الاقتصادية

دراسة حول ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل توصي بتقييم وقياس مراحل نمو وتطور المؤسسات

14 مارس 2019
14 مارس 2019

لإيجاد ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وﺗﺸﺎرﻛﻴﺔ في القطاعات الصغيرة والمتوسطة -

أهمية قيام «ريادة» بتعريف مراحل تطوير المشاريع من أجل تقييم أداء كل مرحلة في المستقبل -

كتب - حمد بن محمد الهاشمي -

خرجت دراسة «خارطة ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل في السلطنة» - التي أجرتها الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة»، بالتعاون مع «الشركة للاستشارات الإدارية والاقتصادية» - بعدد من التوصيات، وهي: الحاجة لتقييم أداء المنظومة ومتابعة ومراقبة أي تغيرات أو تطورات قد تطرأ عليها، مع أهمية أن يتم التقييم والقياس في جميع مراحل نمو وتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويتوجب كذلك أن تكون هنالك مقاييس مختارة لتقييم أداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كل مرحلة.

وتمثل منظومة ريادة الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مجموعة من أصحاب العلاقة الذين يلعبون أدوارا متعددة في دعم رواد الأعمال لتنمية وتطوير أعمالهم، وتبنى هذه المنظومة على مهام مترابطة تتطور وتتغير مع التطور والنمور الاقتصادي لريادة الأعمال.

وجاءت أهمية دراسة هذه المنظومة في ظل المتغيرات السريعة والمتواصلة في الاقتصاد العماني، بالإضافة إلى ما تقدمه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للمجتمع من النمو الاقتصادي وتوفير الوظائف من جانب والإبداع من جانب آخر.

دواﻋﻲ اﻟﺪراﺳﺔ

ﺣﺮص «رﻳﺎدة» ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺪﻋﻢ واﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت الصغيرة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، وأﻫﻤﻴﺔ إيجاد ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وﺗﺸﺎرﻛﻴﺔ ﻓﻲ رﺑﻂ ﺑﺮاﻣﺞ الدعم ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ للمستفيدين، وﺿﺮورة ﻗﻴﺎس أداء اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ.

أﻫﺪاف اﻟﺪراﺳﺔ

وتهدف الدراسة لوضع خارطة توضح منظومة ريادة الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، وذلك عن طريق تحديد البرامج والداعمين الذين لهم دور أساسي في تطوير تلك المؤسسات، ولتحقيق هذا الهدف قامت الدراسة بمسح عام لمنظومة ريادة الأعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوصلت إلى أن بعض البرامج غير مستدامة، وعليه تم التركيز على البرامج المستدامة والتي لها أثر واضح.

ومن الأهداف أيضا ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ في ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن ﺑﻬﺪف ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺪاﻋﻤﺔ، واﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ، واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪاﻋﻤﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺜﻐﺮات ﻓﻲ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮق وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺸﺒﻴﻚ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ، وﺗﻘﻴﻴﺲ أداء اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.

مراﺣﻞ إﻋﺪاد اﻟﺪراﺳﺔ

وانقسمت مراحل إعداد الدراسة إلى ست مراحل. المرحلة الأولى، وهي: التعرف على أهم البرامج الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. أما المرحلة الثانية: التواصل مع المؤسسات الداعمة. والمرحلة الثالثة: استبانة المستفيدين. والمرحلة الرابعة: التواصل مع المستفيدين.والمرحلة الخامسة: التحقق من قبل أصحاب العلاقة من خلال مشاركة عامة من شبكات التواصل الاجتماعي. أما المرحلة السادسة: الخارطة والتقرير (إنهاء الشكل النهائي لخارطة بيئة ريادة الأعمال والتقرير النهائي).

تقسيم اﻟﺪراﺳﺔ

وقد قسمت الدراسة لثلاثة أجزاء، وهي: سمات ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ، ومنظومة رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن، واﺳﺘﺸﺮاف ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن.

أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻼﻗﺔ

وركزت الدراسة على عدد من أصحاب العلاقة بها، وهم: المؤسسات الممكنة والمشرعة، والصناديق والبنوك، والحاضنات والمسرعات، والمؤسسات التجارية الكبرى، والدعم الإبداعي، والجامعات والكليات، والإعلام.

اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت المنظومة

ومن اختصاصات المنظومة: القوانين والتشريعات المساندة، وفرص ولوج الأسواق، والحصول على التمويل، والابتكار والإبداع، والمواهب، والثقافة الداعمة لريادة الأعمال.

