خان، أشارت إلى زيادة في النشاطات المؤيدة لليمين المتطرف، الذين وصفتهم بالمنظمين والحرفيين والباحثين بنشاط عن أتباع جدد، لافتا إلى أن خان زارت 14 مدينة بريطانية؛ تحضيرا لنشر تقرير عن التطرف، بناء على طلب من وزير الداخلية. وتنقل الصحيفة عن سارة خان، قولها: «لقد استمعت لمظاهر القلق العميق والخوف من اليمين وأثره المدمر على الأفراد والمجتمعات وعلى ديمقراطيتنا»، وأضافت أن هناك «مواد مشروعة لليمين على الإنترنت وتثير الخوف»، وتسهم في إثارة النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الصحيفة إن سلطات الأمن قامت بوضع خطر اليمين المتطرف إلى جانب التشدد الإسلامي وإنها تقوم بالتحقيق في قضايا خطيرة لليمين المتطرف، فيما لم تكشف السلطات عن 700 مؤامرة إرهابية، و20 ألف شخص تم تصنيفهم بأنهم أفراد مثيرون للقلق، وتم التحقيق معهم في السابق، وربما يشكلون تهديدا في المستقبل مرتبطا بالتطرف. لكن «أم آي 5» قالت إن حجم حالات التطرّف اليميني يبدو ضئيلا مقارنة بعدد حالات التشدد الإسلامي.

ويقول التقرير ان التقييم الحكومي الأخير لمكافحة الإرهاب يسلط الضوء على الاهتمام بتطور اليمين المتطرف، فقبل عام 2014 انحصر نشاطه في المملكة المتحدة في مجموعات صغيرة راسخة ذات عناصر معروفة وقديمة، نادت بوقف الهجرة، وتبنت أفكار التفوق العنصري الأبيض، ولم تكن تمثل إلا خطرا صغيرا على الأمن القومي»، وقامت السلطات الأمنية بإحباط 4 عمليات إرهابية يمينية حتى يونيو 2018. ما أثار القلق على المنتديات الإلكترونية وقدرتها على نشر الإيديولوجية المتطرفة.

ويقول جو مولهول، الباحث في مؤسسة «Hope not Hate» للصحيفة إن مرتادي غرف الدردشة ومواقع الرسائل التي تنشر خطابات الكراهية بفعالية وسرعة زادت ووصلت إلى مئات الآلاف. ونحن نعلم هذا لأننا نستطيع النظر للمنابر التي يقوم من خلالها هؤلاء الناس بالمشاركة واكتشاف أن هناك مئات الآلاف يتابعونهم. وأشارت الصحيفة الى أن رسالة وضعت على الإنترنت في ديسمبر الماضي، عبارة عن لعبة تبادل فيها نازيون جدد من أوروبا وآخرون من الولايات المتحدة مستخدمين أسماء مستعارة، رسائل تبادل الآراء وتمجيد العنصرية، وكان بعض هؤلاء من أعضاء جماعة «أتوم وافين» الأمريكية التي تشجع الإرهاب، مشيرة إلى أن هناك مراسلات تمت لإنشاء فرع بريطاني باسم قسم «Sonnenkrieg».

وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الإحصائيات الأخيرة للحكومة البريطانية تظهر زيادة بنسبة 36% في نشاطات اليمين المتطرف، وفي مارس 2018 تم تحويل 1312 فردا لبرنامج «بريفنت»، وهي زيادة بنسبة 36%.