1140932
1140932
مرايا

عثمان وتاج السر ينبشان ذاكرتيهما وحنينهما لولاية أدم

27 فبراير 2019
27 فبراير 2019

بعد 4 عقود لأول زيارة لهما للعمل في سلك التعليم بالسلطنة -

حوار- ناصر الخصيبي -

بينما كنت أقوم بمهمتي في تغطية أحد الأحداث الرياضية بولايتي (ولاية أدم) وعدستي تلتقط مجموعة من الصور للحضور، إذا بأحد من معارفي يطلب مني توجيه عدسة التصوير إلى شخصيتين من جمهورية السودان لأتوقف عندهما بالعدسة ومعرفة أحوالهما وبدعوة خاطفة لهما لزيارة منزلي لاحتساء فنجان من القهوة.

فكانت زيارتهما الخاطفة لي بعد ثلاثة أيام من لقائي بهما، فبدأ الحديث مع عثمان محمد الخير وزميله تاج السر العطاء أحمد من جمهورية السودان قائلا: منذ أربعة عقود انقضت أول زيارة لنا بالسلطنة وبالتحديد في ولاية أدم عندما قدمنا للعمل في مهنة سلك التعليم بمدرسة أسامة بن زيد الإعدادية- حينذاك- أولى مدارس الولاية، وكنا نعد من أوائل المعلمين الذين قدموا إلى السلطنة وبالتحديد إلى الولاية فكان تواجدنا بالسلطنة منذ 1977 إلى 1980م، ونبش عثمان محمد الخير ذاكرته بالحنين إلى الذكريات الجميلة التي قضاها مع زميله في الولاية، وأن حنينه للولاية بدأ من البيت الشعري في قصيدته الشعرية (أدم ما زالت في البال) والتي كتبها في السودان عام 2014م ضمن ديوانه الشعري (أقمار الدّجى) وعند قراءته من القصيدة البيت التالي:

أحلى أماني يوم إن رجعت لها *** وطفت أدم في شتى نواحيها.

ويواصل حديثه موضحا: بدأنا التعليم في السلطنة مع بدايات النهضة المباركة والتي واجهنا فيها الصعوبات والتحديات، ولكنها ذابت مع التكاتف والتعاون من الأهالي وأبنائها، فكانت أياما ممتعة وشائقة، فقد بدأنا مع الدفعة الثالثة من طلبة الولاية، والتي بدأت تعليمها في مبنى مستأجر بمنطقة العنبر بالولاية يضم مجموعة من الغرف والخيام التي نصبت فيه، وقد مرّ على إدارة مدرستنا خلال سنوات وجودنا بالسلطنة المدير المصري حسن عيد وبعده زميله المصري محمد إبراهيم عصر، وفي فترة وجودنا انتقلنا إلى المدرسة الحكومية المسماة - حينذاك - بمدرسة أسامة بن زيد الإعدادية والآن تسمى بمدرسة النجباء للتعليم الأساسي (1-4).

وتمرّ علينا ثلاث سنوات كلمح البصر ولكنها اختزنت فينا الكثير من القيم الحميدة وعلاقات أخوية تجمعنا مع الأهالي وأبناء الولاية، فكانت لنا مشاركات في مناسبات الولاية واحتفالاتها بقصائد شعرية، وكان حينها الشيخ أحمد بن سيف المحروقي واليا على الولاية ومحمد بن سعيد المحروقي- رحمة الله عليه- رئيسا لنادي أدم، فقد كان النادي شعلة من النشاط ومساندا مهما لأبناء الولاية وأهاليها في التجمع والتعارف وتوطيد العلاقات وتقديم الخدمات المجتمعية وإبراز المشاركات والمواهب.

ثم جمعنا حقائبنا بانتهاء إعارتنا للسلطنة ولكن التواصل مع مجموعة من أبنائنا الطلبة كان مستمرا، فكانت المراسلات البريدية وقتها حتى انقطع التواصل معهم ما يزيد عن عشرين عاما تقريبا، لتبدأ مشاعري بالحنين إلى الولاية وأهلها وأبنائي الطلبة، فكتبت خطابا بريديا قبل ما يزيد عن ست سنوات موجها إلى مدرسة أسامة بن زيد وكتابة أسماء بعض معارفي بالولاية فيه الذين كانوا جيرانا لنا، حيث قمت بتسجيل رقم هاتفي وعنواني ليتم تسليم الخطاب إليهم، وتبدأ رحلة الزيارة للسلطنة عندما قام أحدهم بزيارة لنا إلى جمهورية السودان منذ حوالي شهرين مع وفد في مهمة رسمية، ويبدأ التواصل بيننا هاتفيا للقاء الذي يحمل في طياته الشوق والحنين مع أحد طلبتي في فندق الإقامة، ودار حديث الذكريات معا تقلبه المواقف والصور الرائعة وتلفه المشاعر والأحاسيس الجميلة، راجيا أن يكون هذا اللقاء في موطنه الذي جمعنا لأول مرة، فتم الاتفاق سويا لزيارة السلطنة وتم تخليص ما تطلبه الإجراءات ليتحقق الحلم الذي كان يراودنا ويصبح حقيقة.

وعند تلبية الدعوة ووصولنا إلى السلطنة كانت لنا بداية زيارة لمحافظة مسقط للأماكن السياحية والترفيهية والفكرية والعلمية فيها، تلتها زيارة لولاية أدم في مختلف مناطقها وقراها، فكان انطباع عثمان محمد الخير وزميله تاج السر العطاء أحمد يفرح النفس ويشرح الصدر من النهضة التنموية الشاملة والتي تشهدها السلطنة، وكانا شاهدين عليها في فترة بداية السبعينات، والطفرة الكبيرة للإنسان والتنمية في كافة مجالاتها، ولا سيما الاهتمام التعليمي في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه.

كما تم خلال الزيارية للولاية الالتقاء ببعض الطلاب السابقين وأهالي الولاية ، وشاركا معهم أهم الذكريات الجميلة وتقليبها من مواقفها وصورها الجميلة، كما اندهشا خلال الزيارة للسلطنة من التجديد والتطوير في المشاريع التنموية والخدمية التي تحققت في المدارس والشوارع والكهرباء والاتصالات وغيرها، معبرين عن فرحتهما وسعادتهما بذلك وبأنهما فخوران جدا بأن يروا طلابهما بهذا المستوى الرفيع والمناصب بمشاركتهم ومساهمتهم في مسيرة التنمية والبناء بالسلطنة وأنهم من خيرة الشباب، مؤكدين أن هذا الحب والوفاء والكرم من أبنائهم الطلبة وأهالي الولاية إن دلّ على شيء فهو يدل على القيم الحميدة للشعب العماني المعروفة عنه والصورة الذهنية الجميلة الطيبة للعمانيين في كل أنحاء العالم.