1160998
1160998
الاقتصادية

شركة بوينج أمام تحد كبير بعد كارثـة الطائـرة الإثيوبيـة

15 مارس 2019
15 مارس 2019

نيويورك (أ ف ب) - بعد أربعة أيام على تحطّم طائرة بوينج 737 ماكس 8 التابعة للخطوط الإثيوبية، في حادث أودى بحياة 157 شخصا، وأدى إلى منع تحليقها عالميا، تجد شركة بوينج نفسها مجبرة على التحرّك وترميم صورتها المتضررة بسبب الكارثة.

وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي، تجميد طائرات 737 ماكس 8 و737 ماكس 9 بعد أيام من من الضغط الدولي والسياسي. وبرر ترامب قراره بالقول: «نولي سلامة الأمريكيين وجميع الركاب أولوية مطلقة». ويتماشى هذا القرار مع قرارات الدول الأوروبية والآسيوية، خصوصا الصين، أسرع أسواق الطيران نموا.

وفي البورصة، أغلقت أسهم بوينج على ارتفاع بنسبة 0.46% بعدما خسرت 11% في الجلستين السابقتين، أي ما يساوي حوالي 27 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وعلى بوينج الآن الإجابة عن العديد من الأسئلة، وأولها: إلى متى سيدوم تجميد 737 ماكس التي تمثّل 78% تقريباً من سجلّ طلباتها (5826 طائرة حاليا)؟

«إنه أمر مجهول»، كما أكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس، مضيفا: أن بوينج قد بدأت بالفعل بالعمل على إيجاد حلّ.

وقبل كارثة الخطوط الإثيوبية، تحطّمت طائرة بوينج 737 ماكس 8 تابعة لشركة «لايون أير» الإندونيسية في أكتوبر الماضي في كارثة قتل فيها 189 شخصا.

إلغاء الطلبات

بيّنت أولى عناصر التحقيق احتمال وجود خلل في نظام تثبيت الطيران، الذي يهدف إلى تجنّب انهيار الطائرة، أي فقدان السيطرة عليها، المعروف باسم «أم سي ايه إس» (نظام تعزيز خصائص المناورة)، والذي قد يكون السبب خلف تحطم الطائرة الإثيوبية.

والنظام المذكور حديث العهد، صمم خصيصا من أجل طائرة 737 ماكس لكونها تحمل محرّكات أكثر ثقلا من تلك التي يحويها الجيل السابق لطائرات 737.

وطلبت إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية من بوينج إجراء تعديلات على ذلك النظام، وتحديث دليل التحليق وطرق تدريب الطيارين.

وبحسب تحليل لمجموعة جولدمان ساكس الأمريكية، «فإذا كانت المشكلة محصورة فقط بتغيير برمجي، فمن المفترض أن يتم ذلك بسرعة والحلّ سيكون أقلّ كلفةً».

ويقول المحلل في مجموعة كاناكور الكندية كين هربربت، إنه قياسا بعدد طائرات ماكس 737 الموجودة في الخدمة حاليا وهي 371 طائرة كما تقول بوينج ، فإنّ فاتورة التصليحات ستكون أقل من مليار دولار.

لكن، «إذا تبين أن المشكلة أساسها خلل في التصميم»، فإن التعديلات «ستأخذ وقتا أطول وستكون مكلفة أكثر»، بحسب تحليل جولدمان ساكس الذي يعتبر أن السيناريو المذكور هو الأسوأ.

ويوضح تحليل مصرف جولدمان ساكس أن طراز 737 يشكّل ما نسبته 90 في المائة من مجمل شحنات طائرات بوينج المقررة لهذا العام، أي ما يساوي 33% من رقم أعمال الشركة و70% من الأرباح التشغيلية لقسم الطيران المدني في الشركة.

ولا ينتظر من جهته ميشال ميرلوزو من شركة «أير إنسايت» أن توقف بوينج مؤقتا إنتاج 737 ماكس، لكن يشكّك في أن تشرع الشركة بخطتها تسريع وتيرة الإنتاج من 52 طائرة إلى 57 طائرة بالشهر. وفي عام 2013، واصلت بوينج إنتاج 787 دريم لاينر، بعد تجميدها بسبب اشتعال حرائق في بعض طائراتها، لكنها أوقفت تسليم شحنات من هذا الطراز. واستمرّ التجميد 4 أشهر.

واعتبر ميرلوزو «سيكون من الضروري إيجاد مطارات لتخزين الطائرات؛ وسيكون على بوينج من دون شك التعويض على شركات الطيران التي ستضطر إلى استبدال طائرات 737 ماكس؛ وسيكون من الضروري الاستمرار بالدفع للمزودين والموظفين لأن شركة بوينج لا يمكنها إغلاق المصنع لمشاكل تقنية».

وقال متحدّث باسم شركة «يونايتد ايرلاينز» «منذ الأحد الماضي، نعمل على خطط طوارئ من أجل تقليص الضرر على زبائننا». وتقوم طائرات 737 ماكس 9 الـ14 التابعة لـ«يونايتد أيرلاينز» بحوالي 40 رحلة في اليوم.

وأضاف: «لا نتوقع اضطرابا كبيرا بعملياتنا»، من دون أن يوضح ما إذا كانت شركته ستلغي طلباتها من ذلك الطراز أو ستستبدلها بنماذج أخرى.

وأكدت بوينج أنها لن تتحدّث عن مناقشاتها مع زبائنها لدى سؤال وكالة فرانس برس عن احتمال إلغاء طلبات بوينج 737 ماكس.

وإلغاء الطلبات ليس أمرا يفضّله زبائن 737 ماكس، لأن الطلب على طراز أي 320 نيو من شركة أيرباص مكتمل، وأدّت وتيرة إنتاجه التي تسارعت مؤخراً إلى مشكلات لدى المزوّدين.

وعلى بوينج في نهاية المطاف تلميع صورتها التي تشوهت بسبب الدعاية السيئة في الأيام الثلاثة الأخيرة على معظم قنوات التلفزيون حول العالم، وخصوصا بدعوات لمقاطعة 737 ماكس انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتصاعد الشكوك بشأن طائراتها.

ويقول ميشال ميرلوزو: «سيترتب عليهم إقناع الناس بالوثوق بهم من جديد».