1144476
1144476
الرياضية

الأولمبياد الخاص يطلق الدفعة الثانية من أكاديمية إعداد القادة لتأهيل ذوي الإعاقة الفكرية

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

فيصل بن تركي: نجدد التزامنا بتطوير مُختلف البرامج التي تخدم المنتسبين -

كتب - عامر الأنصاري -

أقامت جمعية الأولمبياد الخاص العماني مساء أمس الأول احتفالا للاحتفاء بالجهات الداعمة لأنشطة الجمعية من مؤسسات وأفراد، وتضمن الاحتفال- الذي أقيم برعاية فضيلة الشيخ خالد بن راشد بن سعيد المنوري نائب رئيس المحكمة العليا أمين عام مجلس الشؤون الإدارية للقضاء وبحضور سعادة وكيل وزارة التنمية الدكتور يحيى بن بدر المعولي- إعلان إطلاق الدفعة الثانية من أكاديمية إعداد القادة، الهادفة إلى تأهيل منتسبي الجمعية من ذوي الإعاقة الفكرية، كما تضمن عرضا مرئيا اسرد الإنجازات التي تحققت للجمعية خلال عام 2018 والأنشطة التي أقيمت خلال العام. وتعد أكاديمية إعداد القادة برنامجا قياديا مهنيا يستهدف شبابا من ذوي الإعاقة الفكرية إضافة إلى أقرانهم من شباب المدارس والكليات بهدف تهيئتهم وصقل مواهبهم في بيئة مناسبة لهم يتم من خلالها تعزيز ثقافة دمج ذوي الإعاقة الفكرية في المجتمع العُماني، وذلك من أجل تشكيل الهوية الشخصية لهم ليصبحوا قادرين ومؤهلين للاعتماد على الذات من خلال تطوير القدرات والمواهب الكامنة لديهم، وكذلك إعداد سفراء إعلاميين ينقلون رسائل فئة ذوي الإعاقة الفكرية إلى المجتمع المحيط بأمان ويستمر لمدة عام كامل. والبرامج المطروحة فيها تنمية مهارات الذات والقيادة، وبرنامج الابتكار وريادة الأعمال، والفن والرسم، والتصوير الضوئي والمرئي، وبرنامج سفراء التواصل والاتصال والصحة والرياضة.

فخر للسلطنة

وحول الاحتفالية قال فضيل الشيخ راعي الحفل: «سعدت كثيرا بأن نحتفي اليوم سويا مع الأولمبياد الخاص العماني بالإنجازات والنجاحات التي استطاعوا تحقيقها على مدار العام 2018 والتي تعد ثمار تضافر جهودهم القيّمة، ولذا أود التعبير عن امتناني وتقديري الفائق لجميع أبطالنا والمتطوعين القائمين على كل ما بذلوه على مدار هذا العام من إنجازات محلية وإقليمية ودولية وهو مصدر فخر لجميع أبناء السلطنة».

فئة منتجة

أما صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس الأولمبياد الخاص العماني، فقال: إنَّ هذا التجمع السنوي الخاص بالتكريم السنوي لكافة المؤسسات والجهات المختلفة التي قدمت دعمها المستمر للأولمبياد الخاص، الذي من خلاله استطعنا أن ندرب ونؤهل جمعا كبيرا من أبطالنا من ذوي الإعاقة الفكرية، لإظهار طاقات هذه الفئة، وجعلها فئة منتجة في المجتمع تسهم في عجلة التنمية وأيضًا تمهيدا لإبراز نجاحهم في المشاركة وتمثيل السلطنة خارجيًا في المحافل الدولية، وهذا الحفل هو لقاء مثالي مع شركائنا ونستعرض أبرز ما تم إنجازه في العام المنصرم من فعاليات وأنشطة كما نجدد التزامنا أيضًا لتطوير مُختلف البرامج التي نعتزم تقديمها في العام القادم وتكريم المؤسسات الإعلامية والإعلاميين الذين ساهموا في إبراز أنشطة الأولمبياد الخاص العماني، ودعمهم لتلك البرامج الاجتماعية المختلفة التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة الفكرية وتوطيد الشراكة الحقيقية بين الأولمبياد الخاص والجهات الداعمة في دعم هذه الفئة من المجتمع، وتكريم اللجان المنظمة من المتطوعين الذين بذلوا جهدهم لخدمة أبطالنا من ذوي الإعاقة الفكرية».

3 عناصر

وبدوره تحدث سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية بقوله: «تعودنا دائما في الأولمبياد الخاص العماني، وفي كل الأولمبيادات الخاصة على المستوى الدولي، تعودنا أن يكون التركيز على ثلاثة عناصر، أولا التركيز على الأبطال ذوي الإعاقة الفكرية الذين نحتفي بهم دائما ونقدم لهم الدعم على مستوى المؤسسات والأفراد وتجتمع الجهود لأجلهم، وما هذه الأمسية إلا رمز جميل جدا تُشكر عليها جمعية الأولمبياد الخاص العماني، رمزية هذا الاحتفال أن يكون جميع الشركاء موجودين (المجتمع، القطاع الخاص، القطاع الحكومي)، والعنصر الثاني هم المتطوعون، وأنا أحيّهم جميعا لأنهم جنود يبذلون جهدا غير عادي في الأخذ بأيدي أبطال الإعاقة الفكرية وتنمية مهاراتهم حتى وصولهم إلى مراتب حققوا فيها إنجازات كبيرة في المحافل الدولية، وجميعنا بانتظار البطولة الدولية القادمة والتي ستكون في دولة الإمارات العربية المتحدة الشهر القادم، ونأمل أن يحقق فيها أبطال السلطنة إنجازات ترفع اسم عمان، أما العنصر الثالث والمهم جدا، فهم الأسرة، الداعم الخفي والظاهر وراء هؤلاء الأبطال، لولا هذه الأسرة لما استعطنا أن نرى هؤلاء الأبطال يندمجون ويتفاعلون وينسجمون مع هذه البرامج التي يُعد لها إعدادا كبيرا، واذكر قبل أيام التقيت بأحد الأبطال في إحدى المناسبات وكانت أمه معه، وتقول الأم إنها تركت العمل وتقاعدت من أجل أن تتفرغ لابنها من ذوي الإعاقة الفكرية، وهو من المنتسبين للأولمبياد الخاص، وبالتالي أنا متأكد أن هناك تضحيات كبيرة تبذلها الأسر ويبذلها المتطوعون ويبذلها المنتسبون».

