المنوعات

«سلوة الأشجان .. شرح السيف والرضوان» لناصر الفارسي تناول «نونية» البهلاني إعرابا وشرحا ومعنى

26 فبراير 2019
26 فبراير 2019

تميزت أشعاره ببراعة الاستهلال وجزالة اللفظ والعذوبة وحسن السبك والفصاحة -

صدر حديثا كتاب «سلوة الأشجان.. شرح السيف والرضوان» لمؤلفه الشيخ الأديب ناصر بن منصور الفارسي وهو عبارة عن شرح القصيدة النونية «السيف والرضوان» للشيخ العلامة الشاعر الفقيه ناصر بن سالم بن عديم الرواحي البهلاني - رحمه الله - وراجعه فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا الذي وصفه في مقدمته بأنه شرح واف بالمراد، حيث اعتنى بإعراب الأبيات نحوا وبيان معانيها لفظا، وما تحويه بعد ذلك شرحا، وقد أجاد بعمله هذا، وأضاف للعربية والكلمة المخلصة ما يعزز بنيانها، ويشيّد أركانها، فقصيدة مثل هذه «النونية» جديرة بالاهتمام، ففيها التاريخ والأنساب، وعلو الهمة وسمو المجد وإخلاص المقالة، وجاءت من شخص غيور لدينه وداع إلى لمّ الشمل وتوحيد الكلمة.

كما وصف مؤلف هذا الإصدار شعر البهلاني ببراعة الاستهلال وجزالة اللفظ والعذوبة، وحسن السبك والفصاحة، ورقيّ الشعر إبداعا وبلاغة، وأن كل شعره بمنتهى الروعة. وقال في مقدمة الكتاب: إن ما دفعه لهذا الإصدار ما رآه من عدد من المجتهدين المبادرين إلى شرح هذه القصيدة النونية الغراء «السيف والرضوان» وكانت شروحاتهم غير شاملة لأغراض القصيدة نحوا ولغة ومديحا وتاريخا واستنهاضا، فمنهم من أسهب في المعنى المجمل ولم يفصّل، ومنهم من تناول التاريخ لإبراز الأحداث فاعتنى بشيء وترك أشياء، فقام مشمرا عن ساعد الجد ممتطيا صهوة عباب البحر القلمس مكتشفا للكنز النفيس مستخرجا غوالي درره مبرزا لبعض من شعره في أوضح صوره.

وقد امتاز هذا الإصدار بجزالة اللفظ وسهولة الطرح حيث تناول القصيدة بإعراب كلمات أبياتها بيتا بيتا ثم فند ما صعب من ألفاظها متناولا معانيها بأسلوب علمي رصين وطرح شائق، بدءا من شرح أبيات القصيدة إلى تناول معانيها لغة ومعنى ومن ذلك البيت الأول القصيدة:

تلك البوارق حاديهن مرنان

فما لطرفك يا ذا الشجو وسنان

تلك اسم إشارة يشار بها للبعيد، المفرد للمؤنث والجمع، والجمع المذكر، مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع، البوارق بدل كل من كل، حادي مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدّرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والهاء مضاف إليه، والنون علامة «الإناث، و«مرنان» خبر للمبتدأ الأول، فما، الفاء حرف عطف سببه، «ما» اسم استفهام مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، «لطرفك»: اللام حرف جر «طرف» مجرور باللام وعلامة جره الكسرة على أخره، والكاف ضمير المخاطب مضاف إلى طرف مبني على الفتح في محل الكسر خبر للمبتدأ، «يا» حرف نداء، «ذا»: اسم بمعنى صاحب، منادى مضاف حكمه النصب، «الشجو»: مضاف إلى ذا مجرور بالكسرة على آخره، و«وسنان»: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، «وسنان» والجملة خبر لاسم الاستفهام، والله أعلم.

ثم عرّج إلى المعاني اللغوية للغريب من ألفاظها حيث يقول: «البوارق» جمع برق، ويجمع على أبراق وبروق، والحادي سائق الإبل، والمرنان المصوّت، ويرنّ بمعنى يصوّت، والطرف اسم جامع للبصر، و«ذا» من الأسماء الستة بمعنى صاحب، و«الشجو» السوق، و«الوسنان»: النائم.

المعنى:

تلك البروق سائقها له، صوت عظيم وهو الرعد فكيف صاحب الشوق ينام طرفك عنها، وهنا استنهاض وإيقاظ. وهكذا حتى نهاية القصيدة.