1140102
1140102
الرياضية

200 فارس استعرضوا مهاراتهم في ملتقى أصايل الخيل والإبل والتراث بإبراء

23 فبراير 2019
23 فبراير 2019

اختتمت بقرية الثابتي بولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية وعلى مدى يومين متواصلين ملتقى أصايل الخيل والإبل والتراث بولاية إبراء وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد فهر بن فاتك بن فهر آل سعيد بحضور سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي إبراء وعدد من أصحاب السعادة الولاة وأعضاء مجلس الشورى ومشايخ وأعيان الولاية والمسؤولين الحكوميين ومحبي رياضتي الفروسية والهجن، حيث شهد مركاض الثابتي بمشاركة أكثر من 200 رأس من الخيل والهجن بالإضافة إلى فرق الفنون الشعبية، كما صاحب الملتقى إقامة أمسية شعرية بمشاركة مجموعة من شعراء السلطنة وتأتي إقامة هذا الملتقى بالتعاون مع مكتب والي إبراء ودائرة الشؤون الرياضية بشمال الشرقية ونادي زاد الراكب للفروسية (قيد الإشهار) بولاية إبراء، ويهدف الملتقى إلى إثراء الجانب التراثي من خلال المحافظة على مجموعة من المورثات المهمة التي يمتلكها المجتمع من بينها سباقات العرضة للخيل والإبل وكذلك الفنون الشعبية، وحث الشباب على التمسك بها ونقلها من جيل لآخر، ويأتي هذا الملتقى بدعم من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال والشركة العمانية الهندية للسماد ومصفاة الدقم.

بدأ الحفل باستقبال راعي الحفل بمرافقة كوكبة من الفرسان والفارسات المشاركين حاملين أعلام السلطنة وذلك من دوار قرية الثابتي وصولًا إلى منصة راعي المناسبة مرورًا بالميدان المخصص للاستعراض، ثم تم الترحيب براعي الحفل والضيوف والاستئذان بانطلاقة الملتقى من خلال مجموعة من الفرسان، وقد أعطى راعي المناسبة إشارة بدء الاحتفال لتنطلق بعدها الفقرات المتنوعة للحفل، حيث أدت الخيل والهجن التحية لراعي المناسبة والحضور، بعدها دخل المشاركون في استعراض جميل يعكس مدى أصالة التراث العماني المجيد في لوحة زاهية تتزين بتمسك العماني بإرثه الخالد من خلال الفرق المشاركة للفنون الشعبية ومن ثم الخيل وبعدها الهجن.

الشعر على صهوات الجياد

ثم قدمت القصائد الشعرية على صهوات الجياد، حيث قدم الشاعر سليمان بن خميس البلوشي والمعروف بولد خمسات قصيدة شعرية معبرة عن هذه المناسبة وهو على ظهر جياده نالت استحسان جميع الحضور، ثم قدم فرسان السلطنة فن تحوريب الخيل مرددين عبارات الفخر والاعتزاز برياضتهم التليدة مفاخرين بتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم المجيدة صادحين بأبياتهم الشعرية والتي تنتهي بتكبيرة، حيث يعتبر فن التحوريب جزءًا لا يتجزأ من رياضات الخيل التقليدية وعرضة الخيل؛ لأنها تعكس استعراض وتسخين للخيل قبل انطلاق ركضة العرضة، حيث شكل الفرسان حلقة بيضاوية على الميدان وهو يروسون بخيلهم.

عرضة الهجن

ثم بدأت عرضة الهجن لعدد من الإبل المشاركة من خلال استعراض ثنائي جميل وراقٍ في خط متوازٍ، حيث قدم بعض الهجانة استعراضات راقية من خلال الوقوف على ظهر جمالهم وهي ترتدي كامل زينتها التقليدية المعروفة لدى عشاقها والمهتمين بها. بعدها بدأت الإثارة والتشويق لركض عرضة الخيل، وهو فن أساسي في هذه الرياضة.

