1146735
1146735
المنوعات

ندوة تناقش البناء الموسيقي في الفنون الشعبية

01 مارس 2019
01 مارس 2019

أقيمت مساء أمس الأول جلسة حوارية بعنوان البناء الموسيقي في الفنون الشعبية والشعرية لمحافظة البريمي قدمت من خلالها ثلاث أوراق عمل تحدث فيها بداية راشد بن سعيد الشامسي مدير دائرة التراث والثقافة بمحافظة البريمي عن فنون المحافظة التقليدية أهمها فنا الـعـيّـالـة والـرزفة؛ حيث يأتي اهتمام السلطنة متمثلة بالمؤسسات الحكومية المعنية بقطاع التراث الإنساني غير المادي من ضمن الأوليات التي تسعى جاهدة للمحافظة عليها ونشرها في فئات المجتمع المختلفة، لا سيما والعالم يمضي بخطوات متسارعة نحو الانسلاخ من هويته وجذوره، فنرى أن هذه المؤسسات تركز على المناشط التي من شأنها إحياء التراث غير المادي والفن الشعبي العماني من حيث النوع والكم، وما هذه الندوة والمهرجانات المختلفة والمتعددة للفنون الشعبية التي تنظم بكافة ربوع السلطنة إلا خـير دليل على اهـتمامهـا بالنـوع من حـيث إشـباع بعـض من الفـنـون الشـعبية العمانية (العيالة، الرزفة الحماسية) بحثا ودراسة وتفصيلا وتأصيلا وأداءً؛ حتى يكون نتاج هذه الندوة من بحوث مقدمة ودراسات مرجعا لأجيال تأتي من بعدنا؛ حتى تستطيع إكمال الطريق في دراسة الفنون الشعبية المختلفة والمتنوعة التي تزخر بها عمان من أقصاها إلى أقصاها. وقد أشار الشامسي إلى اعتماده على القليل من المصادر عن هذين الفنين، لندرة الكتب والبحوث الموثقة عنهما، بالإضافة إلى بعض ما وجد من كتابات في المواقع المختلفة بالشبكة العنكبوتية التي حسب وصفه ربما لا تعتبر مصدرا مهما للدراسة العلمية، فاضطر إلى إعادة صياغتها أو تعديلها أو تصحيح بعض المعلومات فيها، كما قام بمقابلة عدد من المهتمين والممارسين لهذين الفنين من فئات عمرية وأماكن جغرافية مختلفة، هذا وقد اعتمد كذلك على خبراته السابقة من ممارسته للفنون الشعبية ولبعض من كتاباته السابقة فيهما، وهي عبارة عن مقالات تعنى بالفن الشعبي نشرت في بعض الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية.

وقد تطرق كذلك لمفهوم التراث الشعبي وأهميته لدى الأمم، ووضح المعنى اللغوي لمفردتي العيالة والرزفة وتعريفهما في الموسوعة العمانية، حيث تطرق إلى العيالة والرزفة من حيث: المناسبات وأوقات إقامة الفنين وأماكن إقامتهما، جغرافية الفنّين، الأدوات المستخدمة، الشعراء والملقنون والمشاركون، البحور والأغراض الشعرية المستخدمة، إضافة إلى ما طرأ على الفنين من تحديث وتطوير.

ومن ثم بعد الدراسة والتدقيق فقد استخلص بعض النقاط ووضع بعضا من التوصيات والمقترحات التي يرى أنها ستخدم الفنين مستقبلا.

وحول الفنون الشعبية ومسؤولية الاهتمام بها وحفظها تحدث سيف بن ناصر الوهيبي خبير تربوي بالمديرية العامة للمناهج بوزارة التربية و التعليم عن عدة محاور تتلخص في: تعريف الفنون الشعبية، أنواعها، أهميتها، أسباب إثراء الفنون الشعبية العمانية، كيفية المحافظة عليها، ودور المؤسسات الرسمية والمجتمع في الحفاظ عليها.

أما مسلم بن أحمد بن عبدالله الكثيري مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية فقد عرج على أن أفضل وسيلة للحفاظ على الموسيقى التقليدية العُمانية وفق رأيه هو ضمان استمرار عملية الإبداع، وذلك على أساس القوالب الفنية وصيغها اللحنية والشعرية والإيقاعية وأدائها الحركي، ودراسة الخصائص الفنية والجمالية لفنون الموسيقى التقليدية من أهم العوامل المساعدة على توارثها.

تسلط مداخلته الضوء على البناء الفني للعيالة بصفة خاصة باعتبارها أبرز فنون الغناء التقليدي في محافظة البريمي، وذلك من خلال تحليل ألحان نموذجية وأداء الضرب الإيقاعي مع النظر وأدوار الآلات الإيقاعية والأداء الحركي.

وقد عبر عن اختياره للعيالة كنموذج لمداخلته باعتبارها ممارسة فنية شائعة في محافظة البريمي وولايات شمال عُمان بشكل عام وتعكس جانبا مهما من تصورات مواطنيها الفنية والجمالية. وقدم نظرة تعريفية عامة عما تم جمعه وتوثيقه بمركز عمان للموسيقى التقليدية من فنون موسيقية في البريمي مع تسليط الضوء على العيالة من زاوية هذا التوثيق.

وفي الجزء الثاني من المداخلة عرف الحضور على آراء بعض ممارسي العيالة، مع الاستماع لنموذج من ألحانها، كما تطرق إلى البناء الفني لهذه اللحن.