1141437
1141437
المنوعات

فتحي محسن يطرب جمهور الفنان الراحل «سالم الصوري» بالسرد والغناء

24 فبراير 2019
24 فبراير 2019

ضمن سلسلة أمسيات بيت الزبير «ما لم يقله المُغنِّي»

كتبت - شذى البلوشية -

انطلقت مساء أمس الأول الليلة الثالثة من الأمسية الثقافية الغنائية التي تقيمها مؤسسة بيت الزبير خلال أيام معرض مسقط الدولي للكتاب، «ما لم يقله المغني» بجمالية اللحن والصوت بأغنية لها خلودها في البيت العماني، «ياقمر هالليل نورت حارتنا» لأحد عمالقة الفن العماني الأصيل «سالم الصوري».

حيث جذبت الألحان زوار المعرض من كل حدب وصوب، للاستماع للحن الجميل، والتثقف أكثر حول الجوانب الحياتية والفنية، والمسيرة الحافلة للفنان الراحل، حيث أدى عازف العود عبدالمنعم الفارسي الأغنية أداء وعزفا، ورافقه في الإيقاعات أحمد السيابي وتركي الهادي.

وبدأت الأمسية الغنائية التي يستضيف فيها إبراهيم المنذري في الحلقة الثالثة من السلسلة المتواصلة، الفنان والملحن العماني فتحي محسن، ليبدأ معه ومن خلاله التوغل في حياة الفنان منذ الطفولة، وتلمس جوانب النجاح الفني الذي بقي إلى الآن يطرب كل بيت عماني.

استفتح إبراهيم المنذري بمقال كتبته خولة بنت سالم الصورية خصيصا للندوة، تحدثت فيه عن الحياة الفنية لأيقونة الفنان العماني سالم الصوري.

وبدأ الفنان فتحي محسن الأمسية بالحديث عن البيئة التي خرج منها الفنان العماني بمهاراته المتفردة ومقدرته الفنية العالية وصوته الشجي، فمدينة صور كانت مهد الفنان، ومنها اختار لقبه «الصوري» ليرافق اسمه الفني الذي بقي خالدا في كل بيت عماني، وقال فتحي في بداية حديثه: «سالم الصوري خرج من بيئة فنية كانت حافلة بالفنون، حيث تعد صور مرسى تجاريا بحريا من خلاله يمكن التواصل مع الآخر، وبالتالي اكتساب ثقافة منفتحة مع الدول الأخرى من خلال البيئة البحرية».

وحول التأثير التجاري على المسيرة الفنية لسالم الصوري قال فتحي محسن: «منذ طفولة الفنان الراحل سالم الصوري - نقلا عن عائلته- كان معلم القرآن يتباهى به أمام الآخرين وهو طفل في السادسة من عمره، يتباهى بقدرته على الحفظ، بالإضافة إلى قوة صوته وجماله، وحين أتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره كان يأخذه بعض الأقارب للتنافس في بعض المنافسات الغنائية في فن الرزحة، وفن الميدان، بالإضافة إلى مشاركة أخيه الأكبر خميس في ذلك».

وحكى فتحي محسن قصة الشغف بالعود، الذي بدأ في سن مبكرة من حياة الصوري، وكان قد عرف العود من خلال الفنان حمد حليس العماني الذي سبقه في هذا المجال الواسع، وحاول الصوري التعلم منه من خلال متابعته والاستماع إليه، ولكن ذلك لم يكن كافيا بالنسبة للصوري، بل بدأ بصنع آلة تشبه العود وبدأ يؤدي من خلالها بعض الألحان التي يسمعها من حمد حليس، وحين سمع الأخير أداء الصوري أعجب بموهبته وقدراته وصوته الذي يمتلك قوة عميقة، فبدأ يعلم الصوري الأساسيات المتعلقة بالعزف عن طريق آلة العود.

واصل الصوري تعلمه العزف والغناء، لاسيما حين بدأ رحلات الإبحار وتعرفه على فنانين آخرين خلال تلك الرحلات وتعلم منه ألوان الغناء، وبعد مرحلة معينة، وهي المرحلة المفصلية في حياة سالم الصوري، غنى الصوري في أحد أندية الغناء التي تجتمع فيها مختلف قامات الغناء من مختلف الدول لتبادل الأغاني وغيرها، وطلب من الصوري الغناء هناك كفنان عماني عرف بصوته القوي والمميز، وفعلا أدى أغنيته الأولى في المسرح وهي أغنية عبداللطيف الكويتي الذي كان الصوري متأثرا به بشدة، فقدم أغنية «بأبي الشموس» وهي من كلمات المتنبي، والألحان التراثية، وبعد الأداء المميز للفنان في المسرح بدأ العمل على تغيير مساره في الظهور والغناء، وبحث عن العود الذي يتناسب مع مقدرته الغنائية. استحضر فتحي محسن جوانب مختلفة من حياة الفنان الراحل سالم الصوري، وتوغل في عمق حكايات بارزة، وفتح المجال للحوار والنقاش مع الحاضرين من المهتمين بالفن العماني الأصيل، ورافق الفعالية العزف والغناء والطرب الجميل.