الرياضية

ريال مدريد أسبوع أسود.. موسم أبيض وربيع رمادي

07 مارس 2019
07 مارس 2019

مدريد (أ ف ب)- أسبوع أسود، موسم من دون لقب وربيع رمادي، تلك هي حالة ريال مدريد الإسباني بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم في المواسم الثلاثة الأخيرة. في مدى أسبوع واحد، فقد ريال مدريد كل شيء. كأس إسبانيا، الليجا ودوري أبطال أوروبا التي تعتبر من اختصاصه ومفضلة لديه. عجز يحكم على «البيت الأبيض» بنهاية موسم كئيب وإعادة بناء مشرفة في الصيف.

أمس الأول، احتفل ريال مدريد بالذكرى الـ117 لتأسيسه، لكن الموعد غير مبهج، فللمرة الأولى منذ موسم 2005-2006 يجد النادي الملكي نفسه خارج المنافسة مبكرا عن جميع الألقاب. وهي المرة الأولى منذ 15 عاما يتلقى الميرينجي 4 هزائم متتالية على أرضه.

سيبقى الأسبوع الماضي خالدا في الأسطورة السوداء لـ«البيت الأبيض». مواجهتا الكلاسيكو اللتان خسرهما أمام غريمه التقليدي برشلونة، أمس الأول في إياب نصف نهائي مسابقة كأس إسبانيا (صفر-3)، ثم السبت الماضي في الليجا (صفر-1)، أبعدتا ريال مدريد عن المنافسة على اللقبين المحليين.

كما درجت العادة، تعلق النادي الأكثر تتويجا في أوروبا (13 لقبا في مسابقة دوري أبطال أوروبا) بمصيره، وتتويجه أربع مرات في المواسم الخمس الأخيرة من المسابقة القارية العريقة. لكن ريال مدريد، بدون مدربه الفرنسي زين الدين زيدان وهدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو المنتقل إلى يوفنتوس واللذين ساهما بشكل كبير في تتويجاته في المواسم الأخيرة، تلقى أسوأ خسارة لها قاريا على أرضه أمام أياكس أمستردام الهولندي 1-4.

وقال الجناح الدولي لوكس فاسكيس «حان الوقت لطلب الصفح»، مضيفا «نشعر بالخيبة والاشمئزاز مما فعلناه».

وخطيئة الكبرياء للقائد سيرخيو راموس، الذي تعمد الحصول على بطاقة صفراء في مباراة الذهاب أمام الفريق الهولندي ليغيب عن مباراة الإياب كما لو أنه كان ضامنا تأهل فريقه إلى ربع النهائي، ستسيل الكثير من المداد، على غرار وجوده الثلاثاء الماضي بمقصورة ملعب سانتياجو برنابيو، محاطًا بكاميرات من أجل تسجيل شريط وثائقي عن مجده ...

وعلقت صحيفة «ماركا» المدريدية على خروج النادي الملكي: «نهاية مهينة لحقبة لا مثيل لها» في مقال عنونته بـ«هنا يرقد فريق كتب التاريخ».

أسابيع من الشائعات

بالنسبة لريال مدريد، سينهي هذا الموسم للنسيان رسميا في 19 مايو المقبل ضد بيتيس إشبيلية.

حتى ذلك الوقت، تنتظره فترة طويلة قاحلة، فالفريق يحتل المركز الثالث في الليجا بفارق 12 نقطة خلف غريمه التقليدي برشلونة وذلك قبل 12 مرحلة على نهاية الموسم، وسيكون همه الوحيد هو ضمان التواجد في المركز الرابع على الأقل ليحجز بطاقته إلى المسابقة القارية العريقة الموسم المقبل.

وبالتالي فإن موسم الشائعات افتتح رسميًا! في بلد مجنون بكرة القدم، ستتصدر الأسماء المحتمل انضمامها إلى ريال مدريد الكبير العناوين الرئيسية للصحف.

بالنسبة للصحافة، هناك شيء واحد مؤكد: على الرغم من العقد المبرم مع سانتياجو سولاري حتى عام 2021، فإن المدرب الأرجنتيني لا ينبغي أن يكون موجودا في الموسم المقبل.

وأكد سولاري الذي عين في نهاية أكتوبر الماضي بعد إقالة المدرب جولن لوبيتيجي، الثلاثاء الماضي أنه لا ينوي «رمي المنديل» خلال الموسم الجاري. لكن مستقبله المباشر سيعتمد بلا شك على ردة فعل الفريق اعتبارا من بعد غد في الدوري ضد بلد الوليد.

خمسة أشهر لإعادة البناء

من سيخلفه؟ من الواضح، أن النادي الذي يملك أكبر العائدات في العالم وفقا لشركة ديلويت (774 مليون يورو في موسم 2017-2018) لا يزال جذاباً جدا، «أكثر من (الممثلة الأمريكية) جوليا روبرتس»، كما قال سولاري مازحا الاثنين الماضي.

خلافا لصيف 2018، عندما اضطر الرئيس فلورنتينو بيريز لتعيين لوبيتيجي، فإن إدارة النادي لديها هذه المرة الوقت الكافي لاختيار المدير الفني المثالي من قائمة طويلة (الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الإيطالي ماسيميليانو أليجري، الألمانيان يورجن كلوب ويواكيم لوف). كما أن صحيفة ماركا لا تستبعد إمكانية عودة زيدان الذي لا تزال عائلته تعيش في مدريد!

وأظهر التاريخ الحديث أن ريال كسب أكثر مع المدربين الفنيين المحنكين مثل زيدان، فيسينتي دل بوسكي أو الإيطالي كارلو أنشيلوتي. وفرضية البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أمضى ثلاثة مواسم صاخبة في ريال مدريد (2010-2013)، ليست مفضلة على الفور لدى وسائل الإعلام.

وسيكون رئيس الميرينجي الذي استهدف الثلاثاء الماضي بصيحات «فلورتنيتو استقيل»، مطالبا على الخصوص بتهدئة الـ»سوسيوس» (المشجعون المساهمون في النادي) بصفقات مبهرة.

في الفريق، المرشحون للمغادرة كثر: الويلزي جاريث بايل الذي فشل في تحمل مسؤولية إرث كريستيانو رونالدو، وإيسكو، والبرازيليان مارسيلو وكاسيميرو...

وعلى الرغم من رهان الشباب الذي بدأه بيريز مع البرازيلي فينيسيوس جونيور أو رودريجو، فإنه من الضروري دون شك جذب «جالاكتيكوس» جدد، أفضل النجوم في العالم. ما يعد بهجوم يستهدف أفضل المواهب: البلجيكي إيدن هازار (تشلسي الإنجليزي) والبرازيلي نيمار وكيليان مبابي (باريس سان جرمان الفرنسي) ... في ريال مدريد، الإعداد للموسم الجديد وفترة الانتقالات الصيفية بدءا من الآن.