1143086
1143086
العرب والعالم

القمة العربية - الأوروبية تؤكد على أهمية التعاون لإرساء الأمن وتسوية النزاعات

25 فبراير 2019
25 فبراير 2019

السيسي يؤكد على نجاحها.. والاجتماع القادم في بروكسل 2022 -

شرم الشيخ - عمان - فاطمة بدوي - (وكالات):

أكدت القمة العربية الأوروبية في ختام أعمالها امس في شرم الشيخ بمصر على أهمية التعاون بين الجانبين لإرساء الأمن وتسوية النزاعات وتعزيز الشراكة لمواجهة التحديات مثل الهجرة غير الشرعية واللاجئين والتحريض على الكراهية والتغير المناخي.

وقد ترأس وفد السلطنة صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان.

واتفق المجتمعون، في البيان الختامي للقمة العربية الأوروبية امس، على المزيد من التعاون لإرساء الأمن وتسوية النزاعات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

وأكد المجتمعون على مواقفهم المشتركة من عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك وضع القدس وعدم شرعية المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقا للقانون الدولي.

وجددوا التزامهم بالتوصل إلى حل الدولتين وفقا لكافة قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بوصفه السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967 والذي يشمل القدس الشرقية، والتأكيد على الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) وضرورة دعمها سياسيا وماليا لتمكينها من الوفاء بولايتها الأممية.

وشددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة بالقدس بما في ذلك ما يتصل بالوصاية الهاشمية، وعبروا عن القلق إزاء الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في قطاع غزة.

وأشاروا إلى أنهم أجروا مناقشات جادة ومعمقة حول الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وشددوا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضي هذه الدول والتزامهم ودعمهم للجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسويات وحل الصرعات في هذه البلدان.

وأكدوا أن التوصل إلى تسوية سياسية للازمات الإقليمية وفقا للقانون الدولي بما فيه القانون الإنساني الدولي، يعد مفتاح تحقيق السلام والرخاء الذي تطلبه وتستحقه شعوب المنطقة.

وناقشوا أهمية صيانة المنظومة الدولية لمنع الانتشار وفقا لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وعلى أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها.

واكد المجتمعون عزمهم على مكافحة عدم التسامح الثقافي والديني والتطرف، وتجنب القوالب السلبية والوصم والتمييز المؤدي إلى التحريض على العنف ضد الأفراد بناء على دياناتهم أو معتقداتهم.

وأدانوا أي ترويج للكراهية الدينية ضد الأفراد بما يمثل تحريضا، أو عداء أو عنفا من خلال شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وشددوا على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين وإرساء شراكة قوية مبنية على الاستثمار والتنمية المستدامة، والالتزام بتطوير برنامج عمل تعاوني إيجابي في مجالات التجارة والطاقة، بما فيها أمن الطاقة والعلوم والبحث والتكنولوجيا والسياحة ومصائد الأسماك والزراعة بهدف زيادة الثروة وخفض البطالة.

وعبر المجتمعون على التشارك في الخبرات وتعميق الشراكة العربية والأوروبية، بغية تحقيق دعم السلام والاستقرار والازدهار وضمان الأمن وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، وخلق فرص مشتركة من خلال نهج تعاوني وأهمية دور المجتمع المدني في هذا الصدد.

وقال فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في كلمة له بالجلسة الختامية للقمة، «إنني على ثقة أن هذا التواصل ساهم في توضيح الرؤى والتوجهات بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي كان من الضروري أن تتم بشأنها عملية مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع بما يعطي دفعة قوية للعلاقات العربية الأوروبية ويتيح لنا بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه هذه القضايا».

مؤكدا، «أن الشعوب المحبة للسلام ستجني ثمار نجاح القمة التي تم الاتفاق فيها على تعميق الشراكة وتعزيز التعاون وسبل مواجهة التحديات المختلفة»، مشيراً إلى أن القمة المقبلة ستعقد في بروكسل عام 2022.

حدث تاريخي

من جهتها، قالت فيديريكا موجريني، مفوضية السياسة الخاجية بالاتحاد الأوروبي، إن أوروبا لديها مصالح تسعى لتحقيقها في القمة العربية الأوروبية التي اختتمت بشرم الشيخ.

وأضاف موجريني في تصريحات لها على هامش انطلاق القمة العربية الأوروبية الأولى، المصالح الأوروبية تتضمن غلق منافذ اللاجئين غير الشرعيين والتعاون في ملف الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في العمق الإستراتيجي لأوروبا.

ولفتت إلى أن الجانب العربي له أهداف أيضًا مثل مصر التي تبحث عن المزيد من الاستثمارات والدعم المالي والسياسي في حربها ضد الإرهاب، وبالتالي هناك تطلعات مشروعة لدى كل جانب.

وأكدت أن الاختلافات هي اختلافات طبيعية بين الشركاء والحلفاء بين الشركاء والحلفاء، معربة عن شكرها للقادة في مصر على استضافة هذا الحدث الذي تعتبره تاريخيًا بكل المقاييس.

