1151254
1151254
المنوعات

جمعة هيكل لـ عمان: لماذا رُفض «الإمبراطور» ؟

05 مارس 2019
05 مارس 2019

العمل توج بذهبية المسلسلات التاريخية في مهرجان القاهرة -

أجرى الحوار: عبدالله بن سيف الخايفي -

انتقد الفنان جمعة هيكل التقييم «السلبي» لمسلسله التاريخي الإذاعي «الإمبراطور» الحائز على الجائزة الذهبية في المسلسلات التاريخية بمهرجان القاهرة للإعلام العربي ورفض قبوله وبثه للمستمعين في إذاعة سلطنة عمان.

وطالب هيكل رئيس شركة هيكل للإنتاج الفني في حوار مع « عمان » بتفسير منطقي للتقرير الذي صنف مسلسل «الإمبراطور» عملا ضعيفا في الوقت الذي توج فيه العمل الذي يحكي لمحات من سيرة وحياة السلطان سعيد بن سلطان بالجائزة الذهبية في المسلسلات التاريخية بأكبر مهرجان للإعلام العربي مبديا استغرابه من الاعتماد على «رأي أحادي في التقييم وغياب لجنة متخصصة ومحايدة لقراءة النصوص».

وأبدى الفنان المخضرم استياءه مما أسماه «محاربة الفنانين» وشركات الإنتاج الفني وتحييد الأعمال الإذاعية الجيدة وحرمان المستمعين منها لأسباب «لا تمت إلى موضوع العمل وجودته».

وقال إن «هيكل للإنتاج الفني» انتجت في نوفمبر 2017 مسلسلا تاريخيا إذاعيا بالقاهرة اسمه «الإمبراطور» يتكون من 30 حلقة عن السلطان سعيد بن سلطان البوسعيدي الذي أقام إمبراطورية عمانية كبيرة جدا جابت سمعتها أصقاع الأرض.

وأضاف: سعيت كمنتج خاص إلى تقديم هذه الشخصية العمانية الفذة للناس واستعنا بمراجع من وزارة التراث والثقافة والمراجع العالمية المعتمدة وذهبت للقاهرة حيث تولى الدكتور وليد برهام المتخصص في كتابة المسلسلات التاريخية والباحث في التاريخ كتابة المسلسل ونفذناه بمشاركة نخبة من كبار النجوم المصريين منهم أشرف عبدالغفور وسهير المرشدي ومجموعة من الفنانين.

وتابع هيكل: «أنهينا المسلسل وبالمصادفة كان موعد مهرجان القاهرة للإعلام العربي فشاركنا بالعمل والحمد لله فاز بالجائزة الذهبية في المسلسلات التاريخية وعندما عدنا سلمناه للمختصين في الإذاعة والتلفزيون ليبث للمستمعين ولكن صدمنا بتقرير من قبل المخرج المكلف بالتقييم بأن «العمل ضعيف نصا وإخراجا وتمثيلا».

وتساءل هيكل: كيف يكون التقييم ضعيفا بينما العمل حاز على الجائزة الذهبية وفق لجنة تحكيم مكونة من أساتذة في الفن والإعلام من الوطن العربي من المغرب وسوريا ومصر والخليج ؟

وأكمل : بعد ظهور التقرير قلنا ربما هناك لبس ما وعلينا أن نراجع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للاستيضاح ولكن للأسف الشديد فمنذ نوفمبر2017 وحتى اليوم لم أتمكن من المقابلة للمناقشة والتوضيح.

واعتبر الفنان جمعة هيكل السبب الحقيقي في رفض أعماله الفنية هو انتقاده ومطالبه بالتطوير وتصحيح الوضع مؤكدا أن النقد هو من أجل المصلحة العامة ولا ينبغي أن يؤخذ على محمل شخصي يترتب عليه وقف التعامل مع الفنان فهذا لا يخدم تطوير العمل الفني.

وقال إن الهيئة سلمت عمل«الإمبراطور» للدكتور محمد الشعيلي المتخصص في التاريخ بجامعة السلطان قابوس وجاء تقريره «إيجابيا بعدم وجود أية مغالطات تاريخية في العمل» ولكن للأسف لم يؤخذ به مؤكدا أن نص المسلسل تمت إجازته رسميا من وزارة التراث والثقافة.

