مرايا

طالبات عمانيات يحيين «فن الطباعة» بمعرض مميز

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

[gallery type="thumbnails" size="full" columns="6" ids="676300,676299,676298,676297,676296,676295"]

أقامته الكلية العلمية للتصميم بالأوبرا جاليري -

متابعة : مروه حسن -

اختتمت مؤخرا فعاليات معرض الكلية العلمية للتصميم ( SCD Print) بالأوبرا جاليري التابع لدار الأوبرا السلطانية، والذي كان تحت رعاية سمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، حيث كان الهدف من هذا المعرض لتسليط الضوء على أحد أنواع الفنون التشكيلية ذات التاريخ العريق والتي أصبحت غير معروفة حديثا وغير شائعة مقارنة بأنواع الفنون الأخرى .

«مرايا» حاول التعرف عن قرب عن هذا النوع من اللوحات الفنية وذلك من خلال عمل بعض اللقاءات مع بعضا ممن شاركوا فيه..

في البداية تحدثنا مع خليل شعبان المدرس بالكلية العلمية للتصميم والمشرف على المعرض حيث قال: فكرة المعرض تتلخص في تعريف المجتمع على نوع من الفنون غير الشائع كثيرا وهو فن (print making) أو ما يعرف بفن الطباعة البارزة، وهو فن قديم من آلاف السنين حيث كان يتم عن طريق طبع الكلمات والصور، والتصميم فوق الورق أو النسيج أو المعادن أو أي مواد أخرى ملائمة للطبع فوقها، وهو يطلق عليه أيضا فنون الجرافيك، وتتم بنسخ صور بطريقة ميكانيكية، ويتم من خلال الطبع من سطح بارز.

وكان يجري قديما الختم بالحجر، وهذا يعتبر أقدم طرق الطباعة التي عرفت لدي البابليين والسومريين والحضارات في سوريا القديمة وبلاد ما بين النهرين، وكان يستعمل للاستغناء عن التوقيع على المستندات والوثائق والمعاهدات أو كرمز ديني كما في مملكة ماري وايبلا في سوريا. وكانت الوسيلة وقتها أختام أو طباعة ليبصم بها فوق الطين أو من الحجر بخدش أو نقش سطحه، وقد تم استعمال الأختام الطينية المنقوشة بتصميم بسيط منذ 5000 سنة قبل الميلاد، وكانت تطبع على الأبواب المخصصة لحيازة وحفظ السلع. كما تم العثور عليها على الأكياس والسلال التي كانت تنقل بنهري دجلة والفرات، أيضا وجدت أختام مغطاة بنقوش حيوانات أو بأشكال أو أسماء ملكية يرجع تاريخها لقدماء المصريين.

أما حديثا فقد كانت بداية الطباعة الميكانيكية سنة 200م، عندما أخذ الصينيون يحفرون الكتابة والصور البارزة فوق قوالب خشبية. ثم تطورت الطباعة من كليشهات خشبية صور عليها نص الصفحة بالكامل إلي طريقة التجميع للحروف المتحركة وترصيصها في قوالب (شاسيه). وفي أوروبا صنعت الحروف البارزة والمتحركة في منتصف القرن 15 حيث ظهرت آلة الطباعة على يد الألماني يوهان جوتنبرج، لتتطور للطباعة الحديثة التي تطبع بها الصحف والكتب بالملاببن على الورق، وهذا كان سببا في تطور الحضارة وانتشار المعرفة بشتى لغات أهل الأرض، ومؤخرا أصبح هذا النوع من الفنون يستخدم بوسائل مختلفة ومتنوعة.

وعن معرض الكلية العلمية للتصميم ذكر خليل شعبان: هناك 36 طالبة شاركن بالمعرض الغالبية العظمى منهن من العمانيات، حيث شاركت كل طالبة بلوحة أو أكثر تم طباعتها على الورق بشكل يدوي، وأضاف: هذا المعرض محاولة لتسليط الضوء على هذا النوع من الفنون وتعريف المجتمع به، وقد تم طرح الفكرة على المسؤولين بدار الأوبرا السلطانية وعرض نماذج من اللوحات لهم والتي لاقت ترحيبا وإعجابا كبيرا بها وتمت الموافقة على إقامة المعرض.

وذكر أيضا أن هناك أفكار لطرح هذا النموذج في معارض أخرى مستقبلا وبتقنيات أخرى منوعة.

فن للجميع

أيضا قد تخلل المعرض إحدى المبادرات الفنية الملفتة، حيث قامت الطالبات بإطلاق مبادرة (فن للجميع) والتي كانت تهدف إلى تعريف الزوار بأنواع وأنماط الفنون التشكيلية المختلفة بشكل عام والتي تدرس بالكلية وأيضا مساعدتهم في التعرف على آلية تنفيذ اللوحات المعروضة بالمعرض بشكل خاص، وقد لاقت الفكرة استحسان راعي الافتتاح والزائرين للمعرض طيلة أيامه.

شيخة بنت سيف الكلبانية (إحدى الخريجات من الكلية) والتي كان لها دور في اختيار اللوحات المشاركة وفي تنفيذ المعرض قالت: شاركت في المعرض في مساعدة أستاذي خليل شعبان في اختيار وانتقاء أفضل اللوحات الخاصة بالمشاركة في المعرض، وقد تنوعت اللوحات المعروضة لتتناول مختلف الموضوعات والمدارس الفنية المختلفة حيث استخدم في بعضها الأبيض والأسود، وهناك لوحات استخدم فيها أكثر من ثلاث ألوان وغيرها من الأشكال المختلفة والبصمات المتنوعة.

أيضا تحدثنا مع إحدى الطالبات الخريجات المشاركات بالمعرض وهي ولاء بنت أحمد الحميدية والتي قالت: شاركت بالمعرض الذي أقيم بدار الأوبرا جاليري بلوحة بعنوان «باب قديم» وكانت هذه اللوحة من ضمن اللوحات التي اختيرت من قِبل أستاذ المادة للمشاركه بهذا المعرض، وهذه أول مشاركة لي بالمعرض خارج الكلية، وبإذن الله سوف تكون لي مشاركات أخرى بمعارض قادمة.

وعن انطباعها عن هذه المشاركة ذكرت ولاء الحميدية: هذا المعرض بالنسبة لي يعتبر تجربة فريدة ومميزة خاصة أنه باستخدام تقنية ليست سهلة في تنفيذها وتحتاج إلى مهارة عالية، أيضا هذا النوع من الفنون غير متعارف عليه ولا يعتبر من الفنون الشائعة، فكان فرصة مميزة ليتعرف الناس عليه وليأخذوا عنه فكرة عن قرب، وقد لاقى إعجاب الزوار كثيرا وهذا أسعد كل من شاركوا به.

وذكرت لنا ليلى بنت محمد الكعبية وهي إحدى خريجات الكلية أيضا عن مشاركتها في هذا المعرض قائلة: الطباعة اليدوية من الفنون النادرة في العالم، لذا أردنا من خلال هذا المعرض أن يتعرف المجتمع العماني على هذا الفن القديم والمعاصر في عمان، كما أني أشعر بالفخر والسعادة لمشاركتي بلوحتين في هذا المعرض المميز والذي يعتبر نتاج مثمر للطالبات بالكلية.

وأضافت: استخدمت في إحدى اللوحات مادة مطاطية تسمى(lino) حيث قمت بالحفر بأدوات الأزمير، ولقد استخدمت أكثر من لون في هذه اللوحة، وقمت باستخدام ألوان مكملة لأجعل لوحتي أقرب للواقعية.