فيما أكدت ليناس لنكيفيشيوس، وزيرة خارجية ليتوانيا، أن الاجتماع الوزاري للتحضير للقمة واجه بعض الاختلافات ولكن هذه القمة تاريخية بكل المقاييس، وهناك مصالح مشتركة وعلينا تحقيقها.

وشددت كارين كنايسل، وزيرة خارجية النمسا، على أهمية القمة لأن العلاقات بين أوروبا والعالم العربي مهمة كثيرًا، موضحة أن ملف الهجرة هو سؤال واحد وليس السؤال الوحيد فيها.

وأكد جوهانس هان، المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار ومفاوضات التوسع، أنه سيطلب من القمة تخصيص دعمًا ماليًا لدعم الدول التي تستقبل مجموعات كبيرة من اللاجئين على أراضيها، معقبًا: «أتصور أن مصر ستكون أكثر الدول استحقاقًا لوجود مجموعة كبيرة من اللاجئين السوريين على أراضيها، ومصر من أهم الدول التي تستحق الدعم».

وقالت لاورا كانسياس ديبريس، سفيرة فنلندا بالقاهرة، إن تلك القمة هي الأولى من نوعها بين الجانبين وتعد فرصة جيدة للحوار السياسي بينهما والتعاون من أجل دعم المصالح المشتركة ومواجهة التحديات العالمية.

اهتمام اعلامي عالمي كبير

وشهدت القمة اهتماما إعلاميا دوليا كبيرا، حيث أبرزت صحيفة «أفار إيطاليانو» الإيطالية، القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ، وقالت إن مصر تشهد قمة «تاريخية» تعتبر الأولى على مستوى رؤساء الدول والحكومات من الاتحاد الأوروبي والعالم العربي.

وقالت الصحيفة، إن هذه القمة تعتبر فرصة كبيرة لتعزيز التعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتوصل إلى حلول لعدة قضايا منها الهجرة ومكافحة الإرهاب، كما يتم مناقشة عدة قضايا منها الأمن والتجارة والتنمية في منطقة تعج بالحروب والصراعات، ولكن أيضا مع وجود انقسام في الاتحاد الأوروبي.

كما اهتمت وسائل الإعلام والصحف الألمانية بأنباء عقد أول قمة عربية أوروبية، بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة رؤساء دول وحكومات 50 دولة من الجانبين لبحث التعاون المشترك بين الدول العربية والأوروبية بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشارت إلى دلائل عقد القمة وما تتضمنه من رسائل إلى دول العالم.

فمن جانبها، بثت قناة الـ « إيه آر ديه» الألمانية لقطات من افتتاح قمه شرم الشيخ ومقتطفات من كلمه الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكدت القناة أهمية القمة التي شاركت فيها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، كما اهتمت الصحف الألمانية بالقمة، حيث كتبت صحيفه «بيلد» امس تعليقا على مشاركه ميركل واستقبال السيسي لها تحت عنوان ميركل تلتقى مع قاده العالم في شرم الشيخ، وقالت الصحيفة «إن الأوروبيين يرغبون في إرسال إشارة إلى الولايات المتحدة وروسيا والصين بأنهم ببساطة لا يغادرون الحي الجنوبي الشرقي الجار القريب لأوروبا - في إشارة إلى الدول العربية - من أجل المصالح الاقتصادية والسياسية للقوى الكبرى».

ونقلت الصحيفة عن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قوله أمس الأول قبل بدء اجتماع القمة «إن القمة نفسها هي بالفعل رسالة لبقية العالم».

أما صحيفة «برلينر مورجين بوست» فقد أبرزت افتتاح القمة، وتطرقت إلى مقتطفات من كلمه الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي دعا فيها إلى العمل سويا لمواجهه الحرب ضد الإرهاب. حيث وصف انتشار الإرهاب مثل الطاعون ولفتت الصحيفة الى قول الرئيس ان لمكافحة الإرهاب يحتاج الطرفان على وجه السرعة إلى الوقوف جنباً إلى جنب لمواجهته.

وأضافت الصحيفة «إنه في شرم الشيخ، في قمة الجامعة العربية - الاتحاد الأوروبي الأولى، يريد الاتحاد تعزيز التعاون مع الدول في المنطقة المتضررة من الأزمات».

في السياق نفسه، كتبت صحيفة «دير تاجزشبيجل» تقريرا حول القمة، تحت عنوان «الأوروبيون والعرب يناضلون من أجل تعاون أوثق»، فقالت «إن القمة تعد أول قمة أورو- عربية في المنتجع المصري تضم زعماء الاتحاد الأوروبي مثل أنجيلا ميركل، تيريزا ماي وجان كلود يونكر في أول مؤتمر يضم قمة للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، والذي يضم ما يقرب من 30 دولة أوروبية وأكثر من 20 دولة عربية، حيث تثمن أوروبا غاليا جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية في ضمان عدم سفر اللاجئين من بلادهم عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا».