1164088
1164088
الاقتصادية

مؤتمر كومكس يناقش مستقبل المدن الذكية في السلطنة عبر رؤية 2040

18 مارس 2019
18 مارس 2019

«مختبر الذكاء الصناعي».. مشروع قادم يحل تحديات المؤسسات الحكومية -

تغطية: سرحان المحرزي -

ناقشت جلسات مؤتمر المدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة أمس بالتزامن مع معرض كومكس 2019 أبرز التوجهات العالمية في مجال الثورة الصناعية الرابعة وإنترنت الأشياء والمدن الذكية إضافة إلى البيانات الضخمة وسلاسل الكتل (البلوكتشين)، وذلك بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات من داخل وخارج السلطنة.

وضمن أروقة معرض كومكس دشن صندوق الرفد ثلاث تقنيات مرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة المسهلة للأعمال والخدمات المقدمة داخليًا وخارجيًا وهي المحادثة الإلكترونية وتقنية تحليل المراجعين وتطوير نظام إلكتروني لخدمة المراجعين.

رعى حفل افتتاح المؤتمر المصاحب لمعرض كومكس طارق بن سليمان الفارسي الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد. وأكدت كلمة لهيئة تقنية المعلومات أن كافة الظروف في السلطنة مهيئة للاستثمار في المدن الذكية وبأن هناك حرصًا واهتمامًا من القائمين على التخطيط في السلطنة بتطوير المدن الذكية، حيث ركزت «إحدى الأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040 الخاصة بتنمية المحافظات والمدن المستدامة على بناء مدن ذكية ومستدامة بجودة عمرانية عالية للمعيشة والعمل إلى جانب توفير وسائل نقل متنوعة وسهلة الوصول مع التنمية العمرانية».

وأضاف إبراهيم بن طالب الوردي القائم بأعمال مدير عام الخدمات الإلكترونية بهيئة تقنية المعلومات الذي ألقى الكلمة: إن هناك عددًا من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي تقوم الحكومة بتنفيذها في الوقت الراهن ونذكر منها على سبيل المثال «مشروع نظام العنونة الموحد» والذي يعمل المركز الوطني للإحصاء والمعلومات على تنفيذه بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الاختصاص والذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية للمدن الذكية كما أن «خدمات البيانات المكانية الجغرافية» توفر قاعدة صلبة لأي مدينة ذكية في مرحلة التخطيط وحتى التنفيذ والرصد. وأضاف: إن الجيل الجديد من شبكة النطاق العريض المتمثلة في خدمة الألياف البصرية مزايا وفوائد كثيرة للسلطنة موفرة سرعات عالية للاتصال بالإنترنت وبالشبكات الحكومية والخاصة مما سيوفر البنية الأساسية اللازمة لتمكين ونمو المدن الذكية، حيث تعمل الشركة العمانية للنطاق العريض وشركات الاتصالات الأخرى على توفير هذه التقنيات وتوسيع شبكة الألياف البصرية في كافة ربوع السلطنة.

التحول الرقمي

وفي مجال التحول الرقمي عبر تفعيل تقنيات المعلومات والاتصال لتعزيز الخدمات الحكومية وإثراء قطاع الأعمال وتمكين الأفراد من التعامل الرقمي في السلطنة قال الوردي: إن الأرقام والإحصائيات تشير بشكل واضح إلى أن السلطنة حققت قفزات كبيرة نحو الحكومة الإلكترونية، فقد حققت السلطنة المرتبة الثانية عربيًا في مؤشر الخدمات الإلكترونية في مسح الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة الأمم المتحدة لعام 2018 والمركز 43 في مؤشر المشاركة الإلكترونية متقدمة بـ33 مركزا عن ترتيبها في عام 2016.

معايير

وتحدث الوردي في كلمته عن دور الهيئة في وضع عدد من السياسات والمعايير لضمان سرية وخصوصية البيانات في إنشاء المدن الذكية فقال: إن هناك العديد من المخاطر والتحديات التي لا ينبغي إغفالها في خطط التحول للمدن الذكية ومن أهم هذه المخاطر انتهاك خصوصية وسرية البيانات، وإمكانية تعرض أجهزة البنى الأساسية للمدن الذكية للاختراقات الأمنية حيث تشير كثير من الدراسات إلى أن كثيرا من الأشياء المتصلة بالإنترنت تحتوي على ثغرات أمنية خطيرة من الممكن استخدامها لاختراق تلك الأجهزة وتعطيلها عن العمل أو سرقة المعلومات التي تحتويها.

