1149154
1149154
العرب والعالم

أمريكا وكوريا الجنوبية توقفان مناوراتهما العسكرية دعما لإقناع «الشمالية» بالتخلي عن برنامجها النووي

03 مارس 2019
03 مارس 2019

سول تناقش نتائج قمة هانوي -

سول - (أ ف ب - د ب أ): أعلنت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس وقف مناورات عسكرية سنوية مهمة واسعة النطاق دعمًا للجهود الدبلوماسية الرامية لإقناع كوريا الشمالية بالتخلّي عن برنامج أسلحتها النووية.

ويأتي القرار غداة اختتام القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في هانوي، والتي انتهت دون اتفاق رسمي لكن مع تعهد الطرفين مواصلة التفاوض.

وهناك نحو 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية ولطالما أثارت تمريناتهم العسكرية مع عشرات آلاف الجنود الكوريين الجنوبيين غضب بيونج يانج التي ترى فيها تدريبات استفزازية على اجتياحها.

وبينما استبعد ترامب سحب قوات بلاده، اشتكى مرارًا من كلفة التدريبات واصفا وجودهم في مؤتمر صحفي في هانوي بأنه «باهظ التكلفة».

وخلال مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع الكوري الجنوبي جيونغج كيونج-دو ونظيره الأمريكي باتريك شاناهان «قرر الجانبان اختتام سلسلة تدريبات -كي ريسولف- و- وفول إيغل»، بحسب بيان صادر عن البنتاجون.

ويعد «فول إيجل» أكبر تمارين عسكرية مشتركة بين البلدين الحليفين إذ شارك فيه سابقا 200 ألف جندي كوري جنوبي ونحو 30 ألف جندي أمريكي.

ويرافقه كذلك تمرين «كي ريسولف»، وهو مناورة حربية تتم محاكاتها عبر الحاسوب ويجريها قادة عسكريون. وتبدأ في مارس وتستمر لمدة نحو عشرة أيام.

وتم التوصل إلى الاتفاق لدعم الجهود الدبلوماسية المتواصلة لنزع أسلحة كوريا الشمالية النووية وتخفيف التوترات العسكرية مع بيونج يانج، بحسب ما أفادت وزارة دفاع سول أمس.

وأعلن بيان عسكري مشترك الأحد أن واشنطن وسيول ستجريان بدلا من ذلك مناورات «معدّلة» تبدأ الاثنين وتستمر حتى 12 مارس.

وسيركز التدريب المستمر لتسعة أيام، أطلق عليه رسميا «دونغ ماينغ» أو «ألاينس» (تحالف)، بمعظمه على مناورات للدفاع المشترك بدلا من الطابع الهجومي الذي يطغى على تمارين «كي ريسولف»، بحسب ما قال مسؤول عسكري كوري جنوبي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس.

ولم تصدر أي إشارة بشأن عدد القوات الأمريكية والكورية الجنوبية التي ستشارك في التدريبات الجديدة.

وأفادت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن مندوب سيول للشؤون النووية لي دو-هون سيتوجه إلى واشنطن لمحادثات مع نظيره الأمريكي ستفين بيجون.

وقال الناطق باسم الخارجية نوه كيو- دوك لفرانس برس: إن «لي سيسافر هذا الأسبوع» دون أن يحدد التاريخ.

ومن المتوقع أن يناقش لي وبيجون قمة هانوي التي فشلت في تحقيق تقدم بناء على التزام مبهم بنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية وقّع عليه كيم وترامب خلال لقائهما في سنغافورة العام الماضي.

جهوزية قتالية

وحذر معارضو إلغاء التدريبات من إمكانية تأثير ذلك على الجهوزية القتالية للقوات الأمريكية والكورية الجنوبية بشكل مشترك مشيرين إلى أن ذلك يمنح كوريا الشمالية ميزةً استراتيجيةً في شبه الجزيرة المنقسمة، لكن معظم المحللين يعتبرون أن مخاوف من هذا النوع مبالغ فيها.

وقال رئيس المعهد الدولي للدراسات الكورية الشمالية في سيول آهن شان-إيل لوكالة فرانس برس: إن «تعليق أو خفض مستوى التدريبات الأمريكية-الكورية الجنوبية قد يضر بجهوزية الجيشين لكنني لا أعتقد أنه سيشكل تهديدا أمنيا جديا لكوريا الجنوبية».

وأضاف: إن «قوات كوريا الجنوبية التقليدية تتفوق على تلك التابعة للشطر الشمالي. وبالنظر إلى الوضع الحالي (مع الولايات المتحدة والعقوبات)، يستبعد أن تفعل بيونج يانج أي شيء بأسلحتها النووية في المستقبل المنظور».

وقال الجنرال المتقاعد فينسينت بروكس، وهو قائد سابق للقوات الأمريكية في كوريا الجنوبية ساهم في تنظيم أول لقاء جمع الرئيس الأمريكي بكيم في سنغافورة، العام الماضي إن أي توقف عن التدريب المشترك لن يؤدي إلى تراجع الجهوزية القتالية للبنتاغون في شبه الجزيرة.

وأكد «ربما أُمرنا بإعادة سيفنا إلى غمده، لكن لم يُطلب منا أن ننسى كيفية استخدامه».

ومنذ قمة سنغافورة، خفضت واشنطن وسول مستوى عدة مناورات عسكرية مشتركة أو ألغتها فيما لم تعد قاذفات الصواريخ الأمريكية تحلّق فوق كوريا الجنوبية.

ولفت الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية يانج مو-جين إلى أن «عدم تقليص حجم التدريبات او تعليقها في هذه المرحلة.. سيعني أن الدول المعنية غير جديّة» بشأن التوصل إلى اتفاق لنزع الأسلحة النووية.

في الأثناء ذكر المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي أمس أن الرئيس مون جاي-إن سيرأس جلسة عامة لمجلس الأمن الوطني بعد ظهر اليوم.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أمس عن المتحدث باسم المكتب الرئاسي كيم أوي-كيوم قوله إنه سيتم تقييم نتائج القمة الكورية الشمالية الأمريكية الثانية في هانوي ومناقشة الخطوات التالية في هذا الاجتماع.

ومن المتوقع أن يتلقى الرئيس الكوري الجنوبي تقريرًا من كل من وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانج كيونج-هوا ووزير الوحدة جو ميونج-جيون ووزير الدفاع الوطني جونج كيونج-دو خلال الاجتماع.

وسيشارك في الاجتماع رئيس الوزراء الكوري الجنوبي لي ناك-يون ورئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الكوري الجنوبي سو هون ووزير الداخلية والسلامة كيم بو-كيوم ورئيس سكرتارية المكتب الرئاسي نو يونج-مين ومستشار الأمن الوطني جونج وي-يونج وغيرهم من المسؤولين.