oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مع الحرفي العماني في يومه

03 مارس 2019
03 مارس 2019

يوافق يوم أمس الثالث من مارس، اليوم الحرفي العُماني، وهو تاريخ إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية وفق المرسوم السلطاني رقم ٢٤ /‏ ٢٠٠٣، حيث يحمل ذلك اليوم دلالة جلية للاهتمام السامي وما حظيت به الصناعات الحرفية والحرفي العماني من رعاية واهتمام ساميين من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه-.

لقد جاء إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية التي أكملت أمس 16 عامًا على تأسيسها، بهدف النهوض بهذا القطاع الحيوي في السلطنة، الذي يحمل دلالات عميقة متعلقة بالإرث والموروث الحضاري والتقاليد الراسخة لأهل عمان.

يحمل الاحتفال بهذه المناسبة العديد من المعاني التي تشير إلى الاحتفاء بالحرفي العماني الذي هو رائد التطوير والإضافة ومن قبل ذلك الحفاظ على هذه الصناعات الوطنية التاريخية التي توارثتها الأجيال ومن ثم وصلت إلينا في الوقت المعاصر، ليكون من الضروري المحافظة عليها والعمل على تحديثها وفق مفردات العصر دون الخصم من أصالتها بحيث تصبح عنوانًا للعديد من المعاني التي تدل على الوطنية والقيم الأصيلة وخبرة الأجداد وغيرها من الدلالات في هذا المعنى.

لقد تحققت للقطاع الحرفي في السلطنة خلال سنوات النهضة المباركة الكثير من الإنجازات التي عملت على إحداث نقل نوعية في الصناعات المحلية الحرفية وجعلها تتماشى مع الرؤية العصرية، وفي الوقت نفسه تعبر عن عمق الحضارة العمانية وكفاح إنسان عُمان عبر العصور.

وقد بات القطاع الحرفي اليوم من مصادر الدخل الوطني ومساهمًا في التنويع الاقتصادي، وحيث يعمل بالتشارك مع مفردات السياحة والثقافة والتراث وغيرها من المجالات التي تصب جميعها في إطار هدف واحد شامل هو تنمية عمان ومصلحتها في سبيل المستقبل المشرق.

اليوم يمكن الحديث عن وصول الصناعات الحرفية العمانية إلى المطاف العالمي ولنا في ذلك شهادات عديدة يشار إليها من مؤسسات ومنظمات وشبكات إقليمية ودولية، ولم يكن لذلك أن يحصل لولا الجهود المتواصلة المبذولة لإحداث المزيد من التطوير والتحديث في هذا القطاع الهام، بما ساهم في نقله إلى آفاق جديدة من المساهمة في تبني المشاريع الهادفة عبر الاستراتيجيات والبرامج والتدريب وحلقات العمل المستمرة وغيرها من جوانب الترقية والتطوير.

إن الاهتمام بالحرفي العُماني ودعمه وتأهيله يصب في استراتيجية شاملة هدفها الأساسي هو الإنسان في صميم علاقته بالبيئة والإنتاج والثقافة، وهذا يتقاطع مع رؤية السلطنة القائمة على تكامل العلاقة بين الأصالة والمعاصرة، وبين جوانب الحياة الإنسانية المتعددة التي التي تخدم في خاتمة المطاف الوطن والمواطن.

لقد أحدثت السنوات الأخيرة قيمًا جديدة في مجال الصناعات الحرفية تمخضت عن الجهد المبذول من جانب الحكومة ومن الهيئة العامة للصناعات الحرفية بوجه خاص وذلك بمشاركة المجتمع الحرفي رجالًا ونساء الذين كانوا هم العماد لهذه النقلة، عبر الإبداع والابتكار والحرص على أن تكون جذور تربة الأمس حاضرة في سماء المستقبل، بما يعني استمرارية العطاء والفاعلية لأجيال اليوم وهي تأخذ من إرث الآباء والأجداد الحاضر والمتقد بشعلة الإباء.