ويحرص جميع الفرسان على المشاركة فيها لما لها من أهمية ومكانة خاصة لدى الفرسان المشاركين، كونه يمثل قمة المهارة التي يمتلكها الفارس وينطلق من خلالها فارسان في سباق ثنائي بسرعة فائقة، حيث يلتقيان في نقطة معينة بعد الانطلاق، ويضع كل واحد منهما يده على امتداد كتفي الآخر خلف منطقة العنق، ويمسكه جيدًا بينما يقوم بمسك زمام فرسه باليد الأخرى، وهم يظهرون بعض الحركات والمهارات الاستعراضية التي لا تكاد تخلو من المغامرة والمخاطرة كالوقوف على ظهر الخيل، وهي تعدو..

حيث يعتبر ركض عرضة الخيل من الفنون التقليدية التي يمارسها الفرسان في شتى المناسبات والأعياد المختلفة نظرًا لاشتهار السلطنة بها..

حيث أظهر الفرسان المشاركون مهارات إبداعية نالت اندهاش وإعجاب الحضور من خلال الوقوف على ظهر الخيل بكل إتقان وحرفية حتى أن بعض الفرسان العمانيين كانوا يقفون على ظهر الخيل برجل واحدة، وبعضهم يقف على خيلين بسرعة فائقة مما عزز بثقتهم وقدراتهم لتقديم أفضل الاستعراضات وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قدرات الفارس العماني وإمكانياته الكبيرة في التعامل مع الخيل وفنون الفروسية المختلفة.

مشاركة الفارسات

الفارسة العمانية كانت موجودة ومشاركة في هذا الحدث جنبًا على جنب مع شقيقها الفارس في لوحة جمالية أضافت جمالًا ورونقًا للملتقى، حيث تزينت الفارسة العمانية بزيها التقليدي الجميل، وشاركت في الاستعراضات التي أقيمت بكل حرفية وإتقان وفخر وقدمت استعراضًا رائعًا عكس مدى برعاتها في مهارات الفروسية.

ولأن رياضة التقاط الأوتاد من الرياضات التي تعتبر أساسًا رياضةً تقليديةً في عالم الفروسية قبل أن تصبح رياضة عالمية فقد استعراض رسان رياضات التقليدية بخيولهم فن مهارة التقاط الأوتاد للفرق والتتابع والفردي في مشهد جميل يعكس تمكن الفارس العماني من مهارة التقاط الوتد، ثم لوحة جميلة جمعت وجهي العملة الواحدة الفروسية والهجن في مكان واحد من خلال ترويض الفران لخيولهم وترويض الهجانة لإبلهم في مشهد مهيب يدل على مهارة العماني في التعامل مع هذين المخلوقين العجيبين، حيث تمكنوا من ترويضها بصورة رائعة فمن خلال بعض الأوامر تقوم الخيل والهجن بأداء التحية والجلوس والنوم وغيرها من الحركات الأخرى التي أبهرت بشكل غير مسبوق جميع الحضور.

التكريم

بعدها قام راعي المناسبة بتكريم المشاركين والمتعاونين في إنجاح الحدث، كما قدم سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي إبراء والشيخ ياسر بن حمود الكندي المشرف العام على الملتقى هدية تذكارية معبرة لراعي الحفل، ثم تم التقاط صورة جماعية مع راعي الحفل. كما أقيمت أمسية شعرية تركز على الشعر النبطي، وهو الشعبي الذي يتحدث عن الخيل والهجن والتراث من خلال فن الميدان والونة والعازي وبعض القصائد الأخرى المعبرة، وشارك في هذه الأمسية مجموعة من الشعراء المعروفين على مستوى الشرقية بصفة خاصة والسلطنة بصفة عامة على أمل أن يكون لها الحضور الكبير من قبل المهتمين بمثل هذه الأمسيات التراثية.

