العرب والعالم

«قوات سوريا الديمقراطية» تتوقع «معركة شرسة» في آخر جيب لـ«داعش»

01 مارس 2019
01 مارس 2019

الأمم المتحدة: وفاة 84 سوريا أثناء الفرار من دير الزور -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال مصطفى بالي مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في تصريحات لرويترز أمس إن قواته تتوقع «معركة شرسة» مع مقاتلي تنظيم داعش الذين لا يزالون متحصنين في آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا. وتتأهب قوات سوريا الديمقراطية منذ عدة أسابيع لاقتحام آخر جيب لداعش في قرية الباغوز المحاصرة بالقرب من الحدود العراقية لكن العملية تعطلت بسبب جهود إجلاء آلاف المدنيين من هناك.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال أمس الأول إن قوات سوريا الديمقراطية استعادت كل الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم. لكن بالي قال إن مقاتلي داعش لا يزالون متحصنين في قرية الباغوز على الحدود العراقية ولم يستسلموا، مضيفا أن هناك مدنيين لا يزالون في الجيب.

وقال إن قوات سوريا الديمقراطية ستقوم بإجلاء عدد كبير من المدنيين، وأضاف «ما رح نقتحم القرية ونعلنها محررة إلا إذا تأكدنا تماماً من خروج المدنيين. نتوقع معركة شرسة». والجيب الذي تسيطر عليه داعش في الباغوز هو منطقة صغيرة على الضفة الشرقية من نهر الفرات وآخر منطقة مأهولة لا تزال تحت سيطرة المتشددين.

وغادر نحو 40 ألف شخص المنطقة التي يسيطر عليها المتشددون والآخذة في التضاؤل في الأشهر الثلاثة الماضية بينما تسعى قوات سوريا الديمقراطية لطرد التنظيم المتشدد من الجزء المتبقي تحت سيطرته.

وعلى الرغم من أن استرداد الباغوز يمثل نصرا كبيرا في الحرب ضد داعش فإن التنظيم ما زال يشكل تهديدا أمنيا حيث يستخدم أساليب حروب العصابات ولا يزال يسيطر على بعض الأراضي في منطقة نائية غربي نهر الفرات. وفاق عدد النازحين من الباغوز التقديرات الأولية بشأن عدد الموجودين بالداخل.

وصرح قائد في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز أمس الأول أن الكثير من الأشخاص الذين غادروا الباغوز كانوا يختبئون في كهوف وأنفاق. وقال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم قوات سوريا الديمقراطية إن القوات التي يقودها الأكراد تتبع منهجا «متأنيا ومدروسا» في الباغوز.

وقال الكولونيل شون رايان «إنهم يتعاملون مع عدة مشكلات ويحاولون تحقيق الاستقرار في المنطقة». وفي السياق، قال المرصد السوري «المعارض» إن قوات سوريا الديمقراطية شددت الإجراءات على الحواجز الممتدة من منبج إلى الحدود السورية - العراقية للتصدي لعمليات تهريب عناصر داعش نحو تركيا.

ونشرت قوات سوريا الديمقراطية قوات من الشرطة العسكرية، على أغلب حواجزها في منطقة شرق الفرات ومنطقة منبج عند الضفاف الغربية لنهر الفرات، وبالأخص تلك المنتشرة على الطرق الواصلة من دير الزور ومزارع الباغوز إلى منبج ومناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات» في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب. وأشار المرصد إلى أنه حصل على معلومات «من عدد من المصادر الموثوقة»، عن عمليات نقل متواصلة لعناصر تنظيم داعش من مناطق تواجده في ريف دير الزور، وصولاً لمناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات» المدعومة من تركيا. وذكر المصدر استنادا إلى المعلومات التي حصل عليها أن عدد العائلات التي خرجت من المزارع التي يتواجد فيها التنظيم بين منطقة الباغوز ومناطق سيطرة قوات عملية «درع الفرات» في الريف الشمالي الشرقي لحلب، وصل لأكثر من 142 عائلة. من جهتها، قالت الأمم المتحدة أمس إن ما لا يقل عن 84 شخصا، ثلثاهم أطفال، لاقوا حتفهم منذ ديسمبر وهم في طريقهم إلى مخيم الهول في شمال شرق سوريا بعد فرارهم من تنظيم داعش بمحافظة دير الزور. وقال ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة صحفية إن المنظمة الدولية «قلقة للغاية» لمحنة آلاف المدنيين الذين يفرون من الباغوز بريف محافظة دير الزور بعد قتال مكثف. وأوضح أن مخيم الهول في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا يؤوي الآن 45 ألف شخص على الأقل منهم 13 ألفا فروا من دير الزور خلال الأسبوع الماضي. وقال لايركه «وصل كثير منهم وهم يعانون من الإرهاق والجوع والمرض»، مضيفا أن 90 بالمائة منهم نساء وأطفال. وأضاف «الرحلة إلى هذا المخيم طويلة وشاقة جدا، وحتى الآن تفيد التقارير بحدوث أكثر من 84 حالة وفاة على ذلك الطريق بتلك المنطقة. ثلثا الوفيات أطفال دون سن الخامسة». وقال نقلا عن تقارير لوكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة على الأرض إن 175 طفلا يخضعون للعلاج بالمستشفيات من سوء تغذية حاد. سياسيا، قال المندوب الروسيّ في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ موسكو وطهران وأنقرة تواصل المضي نحو الحلّ في سوريا بتأمين وقف إطلاق النار في مساحات واسعة من سوريا. وأضاف خلال جلسة لمجلس الأمن الدوليّ بشأن الأوضاع في سوريا، أنه يجب تجفيف منابع الإرهاب في هذا البلد ولا يجوز إبقاء هيئة تحرير الشام حيث هي، داعياً الأمم المتحدة إلى المساعدة على إعادة البناء ونزع الألغام. كما طالب نيبينزيا بدعم الاقتصاد السوريّ من أجل تسريع عودة النازحين بموجب مبادئ القانون الدوليّ. من جهته، أكد المبعوث الدوليّ الخاص إلى سوريا غير بيدرسون في إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن ضرورة تأليف لجنة لصياغة الدستور من أجل استئناف العملية السياسية، محذراً من أن مشاركة عدة جيوش في العمل داخل سوريا يهدد بحدوث تصعيد، ويؤدي إلى حرب قد تطاول كل المنطقة.

وأكد بيدرسون أن أهم أولوياته تتمثل في الانخراط مع الحكومة السورية والمعارضة من أجل تسوية الأزمة في سوريا، مشيراً إلى أن «السوريين ولا أحد غيرهم يحدد مستقبلهم».