1153841
1153841
العرب والعالم

غوايدو يدعو أوروبا إلى تعزيز العقوبات على نظام مادورو

07 مارس 2019
07 مارس 2019

كراكاس تنتقل للهجوم المضاد -

كراكاس - (أ ف ب): دعا المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا، أوروبا أمس إلى تكثيف عقوباتها المالية على نظام نيكولاس مادورو الذي انتقل إلى الهجوم المضاد في مواجهة ضغوط الأسرة الدولية وطرد سفير ألمانيا في كراكاس.

وصرح غوايدو في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية إن «على الدول الأوروبية تشديد العقوبات المالية على النظام»، وأضاف «على المجموعة الدولية أن تمنع إساءة استخدام أموال الفنزويليين لقتل معارضي النظام والسكان الأصليين».

ودان بشدة القرار الذي اتخذه مادورو أمس الأول طالبا من السفير الألماني «البقاء» في فنزويلا.

وكانت السلطات الفنزويلية اتهمت السفير الألماني دانيال كرينر «بالتدخل في الشؤون الداخلية» لفنزويلا وأعلنته شخصا غير مرغوب فيه. وقد طُلب منه مغادرة فنزويلا «في غضون 48 ساعة».

ودانت برلين طرد سفيرها معتبرة أنه إجراء «غير مفهوم»، معتبرة انه «يزيد من تعقيد الوضع ولا يساهم في إيجاد حلول»، وقالت الخارجية الألمانية إن «دعمنا ودعم أوروبا لخوان غوايدو يبقى مستمرا»، وهنأت «السفير كرينر الذي قام بعمل رائع في كراكاس، خصوصا في الأيام الأخيرة».

وردا على هذا الإجراء، عبر الاتحاد الأوروبي عن أمله في أن تعيد كراكاس النظر في قرارها طرد السفير الألماني، وقال الناطق باسم فيديركا موجيريني وزيرة خارجية الاتحاد «نأسف لهذا القرار» في الوقت الذي كان فيه الاتحاد «حريصا على إبقاء خطوط الاتصال مع كل الأطراف» قائمة «بما في ذلك حكومة مادورو».

ورأى غوايدو أن «فنزويلا تعيش في ظل ديكتاتورية، وتشكل طريقة التصرف هذه تهديدا لألمانيا. ويشغل مادورو الرئاسة بطريقة غير شرعية. لا يتمتع بالشرعية حتى يعلن سفيرا غير مرغوب فيه»، وأضاف أن «النظام لا يهدد السفير كلاميا فقط، بل ان سلامته الجسدية مهددة أيضا».

وترافق توتر الحكومة الفنزويلية عقوبات جديدة أعلنتها واشنطن التي ألغت تأشيرات 77 مسؤولا في النظام وأقاربهم بعد إجراءات مماثلة شملت عشرات الشخصيات من قبل، كما هددت واشنطن «المؤسسات المالية الأجنبية المتورطة (في مساعدة) نيكولاس مادورو وشبكته الفاسدة».

وأكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، محذرا «سنواصل محاسبة نظام مادورو بكامله حتى تعود الحرية إلى فنزويلا».

وكان الدبلوماسي الألماني توجه الاثنين إلى مطار كراكاس الدولي على غرار حوالي 12 من دبلوماسيي دول غربية وأمريكية لاتينية، لاستقبال خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية الذي يدعمه حوالي خمسين بلدا.

وقال سفير فرنسا في كراكاس رومان نادال إن هؤلاء الدبلوماسيين توجهوا إلى المطار لاستقبال غوايدو «باعتبارهم شهودا على الديمقراطية والحرية، حتى يتمكن الرئيس غوايدو من الدخول».

وفي رسالة نشرها في المساء نفسه على تويتر، «شكر» غوايدو الدبلوماسيين «الذين رافقوا عودتنا إلى فنزويلا»، وذكر بالإضافة إلى ألمانيا، فرنسا وإسبانيا والبرتغال وهولندا ورومانيا، وكندا وتشيلي والأرجنتين والبرازيل وبيرو والإكوادور والولايات المتحدة.

وأوضح خوان غوايدو الذي حذرت الولايات المتحدة من المساس به عند عودته وترأس أمس الأول اجتماعا للجمعية الوطنية، أن إبعاد السفير الألماني يشكل «تهديدا للعالم الحر». وكانت الولايات المتحدة هددت بالانتقام إذا تعرض هذا المعارض لإساءة.

وأعلن غوايدو عودته «رغم التهديدات»، ودعا مادورو إلى أن يمثل أمام القضاء ليبرر تجاوزه الحظر المفروض عليه من مغادرة فنزويلا للتوجه إلى كولومبيا والعديد من الدول الأخرى الأمريكية الجنوبية.

ومنذ ذلك الحين، يخضع المعارض ورئيس البرلمان لتحقيق يتمحور حول «اغتصاب السلطة».

وأعلن مكتب نائبة الرئيس في بيان أن «فنزويلا ترى من غير المقبول أن يمارس دبلوماسي أجنبي دورا عاما قريبا من دور مسؤول سياسي على صلة بمؤامرة القطاعات المتطرفة للمعارضة الفنزويلية».

واعتُقل الصحفي الأمريكي كودي ويدل الذي يعمل مراسلا في كراكاس منذ سنوات لوسائل إعلام عدة بينها شبكة «ايه بي سي» وصحيفة «ميامي هيرالد»، صباح أمس الأول في منزله واقتيد إلى جهة مجهولة.

وتحدثت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي المسؤولة عن الأمريكيتين، كيمبرلي بريير في تغريدة عن «قلقها العميق» ودعت إلى «إطلاق سراحه على الفور».

وأخلي سبيل الصحفي في المساء، وسيُعاد إلى الولايات المتحدة، حسبما ذكرت إحدى وسائل الإعلام التي كان يعمل فيها ونقابة الصحافة الفنزويلية.

وكتبت شبكة «لوكال 10 نيوز» في ميامي على تويتر «تم الإفراج عن كودي ويدل بعد أن احتجزته السلطات الفنزويلية». وسيتم ترحيل الصحفي إلى الولايات المتحدة، كما ذكرت نقابة عمال الصحافة.

وقال غوايدو إن الإجراء الذي اتخذ ضد كودي ويدل «استهدف إخفاء الحقيقة، لكنه لم ينجح».

وفي 23 فبراير، عارضت القوات المسلحة الفنزويلية بعنف دخول المعونة الإنسانية التي نظمتها المعارضة بمساعدة الولايات المتحدة وتوقفت على الحدود مع البرازيل وكولومبيا.

وفي هذه المناسبة، ذهب خوان غوايدو إلى كولومبيا بطريقة سرية. وقد خلفت الحوادث سبعة قتلى وأكثر من 300 جريح.

ومنذ ذلك الحين، بقيت الحدود مع كولومبيا، التي يعبرها آلاف الفنزويليين يوميا للعمل أو للتزود بالوقود، مغلقة.