وتابع تساؤله : هل جمعة هيكل لا يعرف التمثيل بعد هذه السنين؟ وهل الفنانة سهير المرشدي التي يتجاوز عمرها الفني 50 سنة وخبرتها في الأفلام والمسلسلات وكممثلة إذاعية درجة أولى لا تجيد التمثيل ؟ وهل الفنان أشرف عبدالغفور وغيرهم من فناني المسلسل لا يعرفون كيف يمثلون؟ لافتا إلى أن فريق العمل في مصر عندما عرفوا بالتقرير السيئ عن العمل الفني أبدوا استغرابهم وتعجبهم.

وتعجب هيكل مما اعتبرها سلبية في التعامل من قبل المعنيين مطالبا بفتح الأبواب والاستماع للفنانين وشركات الإنتاج الفني ومناقشة أعمالهم بحيادية ومهنية وحل مشاكلهم إن وجدت.

«الإمبراطور» بعد رفضه من الهيئة قدمه هيكل لقناة الوصال التي بثته في 2018 خلال شهر رمضان في ثلاثين حلقة وقال إن القناة الخاصة بثت المسلسل أربع مرات في اليوم وأثبت قيمته التاريخية والفنية ولقي متابعة وصدى وإشادة من الناقدين والمستمعين فيما لم ترد للقناة أية ملاحظات بشأنه.

وأبدى هيكل رئيس شركة هيكل للإنتاج الفني استعداده لإخضاع العمل للتقييم بحيث تقيمه لجنة متخصصة ومحايدة مؤكدا أن هناك ملاحظات خاطئة اشتمل عليها التقرير فكاتبه تحدث عن مسائل تاريخية فجاءت ملاحظاته عنها خاطئة.

ففي الجانب الفني فإن التقييم لم يرق إلى مستوى العمل وفنانيه فحتى أقيّم المخرج عادل شحاته الذي له من الخبرة 50 سنة في الإذاعة المصرية واشتغل أهم المسلسلات التاريخية فيحتاج أن أحضر مخرجا أكثر خبرة منه أو في مستواه لتقييمه.

وتساءل هيكل: أين لجنة قراءة النصوص؟ لماذا لم تعد موجودة؟ فمثلا مسلسل حارة الأصحاب قدم للإذاعة والتلفزيون وقرأه شخص واحد وأجازه الشخص نفسه ثم بث العمل كاملا ، وصار حوله لغط كبير وأنه مسلسل ضعيف ونصه ركيك جدا ثم أُعتبر لاحقا أن المنتج هو المسؤول ولكن ما ذنب السيناريست طالما أجيز النص وحصل العمل على الدعم؟ وإذا كان ضعيفا لماذا واصلت بثه؟ إذن المتسبب الحقيقي ومن يفترض محاسبته هو من أجاز النص فلا توجد لجنة قراءة نصوص ومن غير المنطقي أو المقبول أن يقرأ النص ويجيزه شخص واحد برأي فردي وهنا يكمن الخلل.

وأضاف: بينما في وزارة التراث والثقافة عندما قدمت لهم نص« الإمبراطور» كان في اللجنة المشكلة سبعة أشخاص أجازوه جميعهم فقاموا بقراءته وقالوا رأيهم فيه وأكدوا في تقييمهم أن العمل جيد وليس به مغالطات أو عليه ملاحظات. وبالتالي لا يمكن لأي إذاعة أو تلفزيون أن تستغني عن لجنة لقراءة النصوص، فمن خلالها توجه مبالغ الإنتاج في المكان الصحيح وإلا أصبح العمل عشوائيا وعبثيا.

وطالب هيكل المسؤولين بمتابعة هذه الإشكاليات والبحث في أسبابها ووضع الحلول المناسبة لإيجاد الكوادر المناسبة التي تدير العمل بشكل جيد ومهني.

