salem
salem
أعمدة

نوافذ: بيـان للنـاس

11 مارس 2019
11 مارس 2019

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

الحالات الطارئة التي تحدث في بعض الأوقات ونقابلها في حياتنا وتمس احتياجات المواطنين اليومية ولا يوجد لها بديل في نفس المستوى عند حدوثها، تحتاج إلى المزيد من التوضيح للناس، من خلال تقديم مبرر مقنع لهم، لا مغلف بالغموض، وتوضيح الأسباب التي أدى الى ذلك الإجراء.

قبل يومين تم إغلاق مدرج مطار صلالة وتم إيقاف الرحلات قرابة يوم بسبب انفجار إطار إحدى طائرات الطيران العماني أثناء هبوطها على مدرج مطار صلالة، فخرج بيان صغير يفيد بتعليق الرحلات نظرا لعطل فني فقط.

هنا تركت مساحة للتأويل أمام المسافرين والعامة، فالبعض ذهب إلى حدوث أمر جلل لا علاقة له بانفجار الإطار، وثاني ذهب إلى أن المدرج تضرر من واقعة الانفجار، ولا يمكن استقبال المزيد من الطائرات حتى يتم إصلاحه، وثالث اعتقاد أن الانفجار قد يتكرر في طائرات أخرى خلال هبوطها لوجود جسم غريب على المدرج يصيب كل إطار يتدحرج عليه.. وهكذا.

وقد مررنا بحالات أسوأ من ذلك ولعل الأنواء المناخية المتمثلة في مكونو في 26 مايو العام الماضي، قد أكدت أن الخبرة التي اكتسبناها منذ الأعاصير التي ضربت الأراضي العمانية منذ سبعينيات القرن الماضي الى 2018 ، قد رفعت الخبرة ودرجة الاستعدادية لدينا، وتمثلت في الأخيرة بتقليل الوفيات إلى أرقام أقل من المتوقع بقدرة الله في المحافظة على الأرواح والجهود التي بذلت من جميع القطاعات الحاضرين في الميدان في توعية الناس وإعلامها بخطورة الأمر من وقت الى آخر، مما أدى الى نتائج جيدة بالفعل، مقارنة بحجم ما كان يرصد على الخرائط العالمية.

ولأننا نحتاج إلى مثل ذلك في مؤسسات مجتمعية أوفرادى أمام الحالات التي تتعرض لها من الطوارئ التي تستلزم إبلاغ الناس بالتفاصيل، لا بد أن يكون لدينا ذلك الفهم الأكبر لتوعية المجتمع وتقديم الصورة جلية له كالحادثة الأخيرة التي مرت، نظرا إلى أهمية كل الأحداث للمواطن والمقيم والقادم من الخارج إلى أي من المحافظات، وتقدير احتياج الناس إلى المعرفة من خلال تقديم المعلومة ، فإغلاق المدرج ليس أمرا عاديا ابدا، بل هو مساحة للتأويل إذا لم تقابله المعرفة.

وطيلة السنوات الماضية قدر للعديد من المؤسسات أن تتلقى تدريبات وتأهيلا لأفرادها وفرقها في كيفية التعامل مع الحالات الطارئة التي يتوقع حدوثها في أي لحظة من أنواء مناخية إلى الكوارث الطبيعية من السيول والزلازل والرياح والمد البحري إلى الحرائق والغرق وتعطل طرق المواصلات وغيرها، واستطاعت تلك المؤسسات أن ترفع من جاهزيتها وقدرتها على خفض الآثار السلبية المتوقع حدوثه.

التعامل مع الحالات الطارئة يعد من العلوم الحديثة، ويعتمد على مجموعة من العناصر المهمة وهي التخطيط ومراحله، وتحديد الأدوات المستخدمة، والأهداف المراد تحقيقها، والنسب المتوقع أن تصل إليها تلك الجهود، ودور الإعلام في نقل الصور الجلية للمواطن والمقيم، ومدى الأضرار التي قد تلحق بالبنى الأساسية والأفراد، لذلك نجد اليوم الكثير من الدول لديها هذه الاستعدادات المبكرة في التعاطي مع مثل تلك الأحداث.

لذلك فان التعامل مع الحالات الطارئة الكبيرة منها والصغيرة ترتكز على إشراك المجتمع سواء في الجهود، أو على إعلامه على الأقل بصورة واضحة للحادثة، دون ترك مساحات للتأويل والاجتهاد.