أﻫﻢ ﺧﺼﺎﺋﺺ المنظومة

وركزت الدراسة على عدد من الخصائص للمنظومة، وهي: سياسة طويلة اﻷﻣﺪ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل، وإيجاد اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻘﺪرات واﻟﻤﻮاﻫﺐ اﻟﺮﻳﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ تطوير اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ، وإيجاد ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻼﻗﺔ واﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪوﻦ سوية ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻻﺳﺘﻔﺎدة، وﺗﺮﻛﺰ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﺣﻮل اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة ورواد الأعمال، وتطوير ﺣﻠﻮل ﺗﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎت المؤسسات اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، وإيجاد ﻓﺮص ﻣﻮاﺋﻤﺔ ﻟﻠﻮﻟﻮج ﻟﻠﺴﻮق ﺿﻤﻦ إﻃﺎر ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ عادل، وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ وﺗﺴﻬﻴﻞ ﺑﻴﺌﺔ اﻷﻋﻤﺎل ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.

اﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻤﻨﻈﻮﻣﺔ

وأظهرت الدراسة عددا من المعالم العامة للمنظومة، وهي تركز اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ البرامج ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻏﺮس ﺛﻘﺎﻓﺔ رﻳﺎدة الأعمال، وﻋﺪد ﺟﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺿﻨﺎت واﻟﻤﺴﺮﻋﺎت وﻣﺴﺎﺣﺎت اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ اﻟﺘﺨﺼﺼﻴﺔ، واﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻳﻜﻮن ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪيا ﻣﻊ ﺗﻄﻮر ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺮاﻣﺞ التخصصية، وﺑﺪاﻳﺎت واﻋﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت وﻳظﻞ ﺗﻌﺪد وﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﺣﺎﺿﺮا، وﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﺒﺮاﻣﺞ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺴﻘﻂ عموما.

اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟلمنظومة

ومن التوجهات المستقبلية للمنظومة: اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ إيجاد ﺷﺮاﻛﺎت ﺗﻌﺰز ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺤﻔﺰة ﻟﺮﻳﺎدة الأعمال ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، وإيجاد ﻣﻨﺼﺔ ﺗﻌﺎون وﺗﻮاﺻﻞ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻦ مستفيدين وﻣﺆﺳﺴﺎت ﺑﺸﻜﻞ دوري ﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻌﺎون وﺗﺤﺪﻳﺪ أﻫﻢ اﻟﺘﻮﺟﻬﺎت، وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺣﻠﻮل ﺗﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ خاصة ﻓﻲ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ.

بالإضافة إلى تعزيز عملية اﻻﺣﺘﻀﺎن واﻟﺘﺴﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮاﻣﺞ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ الاﺣﺘﻀﺎن وبرامج تسريع والنمو التي تقوم ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻚ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻷﻋﻤﺎل ﺣﺴﺐ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت كل ﻗﻄﺎع، واﻟﺘﺴﺮﻳﻊ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ واﻟﻨﻈﻢ اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت الصغيرة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ وﺑﻴﺌﺔ رﻳﺎدة اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻤﻮﻣﺎ وﺗﺠﻨﺐ عشوائية اﻟﻘﺮارات واﻟﻤﺒﺎدرات.

وأوضحت الدراسة أنه نظرا لأن منظومة ريادة الأعمال في حالة تطور دائمة، فإن هنالك حاجة لتقييم أداء المنظومة، ومتابعة ومراقبة أي تغيرات أو تطورات، ويجب أن يتم القياس في جميع مراحل تطور المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويتوجب كذلك أن تكون هنالك مقايسس مختارة لتقييم أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة في كل مرحلة. وقد تم في الدراسة تضمين بعض المقاييس المقترحة، كما أنه بالأهمية بمكان أن تقوم «ريادة» بتعريف مراحل تطوير المشاريع من أجل تقييم أداء كل مرحلة في المستقبل. وتتكون منظومة ريادة الأعمال في السلطنة من شبكة من أصحاب العلاقة والممكنين، والذين يجب أن يعملوا سويا لضمان أفضل النتائج للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وللنظام الحالي عدد من نقاط القوة الداعمة للمؤسسات الناشئة والصغيرة، إلا أنه بحاجة لمزيد من التطوير لتغطية الاحتياجات، ومواجهة التحديات المختلفة لتلك المؤسسات؛ ويتم ذلك من خلال التعاون بين أصحاب العلاقة وتشريع القوانين المساندة، ويجب تطوير منظومة ريادة الأعمال العمانية لتصبح منظومة مستدامة مع تقليل الاعتماد على الدعم الحكومي.