oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

بناء مجتمع ريادة الأعمال

26 فبراير 2019
26 فبراير 2019

تعزز ريادة الأعمال دورها في الاقتصاد العُماني اليوم عبر مشاركة أجيال جديدة بالأفكار وسرد حكاياتهم وقصصهم الإبداعية التي تتحول إلى منتجات ملموسة للناس، وهذا الفصل ليس إلا بداية لرواية حول إمكانية أن يكون للشباب دور في صناعة الاقتصاد المأمول في المستقبل القريب.

خلال السنوات الأخيرة بذلت حكومة السلطنة جهودًا واضحة بشأن تشجيع الجيل الجديد على مواكبة العصر ولغة الإبداع والابتكار في سبيل تحقيق المزيد من المنجزات في إطار ريادة الأعمال، بنقل هذا القطاع إلى إطار أكثر حيوية وتقاطعًا مع الواقع الاقتصادي المطلوب، وذلك عبر الاهتمام والرعاية والدعم بكافة السبل الممكنة.

ولابد أن أي شاب له فكرة أو مشروع يرغب في أن يرى هذا الشيء يكلل بالنجاح وفي البدء فإنه لابد من خطوات لابد من قطعها قبل أن تصل هذه الرحلة إلى ملاذها أو المحطة المعنية، فالنجاح ليس بالسيرة السهلة ويتطلب عددًا من الخطوات المتصلة والمتتابعة بشكل منظم لأجل الوصول إلى الغاية وتحقيق الأهداف.

ومن هنا فإن رائد الأعمال الذي يرغب في بناء ذاته وتحقيق أحلامه المشروعة، لابد له أن يقطع هذا الطريق وفي الوقت نفسه يكتشف من خلال الرحلة أن التحديات يمكن أن تتحول إلى معجزات إذا ما استطاع الفرد أن يطوعها وهو يتحلى بالأمل والرغبة في الإنجاز وتجاوز العقبات التي تعترض مسيرته، حيث يكون من الأفضل النظر إلى هذه الأمور الاعتراضية بوصفها «تحديات» بدلًا من «عقبات» بوصف الأخيرة كلمة محبطة ومثبطة للهمم.

بالإضافة إلى موضوع بناء الذات يأتي النظر إلى الأفكار الإبداعية الجديدة، وهنا في هذا الإطار سواء تعلق الأمر بعملية البناء والتأهيل الذاتي أو بعملية الأفكار غير التقليدية، فينبغي أن تكون ثمة مسؤولية جماعية باتجاه الأخذ بهؤلاء الشباب نحو فضاءات مبتكرة من الرؤية التي تتيح لهم تأمل المستقبل بشكل أكثر سعة، بفتح المناظير نحو ما يمكن أن يختزنه العالم من فرص ومساحات للحركة والإضافة في كافة الأصعدة من مجالات الابتكار والإبداع التي لا حصر لها.

نحن في حاجة كبيرة إلى تأكيد ربط الإبداع وريادة الأعمال بهوية المكان والإنسان، وأن تنبع المنتجات من تلك المعاني بحيث تستفيد من مقومات البيئة المحلية وتعمل على تطويرها في ظل الارتباط بالسمات العالمية للتطوير والتحديث في عالم اليوم، بحيث تكون السلعة أو المنتج النهائي متقاطعًا مع الأفكار المعولمة، وفي الوقت نفسه مأخوذة من صميم المجتمع وحاجاته.

هذا الطريق لا يكون إلا عبر التدريب المستمر وإعادة بناء مناهج التأهيل وفتح الأفق لرؤى عصرية تتيح لجيل الشباب السبل المؤثرة والفاعلة التي تساعدهم وفي الوقت ذاته تتيح لهم أن يكونوا أحرارًا في عمليات البناء والإضافة والتطوير من خلال إبداع خالص لذهن منفتح وواع بالأدوار التي يضطلع بها.

وأخيرًا فإن أي غرس يأخذ دورته الطبيعية، ولابد من الانتظار حتى تأتي الثمرات، وأثناء ذلك تكون السقاية والحرص على كافة مقومات النجاح.