1140633
1140633
العرب والعالم

مجلس الأمن يطالب بانسحاب فوري للمقاتلين من موانئ اليمن

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

الأمم المتحدة تدين مقتل مدنيين في الحديدة وحجّة -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد

دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف المتحاربة في اليمن الى التطبيق الفوري لاتفاق ينص على سحب قواتها من ثلاثة موانئ رئيسية ومخزن رئيسي للحبوب.

وفي إعلان صدر بالإجماع مساء أمس الأول رحب أعضاء المجلس الـ 15 بالاتفاق الأخير الذي رعته الأمم المتحدة مؤخرا بين «أنصار الله» والتحالف .

ودعا المجلس الى «التطبيق الفوري» للمرحلة الاولى من هذا الاتفاق والتي تشمل سحب الأطراف المختلفة لمقاتليها من موانئ الصليف ورأس عيسى ومن ثم مدينة الحديدة.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث قد ذكر أن أول انسحاب للقوات من مدينة الحديدة يمكن أن يبدأ الثلاثاء أو الأربعاء الماضيين، إلا أن أي تحرك لم يحدث على الارض.

والخميس الماضي عقد الأمين العام للمنظمة أنطونيو جوتيريش لقاءً مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في نيويورك تناولا فيه الأزمة اليمنية.

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في السويد في 17 من فبراير، على المقاتلين الانسحاب خارج الموانئ وبعيدا عن المناطق التي تعد حيوية لجهود المساعدات الانسانية في اليمن.

وتقع الموانئ في مناطق سيطرة «أنصار الله» غرب اليمن. وينص الاتفاق ايضا على حرية الدخول الى صوامع الغلال في مطاحن البحر الأحمر التي تقع تحت سيطرة القوات الحكومية .

ومنذ سبتمبر الماضي لم يسمح للأمم المتحدة بالدخول الى الصوامع، وتشير تقديرات الى أن المخزون هناك يكفي لإطعام 3,7 مليون شخص على مدى شهر.

وأعربت الدول الأعضاء في مجلس الأمن ايضا عن «قلقها من التقارير المتلاحقة عن انتهاكات وقف إطلاق النار».

ودعت «الأطراف الى انتهاز هذه الفرصة للتقدم نحو السلام المستدام عبر ضبط النفس وخفض التوترات واحترام التزامها باتفاق ستوكهولم والمضي الى الأمام عبر تنفيذه السريع».

في السياق، شدّد جريفيث على أهمية البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار في الحديدة فوراً.

وذكر في مقابلة مع برنامج «الشارع الدبلوماسي» على قناة «العربية» نشر مكتبه مقتطفات منها أمس ، أن «الطرفين اجتمعا لمدة يومين مع الجنرال مايكل لوليسجارد، واتفقا على إعادة الانتشار تلك، ونحن في انتظار أن تبدأ هذه العملية، وأنا واثق في أن ذلك سيبدأ قريباً جداً».

وأعرب المبعوث الخاص عن ثقته في أن الطرفين يبديان الإرادة السياسية اللازمة لترجمة الاتفاقات إلى خطوات ملموسة على الأرض، مشيراً الى أن هناك شواهد على زيادة النشاط المدني في الحديدة، مقارنةً بالوضع قبل التوصّل إلى وقف إطلاق النار هناك.

وفيما يخصّ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، أوضح جريفيث أن هناك مقترحا يتم بحثه حالياً لإطلاق سراح دفعة أولى من الأسرى قريباً، مشدّداً على أن الطرفين ومكتب المبعوث الخاص واللجنة الدولية للصليب الأحمر ملتزمون بالعمل من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين، طبقاً لمبدأ «الكل مقابل الكل».

وذكر جريفيث أنه يواصل العمل من أجل عقد الجولة المقبلة من المشاورات في المستقبل القريب، موضّحاً أنه «حين نرى تقدّم ملموس في الحديدة بما يدلّل على أن التعهدات التي تبرم في المشاورات يتم تنفيذها، ينبغي أن نتحرّك سريعاً ودون تردّد لعقد الجولة المقبلة من المشاورات، والتي ينبغي أن تتم في أسرع وقت ممكن من الناحية العملية».

على صعيد متصل ، أدانت الأمم المتحدة أمس مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 10 آخرين بعد سقوط قذيفة مدفعية على سوق (الأزيب) في عزلة المتينة غرب مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة «غرب اليمن» في 19 فبراير، ومقتل امرأة واحدة، وإصابة ثلاثة أطفال جرّاء قصف منزل في اليوم التالي في (الطاوية بمديرية كشر بمحافظة حجّة شمال غرب اليمن).

وقالت منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي في بيان صحفي: «نقدّم تعازينا الحارة لجميع الأسر التي نالها الضرر جرّاء هذا الحادث المأساوي».

وأضافت «هذه هجمات يأباها الضمير. إذ يواجه البلد أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم، ومع كل ذلك تستمر أعمال القتل. يجب على أطراف النزاع بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين».

وأكد شركاء الأمم المتحدة أنه في الفترة ما بين 1 يناير و14 فبراير، أدى القتال في كافة أنحاء اليمن إلى سقوط 271 ضحية من المدنيين، منهم 96 شخصا لقوا حتفهم.

وتشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 80% من إجمالي عدد السكان، أي نحو 24.1 مليون شخص، إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة والموت جوعاً، ويعاني سبعة ملايين شخص من سوء التغذية.

وأطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في 18 فبراير خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019، وتحاول الحصول على تمويل لها بمبلغ 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات الإنسانية لـ 19 مليون شخص، بما فيهم 12 مليون شخص سيتلقّون مساعدات غذائية طارئة شهرياً.

وقالت الأمم المتحدة إن نداء الاستغاثة الإنسانية الموحّد هذا والذي تم إطلاقه لليمن هو الأكبر عالمياً على الإطلاق.

وستعقد الأمم المتحدة وحكومتا السويد وسويسرا في 26 فبراير اللقاء رفيع المستوى الثالث لتعهدات المانحين حول الأزمة الإنسانية في اليمن، والذي يهدف إلى حشد الدعم للاستجابة الإنسانية في اليمن

من جهة أخرى أعلنت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة مقتل قائد «لواء الكواسر» العميد صالح بلعيد المرقشي وعدد من مرافقيه خلال المعارك الدائرة ضد مسلّحي «أنصار الله» في جبهة الرزامات بمديرية الصفراء في محافظة صعدة «شمال اليمن».