hamda
hamda
أعمدة

سلالم

17 مارس 2019
17 مارس 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

السلم كان ضمن أحلامي الطفولية الكثيرة التي نسجتها في خيالي الواسع للغاية الذي ما كان يحده حد، ارتبط معي دائما بحياة الأميرات، كان دائما شكل المرأة الارستقراطية وهي تنزل درجات السلالم يثير إعجابي، وقررت أنه في يوم من الأيام سأصبح أميرة، ويكون لي قصر كبير به سلالم أنزل منها كأميرة كل صباح، ولا أخفي سرا إن اعترفت بأن أهم أسباب إصراري على أن يكون بيتي ذا طابقين هو حتى يتسنى لي النزول من السلم، والتحديق من نافذة غرفتي كبطلات أفلام والت ديزني.

حتى اليوم، كثيرا ما ضبطني زوجي متلبسة، أنزل السلالم بهدوء وابتسامة عريضة ترتسم على وجهي، وأنا أتقمص دور الملكة، قد يرى البعض بيتي المتواضع لا يرقى لأن يكون قصرا، لكنه بالنسبة لي هو كذلك - بالطبع أنا أقارنه بالعريش الذي ولدت فيه - في قلب الصحراء العمانية.

في رحلاتي إلى أوروبا أحرص على أن تكون زيارة القصور ضمن برنامجي السياحي دائما في أي مدينة أزورها، من حسن حظي أنني غالبا ما أزور هذه القصور لوحدي أو مع رفيقة أخرى حالمة مثلي، ولابد أن تتضمن الزيارة نزول السلالم درجة درجة، وأحيانا ألتقط بعض الصور لنفسي، أشعر بالبهجة والفرح، وأنا أحدث نفسي أن الشعوب التي عاصرت هذه القصور، لم تكن تحلم مجرد الحلم في أن ترى ما بداخل أسوارها، فيما أنا أتجول في ردهاتها، وأقف دقائق أمام سرير الملك والملكة، محدثة نفسي بأنني وصلت حتى سرير الملكة، فأشعر بأنني والملكة سواء، وأشعر بالثراء.

والحقيقية أنني استشعر الثراء حتى في مسقط التي أشعر بأنني أملكها، أملك كل مرافقها وحدائقها وشوارعها، التي أستطيع استخدامها متى ما أردت، وكيفما أردت.

ربما هذا ما يجعلني أكثر العمانيين استخداما للمرافق العامة كالشواطئ والحدائق التي أتخذها للتريض، أحيانا أشعر بأنني أملك حتى بيوت الأثرياء في أحياء مسقط الراقية، لأنني أستطيع الاستمتاع بتصاميمها الجميلة، وحدائقها الغناء دون أن أتكلف عناء صيانتها وتنظيفها وبناءها.

الثراء بالنسبة لي إحساس، واستشعار للوفرة من حولي في كل شيء، وبنعمة الخيال استطيع حَبْك قصتي كما أريد لها أن تكون.