واعتبر الفنان جمعة هيكل أن عدم الفهم مشكلة كبيرة في التعامل مع الأعمال الفنية فتجاز أعمال ضعيفة وتنتج بينما يتم تحييد أعمال جيدة وفي النهاية تلقى باللائمة على الوسط الفني وأن هذا هو المستوى الموجود ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما فالمستوى الجيد موجود والمواهب حاضرة وهناك إنتاج من الشركات منذ 30 سنة ومعروف مستوى هذه الشركات والفنانين والكتّاب بدليل أن الدراما العمانية كان يشار لها بالبنان، وقدمنا أعمالا جيدة وبمشاركة فنانين عرب وخليجيين وبأعمال خاصة ونحن الأشخاص أنفسهم. فكيف أصبحنا بين عشية وضحاها لا نجيد العمل؟

ولكن السؤال المطروح : لماذا انحدر الآن مستوى الدراما ؟.. الحقيقة أننا نعمل ونجيد عملنا ولكن لا تسند لنا أعمال وإنما توكل لجهات أخرى من درجات أقل ومستويات في الصفوف الثانية والثالثة والرابعة ومن ثم يتخذونهم شماعة لتغطية الفشل والانحدار في المستوى الفني.

ثم يأتي العذر ماذا نفعل ؟ وأن هذا العمل يوجد به كبار الممثلين العمانيين.. ولكن هل هذا عذر؟ ماذا يفعل كبار الممثلين إذا كان النص ضعيفا؟

وقال: يجب أن يكون هناك لجنة متخصصة لقراءة النصوص تضم خلاصة الخبرات منها مثلا أحمد الأزكي وأحمد الحمداني وصالح زعل وأمينة عبدالرسول وطالب محمد وغيرهم ممن لهم تجربة كبيرة فيتولى كل منهم نسخة من العمل ويكتب تقريره بنزاهة وحيادية.

وتحدث هيكل عن تأثير رفض مسلسله «الإمبراطور»: ماليا نحتاج أن نرد التكلفة على الأقل حتى يمكننا الاستمرار والبناء على ما أنجزناه وفنيا أرى أني اشتغلت عملا وطنيا يستحق الجمهور أن يسمعه، وما يهمني هنا أن يبث هذا العمل ويسمعه الناس ونسمع رأيهم.

وعن أعماله المقبلة قال: كنت أريد الاشتغال على شخصية أخرى هي «قيد الأرض» ولكن أن أذهب وأصرف على عمل بهذا المستوى ثم أعود ولا أجد من يبث لي أعمالي ولا استطيع بالتالي أن أعوض تكلفة الإنتاج فتمثل بالنسبة لي كمنتج وشركة مشكلة كبيرة لأن هذه الشخصيات عمانية بحتة ويفترض أن تبث في إذاعة عمان وليس في إذاعات خارجية .. فالمسلسل يتمحور حول شخصية عمانية ..

فإذا كانت القنوات العمانية لا تبث لي أعمالي العمانية الصرفة فأين يمكن أن أسوّق هذه الأعمال وأين يمكن بثها إذا لم تبث في بلدي؟

وختم هيكل حواره مع عمان قائلا: بالنسبة لي لا توجد لدي ما يمكن أن أعتبره أخطاء من قبلي كممثل أو منتج أو شركة وإذا وُجدت فأنا مستعد للنقاش بشأن ذلك أما أن يتخذ مني موقف بهذه القطيعة فهذا غير مقبول ويضر بالعمل الفني عموما وبالشركة والمتلقي أيضا.

الجدير بالذكر أن مسلسل «الإمبراطور» السلطان سعيد بن سلطان كتبه الدكتور وليد برهام وأخرجه عادل شحاته وأدى دور السلطان سعيد فيه جمعة هيكل وبمشاركة سهير المرشدي ومديحة حمدي وأشرف عبدالغفور وعدد من الفنانين فيما كانت موسيقى المسلسل للسيد خالد بن حمد البوسعيدي.

وأنتجت هيكل للإنتاج الفني خلال السنوات الماضية عددا من الأعمال منها سبعة مسلسلات تلفزيونية ومسلسلات إذاعية منها عن سليمة بن مالك الأزدي « الأسد الأزدي» ومسلسل الحسن الوزان و«الإمبراطور» السيد سعيد بن سلطان.