نجاح الحدث

قال سعادة الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري والي إبراء: بداية نتوجه لكل من ساهم في الإعداد والتنظيم لهذا الملتقى ونبارك لأنفسنا وللجميع هذا النجاح الجميل لهذه الاحتفالية الكبيرة والتي تعكس مدى الاهتمام بالتراث العماني الخالد وحقيقة ليس من السهل اجتماع كل هذا العدد الكبير من الخيل والهجن في مكان واحد ولكن بفضل التعاون والجهود المخلصة لأبناء الولاية عمومًا وقرية الثابتي خصوصًا هو من ساهم في النجاح وإظهار الفعالية بالمستوى المشرّف، ونحن سعداء حقيقة بما تم تقديمه من فقرات جميلة ورائعة، وما الحضور الكبير الذي تواجد من مختلف ولايات السلطنة إلا دليل على نجاح هذا الحدث ورغبة من الجميع في مشاهدة والاستمتاع بالتراث العماني والذي أصبح اليوم تراث عالمي بعد تسجيله في قائمة التراث غير المادي للإنسانية بمنظمة اليونيسكو، شاكرين ومقدرين لجميع من شارك وساهم وحضر ونعد الجميع بالوقوف مع أبناء الولاية بما يخدمها ويخدم الصالح العام.

حرص وحفاظ

أشار الشيخ ياسر بن حمود الكندي المشرف العام على ملتقى الخيل والإبل والتراث قائلًا: كلمات الشكر والثناء تعجز عن الوفاء بحق كل من لبى دعوة المشاركة لهذا الملتقى، فالحقيقة هم أصحاب الفضل في مشاركتهم لنا وهم القوام الأساس في نجاح هذا الملتقى، كما أن إخواني أعضاء اللجان كانت جهودهم موحدة مع جهود المؤسسات الحكومية وفي مقدمتها مكتب سعادة الشيخ والي إبراء وباقي المؤسسات الحكومية وأيضا القطاع الخاص الذي ساهم في نجاح الحدث فللجميع الشكر والثناء، كما أن هذا الملتقى يأتي من باب الحرص على التجميع في مكان واحد حفاظا على تراث الآباء والأجداد وتشجيع للأبناء والتعريف بهذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة ونتمنى أن يكون هناك اهتمام أكبر ليس فقط على المستوى الحكومي بل وكذلك على المستوى الفردي في إقامة مثل هذه الملتقيات والمهرجانات وبشكل متواصل.

ثمار التعاون

أعرب ناصر بن سعيد اليزيدي رئيس نادي زاد الراكب للفروسية (قيد الإشهار) عن ارتياحه التام بما شهده الملتقى من نجاح وقال: نحمد الله تعالى على النجاح والتوفيق في هذا الملتقى والذي يأتي استكمالا للجهود المبذولة من أبناء الولاية عموما وقرية الثابتي على وجه الخصوص فهو ثمار لهذا التعاون المستمر ونشكر الملاك والفرسان الذين شاركونا في هذه الفعالية وتعاونهم كان له الفضل في نجاحها، وما تلبيتهم لدعوتنا إلا تقدير منهم وحب صادق لهذه الرياضة العريقة متمنين للجميع التوفيق والسداد.

حب ورغبة

وأوضح خالد بن نصيب القريني المشرف على لجنة الهجن: مما لا شك فيه أن مشاركتنا في هذا الملتقى تأتي من أجل إظهار مهارات وفنون الهجن المختلفة وهي عكست رغب ملاك الهجن في التواجد والمشاركة حبا ورغبة منهم في التعريف بفنهم ولله الحمد كانت مشاركة طيبة وناجحة وبشهادة الجميع حيث نتوجه بالشكر الجزيل لكل من شارك معنا، كما نشكر القائمين على الملتقى على تعاونهم وحسن استقبالهم ونتمنى استمرار مثل هذه الملتقيات.