1138621
1138621
العرب والعالم

بوتين: سنستهدف أمريكا إذا نشرت صواريخ في أوروبا

20 فبراير 2019
20 فبراير 2019

مؤكدا أن روسيا لا تسعى للمواجهة -

موسكو - (رويترز - ا ف ب): قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن بلاده سترد على نشر أي أسلحة نووية قصيرة أو متوسطة المدى من جانب واشنطن في أوروبا ليس فقط باستهداف الدول التي تُنشر فيها هذه الصواريخ بل وباستهداف الولايات المتحدة نفسها.

وفي أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن سباق تسلح جديد محتمل، قال بوتين إن روسيا لا تسعى للمواجهة ولن تبادر بنشر الصواريخ ردا على قرار واشنطن هذا الشهر الانسحاب من معاهدة تاريخية للحد من التسلح تعود لفترة الحرب الباردة.

لكنه قال إن رد فعل موسكو على أي نشر للصواريخ سيكون حازما، مضيفا أنه يتعين على صناع السياسة الأمريكيين حساب المخاطر قبل أي خطوة.

وأضاف بوتين متحدثا أمام النخبة السياسية بروسيا التي ردت بتصفيق قوي «من حقهم أن يفكروا كما يشاؤون. لكن هل يمكنهم الحساب؟ أنا متأكد من أنهم يستطيعون. دعوهم يحسبون سرعة ومدى أنظمة الصواريخ التي نطورها».

وتابع قائلا «ستضطر روسيا لصنع ونشر أنواع من الأسلحة التي يمكن استخدامها ليس فقط مع تلك المناطق التي ينشأ منها التهديد المباشر لنا، وإنما مع المناطق التي توجد فيها مراكز اتخاذ القرار أيضا».

وقالت الولايات المتحدة هذا الشهر إنها ستعلق التزاماتها بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى الموقعة في عام 1987 وتبدأ عملية الخروج منها، متهمة روسيا بانتهاك المعاهدة. وسيتيح ذلك لواشنطن حرية تطوير صواريخ جديدة.

وتحظر المعاهدة على الطرفين نشر صواريخ تطلق من البر قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا، ويثير انقضاؤها احتمال بدء سباق تسلح جديد بين واشنطن وموسكو، التي تنفي خرق المعاهدة.

لكن بوتين لم يعلن نشر صواريخ جديدة، وقال إن تمويل الأنظمة الجديدة يجب أن يكون من الأموال الموجودة فعلا بالموازنة وأعلن أن موسكو لن تنشر صواريخ برية جديدة في أوروبا أو أي مكان آخر إلا إذا فعلت واشنطن ذلك أولا.

وأمس، أوضح أنه مستعد على مضض للتصعيد إذا فعلت واشنطن ذلك، وأن روسيا تواصل بجد تطوير أسلحة وأنظمة صاروخية لضمان الاستعداد الجيد لمثل هذا الاحتمال.

وقال إن أي تحرك أمريكي لوضع صواريخ جديدة في أوروبا لن يترك لموسكو خيارا سوى الرد لأنه سيقلل بشدة الوقت الذي تحتاجه الصواريخ الأمريكية لبلوغ روسيا، مما سيشكل تهديدا مباشرا.

وأضاف أن روسيا ترغب في علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لكنها مستعدة بردها الدفاعي إذا اقتضت الضرورة، وقال «نعرف كيف نفعل هذا وسننفذ هذه الخطط على الفور، بمجرد تحول التهديدات المقابلة إلى واقع».

من جهة ثانية، شدد بوتين في خطابه، على تحسين مستوى المعيشة للشعب الروسي

وقال بوتين «الفقر يسحق الناس.. 19 مليون شخص يعيشون اليوم تحت خط الفقر. هذا كثير»، مضيفا «يجب عدم الانتظار بل تحسين الوضع اعتباراً من الآن... بدءاً من هذا العام يجب أن يشعر (الروس) بتحسّن».

وتحدث بشكل مطوّل عن وضع العائلات التي قدّمها على أنها «العمود المعنوي» لروسيا التي تعاني من الخروج من أزمة ديموغرافية غرقت فيها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وقد بدأ مجدداً عدد السكان الروس مؤخراً بالتراجع.

وتابع «عدد أطفال أكبر، ضرائب أقلّ»، واعداً خصوصاً بتقديم مساعدات للعائلات عند إنجاب الطفل الثالث وأيضاً للمتقاعدين الأكثر حاجة.

ورغم الانتعاش الاقتصادي، لا تزال قدرة السكان الشرائية التي هي في الأصل متدنية، تميل إلى الانخفاض. لذلك أثار إعلان إصلاح سنّ التقاعد ورفع الضريبة على القيمة المضافة من 18% إلى 20%، غضب الروس. ولدعم النشاط الاقتصادي، كشفت الحكومة في مطلع فبراير عن خطتها البالغة قيمتها 385 مليار دولار مع مشاريع بنى تحتية كبيرة، إلا أن النمو الاقتصادي يُتوقع أن يتباطأ هذا العام.

وحدّد بوتين كهدف رفع إجمالي الناتج المحلي أكثر من 3% عام 2021، مقابل 2,3% عام 2018 .

وبعد بضعة أيام على توقيف المؤسس الأمريكي لشركة الاستثمارات «بارينغ فوستوك» الذي أثار صدمة في عالم الأعمال، دعا بوتين قوات الأمن إلى احترام «حرية الاستثمار»، وقال «يجب ألا تشعر الشركات النزيهة بأنها دائماً مهددة، وألا تواجه بشكل مستمرّ عقوبات جنائية أو إدارية».