العرب والعالم

خروج 30 شاحنة تقل مدنيين ومقاتلين من آخر معقل لـ«داعش» في سوريا

20 فبراير 2019
20 فبراير 2019

واشنطن تؤكد وجود مباحثات مع تركيا لإقامة «منطقة آمنة» -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات:-

أفاد الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية ( قسد) مصطفى بالي بخروج 30 شاحنة تحمل نساء وأطفال ومدنيين وبعض مقاتلي (داعش) من منطقة الباغوز آخر معقل للتنظيم بشمال شرق سوريا. وقال بالي من المقرر أن تتوجه شاحنات الأطفال والنساء إلى مخيم (الهول) جنوب شرق الحسكة، مشيرا إلى توجه الشاحنات التي تحمل الرجال إلى مراكز تحقيق بمدينة الحسكة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية. ورفض بالي تحديد عدد الذين خرجوا ، في حين قدرت مصادر عسكرية أخرى عددهم بحوالي 2500 شخص.

وقالت المصادر إن هناك عددا من المدنيين لا يزالون متواجدين في منطقة الباغوز يقدر عددهم بحوالي 2000 شخص بناء على معطيات من بعض الخارجين.

ورغم نفي ( قسد) وجود أي مفاوضات مع التنظيم، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن «مفاوضات جرت» بين الطرفين «من أجل استسلام» من تبقى من المتطرفين المحاصرين. وأضاف «هناك معلومات عن صفقة لا نعلم تفاصيلها حتى الآن».

واعتقلت ( قسد) خلال المعارك التي خاضتها ضد التنظيم المتطرف، المئات من المقاتلين الأجانب من جنسيات عدة. وتمكن مراسلو ومصورو فرانس برس خلال الأسابيع الماضية من التحدث إلى نساء من جنسيات عدة، بينهن فرنسيات وألمانيات وروسيات، بعد فرارهن من العمليات العسكرية ضد التنظيم.

ويشكل وجود مقاتلين أجانب وأفراد من عائلاتهم في شمال سوريا معضلة حقيقية بالنسبة للدول الغربية التي يتردد معظمها في استعادتهم ومحاكمتهم على أراضيها، رغم مطالبة الأكراد وحليفتهم واشنطن بذلك.

وطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الدول الأوروبية استعادة 800 مقاتل معتقلين في سوريا، لكن عدداً من المسؤولين الأوروبيين تعاطى بفتور مع هذه الدعوة. وأعلنت واشنطن أنها بصدد دراسة حالات مواطنيها في سوريا.

وفي سياق متصل، قالت وكالة (سبوتينك) الروسية نقلا عن مصدر طبي تركي إن زعيم «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقا) ابو محمد الجولاني تم نقله إلى مستشفى حكومي في ولاية (هاتاي) بعد إصابته بالتفجير المزدوج في ادلب الاثنين الماضي.

وقال المصدر للوكالة إن «شخصا تم نقله إلى المستشفى كان مصابا بشظايا في رأسه أدت إلى إصابته بارتجاج في الدماغ وقد خضع لعملية جراحية في رأسه»، متابعا أن «الشخص المصاب هو أبو محمد الجولاني».

وأشار المصدر إلى أن «الجولاني وضع في وحدة العناية المركزة وحالته خطيرة حيث دخل في غيبوبة».

وهز انفجاران عنيفان مدينة إدلب بفارق دقائق قليلة، يوم الاثنين الماضي الأول ناجم عن عبوة ناسفة موضوعة بسيارة، والثاني عبارة عن سيارة مفخخة في حي القصور قرب مقر للهيئة حيث اسفر التفجيران عن مصرع 24 شخصا على الأقل.

وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن حدوث الانفجار تزامن مع تواجد موكب أمني يعتقد أنه تابع للجولاني لحظة مروره في منطقة القصور.

سياسيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية صارت في مراحلها الأخيرة، مشيدا بمؤتمر سوتشي للتسوية السورية ومقرراته.

وقال لافروف، خلال مؤتمر بمناسبة السنوية الأولى لرحيل المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين: «استنادا لمقررات مؤتمر سوتشي تم الآن توفير كل الظروف اللازمة لبدء العملية السياسية، وتشكيل اللجنة الدستورية بمشاركة كل القوى السياسية السورية، صار في مراحله النهائية».

وفي وقت سابق، أكدت الخارجية الروسية أن تشكيلة اللجنة الدستورية السورية متفق عليها عمليا، إلا أن الأمم المتحدة أصرت على استبدال بعض الأسماء في حصة المجتمع المدني في قوام اللجنة.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك مباحثات تجري بشكل « فعال» مع تركيا من أجل إقامة «منطقة آمنة» في سوريا، فيما أشارت إلى التزام الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا دون وجود جدول زمني لذلك.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن متحدث الوزارة الأمريكية، روبرت بالادينو، إن «الولايات المتحدة ليس لديها جدول زمني لانسحاب قواتها المخطط له من سوريا»، مضيفا «ليس لدينا جداول زمنية لمناقشتها في الوقت الراهن، غير أن الانسحاب سوف يكون مدروسا ومنسقا». واشار بلادينو إلى أن «الانسحاب العسكري تغيير تكتيكي، لكن لا يوجد هناك تغيير في هدفنا محاربة تنظيم داعش».

وأشار بلادينو إلى «وجود اتصالات فعّالة مع تركيا بخصوص الشأن السوري، وجزء من هذه الاتصالات خاص بتحقيق الانسحاب الآمن لقواتنا من هناك، وتحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا».

وتابع بلادينو أنهم» يحملون على محمل الجد المخاوف الأمنية المشروعة لدى أنقرة»، مضيفًا «نحن نضع هذه المخاوف في الحسبان، كما أننا نجري تنسيقًا مشتركًا فيما بيننا، لكن لا يمكنني الحديث عن تفاصيل ملموسة في هذا الشأن».

وفي السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن صيغة «المنطقة الآمنة» هي أنسب حل عملي لعودة اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن تركيا لن تستطيع بمفردها أن تتحمل موجة هجرة جديدة.

ونقلت الأناضول عن اردوغان قوله إن «إبقاء اللاجئين داخل حدودنا لا يمكن اعتباره الطريقة المثلى لحل مشكلة الهجرة التي مصدرها سوريا»، مضيفا أن «صيغة المنطقة الآمنة التي طرحها في الأعوام الأولى للأزمة هي أنسب حل عملي لعودة اللاجئين السوريين». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال الشهر الماضي إنه بحث إنشاء «منطقة آمنة» بعرض 20 ميلا (32 كم) في شمال سوريا، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصفه بالإيجابي.

وتابع اردوغان أن «نجاعة هذه الصيغة، منوطة بتولي تركيا الإشراف على المنطقة الآمنة، وتقديم بقية الدول دعما ماديا ولوجستيا»، مؤكدا أنه «سيتم تطبيق مشروع المنطقة الآمنة قريبا جدا، حيث أتمت تركيا استعداداتها على امتداد حدودها، ووضعت خططها واستراتيجياتها».