وتابع سعادته حديثه قائلا: «لاحظنا في العرض المرئي أن هناك إنجازات كثيرة، من أبرز ذلك تضاعف العدد من 600 منتسب إلى 800 لهذه الجمعية، وهذه الخطوة تُحسب للجمعية وتقدر عاليا بأن تحتضن هذا العدد، وأن يزيد العدد 200 بطل خلال عام واحد فهذا شيء طيب جدا، وجهد الجمعية غير متركز في مسقط فقط، بل هناك تمركز في كل محافظات السلطنة، والأسبوع القادم هناك مناسبة رائعة، والجميع مدعو لحضورها في شمال الباطنة، وهذا امتداد لجهود الجمعية». وفيما يتعلق بالأكاديمية قال: «شهدنا جميعا انطلاق أكاديمية إعداد القادة في الدفعة الثانية، يجب أن نحيي الجهود المبذولة لأجلها، الدفعة الأولى احتضنت 12 مشاركا، وفي الدفعة الثانية رقم جديد بمشاركة 18 بطلا، وهذا الرقم ممتاز جدا في أكاديمية تركز على القدرات والمهارات وتكريس دمج الأبطال بالمجتمع ليكونوا معتمدين على أنفسهم قدر الإمكان». واختتم حديثه: «أنا سعيد جدا، وبحكم أنني منتسب لهذا البرنامج واعرف مساره جيدا، ونحن مع زملائنا في الجمعية نعمل معا بشكل مباشر أو غير مباشر، وبحكم عملي في وزارة التنمية الاجتماعية ومعني بالكثير من الجمعيات، إلا أن جمعية الأولمبياد الخاص العماني له معزة خاصة».

النسيج الاجتماعي

بينما أكد سيف بن محمد الربيعي رئيس مجلس إدارة الأولمبياد الخاص العماني أن مناسبة الاحتفال بتكريم المؤسسات والأفراد الداعمين تمثل همسة وفاء لكل تلك الجهود المخلصة التي بذلت بكل سخاء وبعطاء لا يعرف للحدود وجودا في سبيل أن تنهض جمعية الأولمبياد الخاص العُماني. وتابع بقوله: «إذ نكرم المساهمين والمشاركين في دعم أنشطة الجمعية فإننا نؤكد على أهمية ذلك الدعم وتلك الرعاية التي حظيت بها الجمعية لتحقيق رسالتها، المتمثّلة في دعم ذوي الإعاقة الفكرية في مختلف الجوانب الرياضية والاجتماعية والصحية إذ أن النهوض والارتقاء بهذه الفئة العزيزة من أفراد المجتمع يمثل بعدا إنسانيا ساميا وقيمة أخلاقية راقية تلامس صميم النسيج الاجتماعي وترفع من شأن وقدر أي حضارة من الحضارات، لقد كان للدعم والرعاية الاجتماعية والمادية التي حظيت بها الجمعية أبعادا انعكست إيجابا على تطوير قدرات ومهارات ذوي الإعاقة الفكرية بهدف دمجهم في العديد من التظاهرات الاجتماعية داخل السلطنة وخارجها ليرسموا لأنفسهم طريقا يجدون من خلاله السبيل لإبراز أنفسهم وتحقيق ذواتهم وقد كان عام ٢٠١٨ عاما حافلا بالإنجازات مليئا بالأنشطة والفعاليات التي تم انتقاؤها وفقا لقدرات وخصائص هذه الفئة، واليوم خير برهان على تحقيق هذه الشراكات الاستراتيجية والمبادرات من المشاركات الفعّالة مع مختلف الجهات في القطاع الخاص والحكومي وعلى مستوى الأفراد والتي أثبتت تكامل الأدوار مع الأولمبياد الخاص العماني وتواصل الدور المحوريّ في دعم وتأهيل هذه الفئة المميّزة من ذوي الإعاقة الفكريّة». واختتم قائلا: «إن الإنجازات المتتالية في الجمعية هي نتاج عمل لجهود تراكمية كبيرة ، كما أن الجمعية تحمل راية الأولمبياد الخاص وتعمل من أجل رفعة علم السلطنة في مختلف المسابقات والمشاركات الإقليمية والدولية، وأناشد الجميع تقديم مزيد من الدعم والتكاتف والمساندة حتى تتحقق الأهداف المرجوة». الجدير بالذكر أن الاحتفال تضمن مشاركة عدد من أصحاب الإعاقة الفكرية الأبطال من أصحاب الإنجازات في المجالات الرياضية، مستعرضين تجاربهم في كل مجال.