صحافة

تراجع شعبية الأحزاب التقليدية الأوروبية

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

اهتمت الصحف النمساوية هذا الأسبوع بثلاثة موضوعات، الأول تناول قرار الحكومة النمساوية بإضافة نصف يوم عطلة على مجموع العطل الرسمية في البلاد، والموضوع الثاني يتعلق بالقرار الحكومي القاضي بتغيير كل ملامح وتصاميم البيت الذي ولد فيه أدولف هتلر. وبما أن الانتخابات الأوروبية، باتت على الأبواب، فقد اعتبرت يومية «دي برس» النمساوية الأحزاب الأوروبية التقليدية الكبرى في وضع انتخابي لا تُحسد عليه. فالأحزاب اليمينية واليسارية المتطرفة على السواء بدأت تبرز في استطلاعات الرأي وكأنَّها ستكون الفائز الأبرز بعد هذه الانتخابات. إن عصر السيطرة الحزبية الثنائية على البرلمان الأوروبي سيزول من دون أي شك. فمنذ نشوء البرلمان الأوروبي ومنذ أن صار الأوروبيون ينتخبون مباشرة نوابهم الأوروبيين، سيطر على البرلمان الأوروبي حزبان: حزب الشعب، اليميني المعتدل، والحزب الديمقراطي الاشتراكي، اليساري المعتدل. ومنذ بداية الثمانينات يتقاسم هذان الحزبان السلطة التشريعية الأوروبية والمناصب الإدارية البرلمانية والتمويل المخصص لأكبر المجموعات البرلمانية الأوروبية. أمَّا رئاسة البرلمان الأوروبي التي تمتد لخمس سنوات فقد تقاسمها هذان الحزبان.

نائب من مجموعة حزب الشعب، يرأس البرلمان الأوروبي لمدة سنتين ونصف، ونائب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي يرأس البرلمان أيضا لمدة سنتين ونصف. وهكذا بعد كل انتخابات. أمَّا هذه المرة، فالأحوال ستتغيَّر كون أكبر حزبين أوروبيين لن يعودا بالزخم ذاته ولا القوة ذاتها ولا بالأعداد ذاتها، إلى مقاعد البرلمان الأوروبي، وقد سيطرا عليه لسنوات طويلة، فكل المعادلات ستتغير اعتبارا من السادس والعشرين من شهر مايو المقبل. حزبان لن يحصلا على الأغلبية المطلقة بعد اليوم. وعلى أصدقاء أوروبا وعلى داعمي النشاط البرلماني الديمقراطي الأوروبي أن يهللوا لهذا التغيير الآتي الذي سينهي الازدواجية أو الثنائية البرلمانية الأوروبية المطلقة. هذا ليس تغييرًا سياسيًا بل تطورا سيزيد من شرعية البرلمان الأوروبي، وسيزيل الانتقادات المتكررة، التي لم يكن لها ما يبررها في أغلب الأوقات.