لذا قامت هيئة تقنية المعلومات بوضع عدد من السياسات والمعايير التي تضمن سرية وخصوصية البيانات بما فيها معيار أمني خاص بالأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى توفير الخدمات والاستشارات وكافة الدعم اللازم في مجال أمن المعلومات وحماية البيانات للجهات الحكومية وغيرها كما أن السلطنة بصدد إصدار قانون خاص بحماية البيانات الشخصية وكل ذلك من شأنه تقليل الآثار الناتجة عن التحديات والمخاطر الأمنية المتعلقة بالمدن الذكية.

محاور المؤتمر

اشتمل المؤتمر في اليوم الأول على عدد من المحاور، حيث تناول المحور الأول سلسلة الكتل (البلوكتشين) والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتقنيات الناشئة في المدن الذكية، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة المالية وزيادة الإيرادات، كما تمت مناقشة توظيف الذكاء الاصطناعي في الحقبة الرقمية وإنترنت الأشياء في التحول الرقمي. كما عرضت شركة تنمية نفط عمان مقتطفات عن نظام حلول «نبراس» وهو نظام عماني لتحقيق التحول الرقمي لزيادة القيمة المؤسسية للشركة. هذا وسيناقش المؤتمر اليوم: المباني الذكية استخدام الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي المؤسسي، إلى جانب التعليم الإلكتروني المستقبلي والألعاب الإلكترونية.

مختبر الذكاء الصناعي

وعلى هامش مشاركته في المؤتمر، صرح الدكتور حافظ الشحي المدير التنفيذي لمنصة المدن الذكية وأحد المشاركين في المؤتمر أن أهم إنجازات المنصة في العام الحالي هو إدخال مفهوم الثورة الصناعية الرابعة في منظومة رؤية 2040 حيث تم التركيز على موضوع التقنية ودراسة تأثيراتها في مختلف القطاعات. وأضاف الشحي: «من المشاريع القادمة «مختبر الذكاء الصناعي» وفكرته تعتمد على إيجاد حلول ذكية لجميع التحديات التي تواجهها المؤسسات الحكومية وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص والعام وسيتم الإعلان عنه قريبا. وفي الجانب الآخر فإن هناك توجها لإقامة هاكاثون صلالة لإيجاد حلول ذكية وذلك بعد نجاح هاكاثون صحار بالتعاون مع مجموعة أسياد.

وعن ورقة العمل التي قدمها الشحي تحدث عن تجهيز البيئة والموارد البشرية وتقبل المجتمع العماني لتوظيف الثورة الصناعية الرابعة. بالإضافة إلى التغيرات في المهارات المطلوبة والقدرات للموظفين بشكل خاص وللمجتمع بشكل عام وذلك من أجل مواكبة التطور التقني والتحديثات في مجال الثورة الصناعية الرابعة.

من جانبه قال وحيد آل حميد، المدير التنفيذي لشركة «إس إيه بي» عُمان: إن رؤية السلطنة لعام 2040 والنمو القوي في قطاع تقنية المعلومات يُسلطان الضوء على جدية القيادة في السلطنة والجهود الحثيثة في تدوير عجلات الابتكار لتعزيز النمو الاقتصادي المتنوع وخلق فرص العمل في الاقتصاد الرقمي، مؤكدًا أن بوسع السلطنة «أن تلمس أكبر منفعة من الانتقال من الحكومة الإلكترونية إلى تحول رقمي شامل للحكومة، من خلال تقنيات التنسيق المتبادل والذكاء الاصطناعي التي باستطاعتها خلق تواصل فوري وبيانات دقيقة بين المؤسسات والمستخدمين.

ويمكن لزوار «إس إيه بي» في جناح الأعمال بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تجربة عروض المشاريع الذكية التفاعلية. إذ يعرض حل «مجلس الإدارة الرقمي» Digital Boardroom المصمم لمجالس الإدارة في قطاعات الحكومة والنفط والغاز والنقل، والإمكانيات التي يقدمها النظام التفاعلي لمتخذي القرار للاطلاع على معلومات فورية وبيانات إحصائية دقيقة. ويعرض الحلّ Digital Supply Chain الخاص بنظام التوريد الرقمية علامة «أديداس» بقدرات التصميم والإنتاج لمنتجات الواقع الافتراضي المعزز. أما حلّ Smart Kicker الذي يعمل بدعم من منصة «ليوناردو» Leonardo من «إس إيه بي»، فيسلّط الضوء على الإحصاءات اللحظية لرياضة كرة القدم.