العرب والعالم

أويحي يحذر من محاولات اختراق الجو السلمي للمظاهرات

28 فبراير 2019
28 فبراير 2019

الشرطة تعتقل 12 صحفيا خلال اعتصام ضد «الرقابة» وسط الجزائر -

الجزائر - «عمان» - مختار بوروينة-(أ ف ب):-

حذر الوزير الأول أحمد أويحي،أمس، من المناورات ومحاولات اختراق الجو السلمي للمظاهرات، وإنّ هناك حراكا حقودا ضد الرئيس بوتفليقة، رغم ما قدمه للجزائر، معبرا عن غضبه من الأطراف التي قامت بانتهاج سلوكات مشينة، خلال المسيرات السلمية المطالبة للرئيس بالعدول عن الترشح لولاية خامسة.

وتساءل، أويحي، بقبة المجلس الشعبي الوطني خلال رده على التساؤلات التي أثارها النواب عقب مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة: « لماذا كل هذا الحقد ضد الرئيس؟ هل لماضيه، فماضيه صاف، أم لمساره؟ فمساره كان حافلا بالإنجازات، وأفنى عمره وصحته من أجل خدمة الجزائر». وقال إن الندوة التي دعا إليها الرئيس بوتفليقة في برنامجه الانتخابي، لا تخدم السلطة مثلما تروج له بعض الأطراف، بل الجزائر وأنها مفتوحة لكل الأحزاب، وأن منطق الرئيس لا يقبل وجود أحزاب كبرى وصغرى، بل كلها في نفس المستوى، رغم اختلافها في الآراء.

من جهته أعلن مدير حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية لـ18 أبريل 2019 أن بوتفليقة «سيودع ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري يوم 3 مارس المقبل إلى جانب الفرسان الآخرين لدى المجلس الدستوري الذي هو سيد في قراره ». وأوضح سلال خلال لقائه بممثلين عن المجتمع المدني انه لا احد بإمكانه إلغاء العمل بمضمون الدستور ومن حق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة الترشح، و هو حق مكفول دستوريا لكل مواطن جزائري و مكسب يجب المحافظة عليه واحترامه في إطار قوانين الجمهورية والعمل الديمقراطي، مشددا على ضرورة القيام بحملة انتخابية نظيفة للمرشح عبد العزيز بوتفليقة ترتكز على الأخلاقيات وشرح مضمون برنامج رسالة ترشحه.

وأضاف أن المجتمع المدني سيشارك بقوة في ندوة الوفاق الوطني الذي يعتزم الرئيس تنظيمها في حالة إعادة انتخابه وذلك دفاعا عن الديمقراطية التشاركية، وهي تهم كافة شرائح المجتمع وليس قضية الأحزاب السياسية فقط، داعيا المجتمع المدني المساند له إلى التواجد في الميدان.

من جهته أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس الأركان، تعهد الجيش على توفير كافة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الرئاسية في كنف الهدوء و السكينة والأمن والاستقرار، حسب ما أفاد به بيان الدفاع الوطني.

وقال الفريق قايد صالح إن العقل السليم والتفكير السوي والموضوعي، يستدعي بالضرورة النظر والتأمل في الحصيلة الأمنية المحققة بعد سنوات الجمر التي مرت بها الجزائر، فالحصيلة تؤكد أن مهر استرجاع أمن الجزائر واستقرارها كان عظيما، وتؤكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وترابطهما فكرا وعملا، وتؤكد تلازم طريقهما وارتباط مصيرهما وتلاحمهما، بل وتوحد نظرتهما نحو المستقبل، فكلاهما واحد لأن الوطن واحد.

إلى ذلك اعتقلت الشرطة الجزائرية أمس 12 صحفيا كانوا يشاركون في اعتصام في وسط الجزائر احتجاجا على «الرقابة»، بحسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.

وكان حوالي مائة صحفي من وسائل إعلام مكتوبة ومسموعة ومرئية من القطاعين العام والخاص، تجمعوا قرابة الظهر في «ساحة حرية الصحافة» في العاصمة، للتنديد بالضغوط التي تمارس عليهم من رؤسائهم بحسب قولهم، خلال عملهم في خضم حركة الاحتجاج الجارية في الجزائر.

وأُدخل الصحفيون إلى عربات الشرطة وراحوا يطرقون على جوانبها، بينما كان زملاؤهم في الخارج يصرخون مطالبين بالإفراج عنهم. إلا أن العربات غادرت الساحة محملة بالصحفيين.

وتشهد الجزائر منذ أكثر من أسبوع تظاهرات حاشدة ضد ولاية خامسة محتملة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الموجود في السلطة منذ 1999 والذي يعاني من وضع صحي يحول دون ظهوره العلني إلا في ما ندر. وبقيت وسائل الإعلام الجزائرية صامتة إزاء هذه الاحتجاجات.

وقال صحفيون في الإذاعة الجزائرية الرسمية أن رؤساءهم فرضوا عليهم التزام الصمت.

وأعلنت إعلامية تعمل في الإذاعة استقالتها علنا من مهامها، تنديدا بفرض أمر واقع على الصحفيين. وأعلنت في وقت لاحق أنه تم إلغاء برنامجها. وقالت منظمة «صحفيون بلا حدود» أمس الأول إن السلطات الجزائرية «تقوم بكل ما في وسعها لإسكات وسائل الإعلام» التي تريد تغطية حركة الاحتجاج، منددة بـ«توقيفات واعتداءات ومنع تغطيات ومصادرة معدات وضغوط على وسائل الإعلام الرسمية وبطء في شبكة الإنترنت».