Humaid
Humaid
أعمدة

توعويات: بصمة الشباب في رؤية 2040

13 مارس 2019
13 مارس 2019

حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

خلال المؤتمر الوطني الخاص برؤية عمان 2040 والذي احتضنه مركز عمان للمؤتمرات والمعارض في يناير الماضي، كان لنا شرف الحضور لهذه الفعالية الوطنية المعنية بوضع الاستراتيجية المستقبلية التي يأمل بها كل فرد على هذه الأرض الطيبة، والتي لامست من خلالها توجه الحكومة بإشراك فئة الشباب في وضع هذه الرؤية الوطنية لحاضر ومستقبل السلطنة، وذلك بهدف ترسيخ عملية المشاركة المجتمعية في مناقشة القضايا المطروحة وتبادل الآراء، وإيجاد حوار مجتمعي حولها وصولا لصياغة الرؤية المستقبلية لعمان 2040 ضمن توافق مجتمعي، ولإنجاح هذه الفكرة تمت إضافة قطاع الشباب في الخطة الخمسية التاسعة ضمن القطاعات الرئيسية التي تم تحديد سياسات وبرامج لها في هذه الخطة، ولتكون مشاركة الشباب مشاركة حقيقية وملموسة في تنفيذ أعمال رؤية عمان 2040، كما أن للشباب بصمة كانت واضحة خلال الفترة المنصرمة للتجهيز لمؤتمر 2040 السابق ذكره، وذلك بإشراكهم في مختلف اللجان سواء التنظيمية والفنية والإعلامية، وكذلك إشراك شباب الوطن المبتعثين للدراسة بالخارج في محاور المؤتمر وتوصياته وتلقي الأفكار الداعمة والمساندة لرؤية عمان 2040.

في الحقيقة أن كل ما سبق ذكره هو خاص حول توجه الحكومة في إشراك الشباب في التجهيز والإعداد لمؤتمر عمان 2040 المنصرم، وكذلك في الخطة الخمسية التاسعة للحكومة على المستوى المركزي، حيث تعتبر خطوة رائدة وإيجابية نحو إشراك هذه الفئة الهامة من المجتمع، ولذلك نحن نأمل أن تكون هذه التجربة لها وجود في مختلف المؤسسات بجميع مناطق السلطنة، وألا تقتصر فقط على المستوى المركزي للمؤسسات، نتمنى أن تقوم كل مؤسسة بإشراك الشباب في خططها المعنية بالتطوير والتعمير لكل القطاعات التي تقدم خدماتها للوطن وأفراده، نتمنى من المؤسسات أن تشرك الشباب في أي مشروع يتم تنفيذه لخدمة المجتمع وكذلك لخدمة وتطوير عمل أي مؤسسة، نتمنى أن تحذو كل ولاية ومحافظة بتبني إشراك الشباب في عملية التنمية وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع، ولذلك هناك كثير من المواهب الشبابية التي تتميز بإمكانيات فكرية وعلمية وتقنية بعيدة عن خطط كثير من المؤسسات، والكثير منهم تم تهميشه وركنه في أروقة بعض تلك المؤسسات.

كما أن بعض القطاعات الحكومية والخاصة ما زالت تسيطر عليها بعض الأفكار التي لا تتناسب مع المرحلة الحديثة التي يعيشها المجتمع في الوقت الراهن، ولذلك نجد المجتمع دائما ما ينتقد عمل تلك الجهات، وأنها لم تقدم ما يأمل به الأفراد من خدمات وتسهيلات تتوافق مع متطلبات هذه المرحلة في العصر الحديث، ولذلك من المناسب اتباع نفس النهج التي توجهت به الحكومة في رؤية عمان 2040 بإشراك الشباب في هذه الخطة، وبالتالي من المناسب أن تحذو جميع المؤسسات في فتح المجال أمام الشباب المجيدين في كل مؤسسة ليكونوا شركاء ضمن أي خطة أو استراتيجية تقوم بها تلك المؤسسة.

التوازن بين خبرات رجال الأمس وطموح وأفكار جيل اليوم أصبح من الأهمية انسجامه وتواجده في كل مؤسسة، إذا أردنا لهذا البلد التطور والازدهار ومواكبة البلدان الحديثة من التطوير والتعمير والرفاهية وتعزيزاً للتنمية المستدامة، يكفي ما فعلت به المحسوبية والواسطة والمجاملات في عمل بعض القطاعات، يكفي ما تعانيه بعض الجهات من الترهل والتمسك الفردي في وضع الأفكار واتخاذ القرارات، الذي كلف الوطن عجز في الموارد وفي الاستفادة من الكوادر الوطنية التي لم تستغل في التخطيط وتنمية البلاد، فهل ستشهد المرحلة القادمة تطبيق في الواقع أم هي أمنيات معلقة ستظل حبر على ورق.