Ahmed-New
Ahmed-New
أعمدة

نوافذ :ومعا .. لسلامة المصلين أيضا

08 مارس 2019
08 مارس 2019

أحمد بن سالم الفلاحي -

[email protected] -

تناولت خطبة الجمعة (24 من جمادى الآخرة 1440 هجري) في معظم المساجد في السلطنة موضوعا على درجة كبيرة من الأهمية، تحت عنوان «معا لسلامة الأسرة»، وموضوع الخطبة في حد ذاته ممتاز وحيوي، حيث يعد خروجا عما هو معتاد، والمعتاد هو في موضوعات العقيدة؛ ولذا ننظر إلى هذا الموضوع بكثير من التفاؤل، وفاتحة للتطرق إلى الموضوعات التي على تماس مباشر بالحياة اليومية للناس، وهذا أمر مطلوب ومرغوب، وهذا ما يريده الجمهور العريض الذي يتشوق؛ بلا شك؛ للذهاب إلى صلاة الجمعة ليستمع إلى موضوع الخطبة، وهو الذي يأمل فيه دائما الجديد من طرح القضايا التي تهم الناس في حيواتهم اليومية، فموضوعات العقيدة؛ على أهميتها؛ إلا أنه موضوع ممتد منذ البدايات الأولى لعمر النشأة والتكوين، ومناخاته كثيرة ومتعددة، بدءا من الأسرة، مرورا بمحاضن التربية «المدارس» وصولا إلى رحاب المجتمع؛ حيث المحضن المهم وهو المسجد، إنما يأمل الناس أن تتطرق كل خطب الجمعة إلى القضايا المختلفة للحياة اليومية للأفراد، وهي كثيرة ومتعددة، وفي الوزارة الموقرة من العلماء الأجلاء، والمتخصصين، والباحثين، الذين لا تنقصهم المعرفة، ولا الخبرة، ولا الدراية بقضايا المجتمع اليومية، فكل الشكر والتقدير للعاملين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الموقرة على ما يبذلونه من جهد قيّم مقدر في كل ما من شأنه أن يعزز الثقافة الدينية لدى أبناء المجتمع، ويجلّي مختلف المفاهيم لتكون واضحة وصحيحة ليعبد الناس الله على بصيرة من أمرهم.

هنا؛ وبمناسبة موضوع هذه الخطبة، محور الحديث؛ مقاربة موضوعية، أراها على قدر كبير من الأهمية، وهي سلامة المصلين الذين تكتظ بهم المساجد في هذا اليوم المبارك، وتكمن هذه السلامة أكثر في ضرورة الأخذ بوسائل السلامة داخل هذه المساجد، وذلك من خلال المخارج المتعددة للطوارئ، ووجود طفايات الحريق، وضرورة وجود خزانات تتمتع بوسائل آمنة للمصاحف والكتب التي يحتويها المسجد، وتأتي هذه الاستحقاقات الواجبة توفرها في المساجد من الملاحظات الموجودة على كثير من المساجد التي لا تتحقق فيها سبل السلامة هذه، ما عدا المساجد المنشأة على النفقة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – فهي الوحيدة حتى الآن التي تتحقق فيها معظم سبل السلامة هذه، وأما بخلاف الأخرى سواء المساجد المنشأة بالجهود الذاتية لأبناء المجتمع، أو تلك المنشأة على حساب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فإن كثيرا منها لا تتحقق فيها وسائل السلامة هذه.

ربما الآن؛ مع أهمية هذا الموضوع؛ يصعب تحقيقه، خاصة في المساجد القائمة، ولو أن الضرورة تقتضي ذلك لأهميته، ولكن أصبح من الضرورة الأخذ بهذه الوسائل في المساجد التي تحت الإنشاء، والتي سوف تنشأ مستقبلا، لوجود خطر دائم، وأغلبه ناتج عن الماس الكهربائي، خاصة أن كل أرضيات المساجد؛ بلا استثناء؛ مكسوة بفرشات قابلة للاحتراق، وهنا لا نريد أن نستبق حدوث الضرر، لا قدر الله، ولكن ليس خطأً التذكير به، وفي حكم الواجب الإشارة إليه.

يكثر اليوم أكثر من أي وقت مضى الحديث عن الأمن والسلامة، وهو؛ بلا شك؛ ضرورة ملحة، في ظل مناخات فنية عديدة قابلة لأن تكون مجس خطر، ولو كان غير مرئي، ولذلك يذكر وفي كل مناسبة: في الندوات، وفي المؤتمرات، وفي حلقات العمل، أول ما يذكر – كتنبيه للجمهور – مخارج الطوارئ، قبل بدء أي برنامج، لليقين الموجود باحتمالية حدوث الخطر، ولتنبيه الناس إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وأتصور أن هذا سلوك راق جدا في التعامل مع جمهور عريض لا يفترض فيه أبدا أنه على وعي تام بمختلف المخاطر التي تحيط به، وإذا وجد فذلك المطلوب، ما نراه، وما نسمعه عن أحداث كان سببها التماسات الكهربائية، لشيء يوجد في الذاكرة استحضار المخاطر في أي مكان وزمان، حفظ الله الجميع من كل سوء.