1135692
1135692
العرب والعالم

أمريكا: الانسحاب من سوريا ليس مفاجئا.. وروسيا تدعو إلى حوار مع الأكراد وباريس تحذر من التضحية بهم

17 فبراير 2019
17 فبراير 2019

الأسد: الحوار ضروري ويجب التركيز على الأشياء المشتركة الجامعة -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا امس: إن الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب مُباغت وسريع من سوريا وإنها ستتشاور عن كثب مع الحلفاء بشأن المسألة.

وأضاف جيمس جيفري أمام مؤتمر ميونيخ للأمن «نقول (للحلفاء) باستمرار إن هذا لن يكون انسحابا مباغتا وسريعا وإنما خطوة بخطوة».

وفيما يتعلق بالمحادثات الرامية إلى إقامة منطقة آمنة على الحدود التركية السورية، بدا أن هناك خلافا بين جيفري ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار بشأن مصير الفصائل التي يقودها الأكراد وتعمل مع التحالف المدعوم من الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «داعش».

من جانب آخر اعتبر مسؤول روسي كبير امس أن على الاكراد السوريين التحاور مع دمشق، في وقت تزداد المخاوف على مصير هؤلاء الذين تهددهم تركيا مع اقتراب موعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فرشينين في مؤتمر الأمن في ميونيخ «اذا لم يعد ثمة قوات اجنبية في شمال شرق سوريا، أعتقد أن الحل الأفضل هو البدء بحوار بين الأكراد ودمشق».

وأضاف: الأكراد هم جزء من الشعب السوري. بالتأكيد، نعلم المشكلات بين دمشق والأكراد، لكنني اعتقد أن ثمة حلا عبر الحوار».

وتعتزم واشنطن سحب جنودها الألفين من سوريا في الاسابيع المقبلة، وطلبت من حلفائها تشكيل «قوة مراقبين» في شمال شرق سوريا لضمان أمن الأكراد الذين يقاتلون تنظيم «داعش» بإسناد من التحالف الدولي. لكن شركاء الولايات المتحدة داخل التحالف رفضوا هذا الاقتراح الجمعة في ميونيخ، وفي مقدمهم فرنسا والمانيا.

وكرر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أمس في ميونيخ أن «أمن حدودنا هو مصدر قلقنا الرئيسي، قبل الانسحاب الأمريكي وبعده»، مجددا التأكيد أن «وحدات حماية الشعب الكردية مجموعة ارهابية».

من جهته، علق الموفد الأمريكي الخاص الى سوريا جيمس جيفري «نريد تبديد قلق حليفنا التركي، لكننا نرغب أيضا في تجنب إساءة معاملة قوات سوريا الديموقراطية التي خضنا المعركة الى جانبها» بعد الانسحاب الأمريكي.

ووعد بأن يتم الانسحاب على مراحل على أن تحتفظ واشنطن بـ«قدرات» في المنطقة.

من جانبها حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أمس من جعل الاكراد السوريين الذين يوشكون الانتصار مع حلفائهم على تنظيم «داعش» «ضحايا» جددا للنزاع السوري. وكتبت بارلي في مقال نشرته صحيفة لو باريزيان أن «إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا خلط الأوراق في المنطقة. لا أحد يعلم حتى الآن الى ماذا سيفضي». وأضافت «من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل (عناصر) قوات سوريا الديمقراطية ضحايا»، في إشارة الى التحالف الكردي العربي الذي يقاتل تنظيم «داعش» بإسناد جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وبات الجهاديون محاصرين في بقعة لا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع في قرية الباغوز السورية قرب الحدود العراقية.

ولكن بعد حسم هذه المعركة والانسحاب الأمريكي الفعلي، سيصبح الأكراد مهددين في شكل مباشر بتدخل عسكري تركي في شمال شرق سوريا.

وتابعت بارلي أن «شركاءنا على الأرض، قوات سوريا الديمقراطية، أعطوا الكثير. إننا ندين لهم بالكثير».

وطلبت وزارة الدفاع الأمريكية من حلفائها تشكيل «قوة مراقبين» في شمال شرق سوريا لضمان أمن الأكراد، لكن هذا الطلب لم يلق تجاوبا خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة. وقال مصدر حكومي فرنسي لفرانس برس إن أعضاء التحالف يرفضون هذا الأمر مبديا أسفه لـ«سياسة الأمر الواقع» التي تنتهجها واشنطن.

واعتبر المصدر أن «الحل البديل هو اتفاق بين النظام السوري والأكراد. لكن هذا لن يتم بالضرورة، فدمشق تريد استعادة سيادتها. من هنا أهمية الروس في اللعبة».

كذلك، حذرت بارلي في مقالها من أي تقارب مع دمشق علما بان الرئيس بشار الاسد استعاد السيطرة على قسم كبير من الأراضي السورية بدعم روسي وإيراني. وقالت «علمتنا التجربة أن الحكومة السورية تعتمد سياسة مزدوجة». وأكد الرئيس بشار الأسد أن إجراء الانتخابات المحلية في موعدها يثبت قوة الشعب والدولة. وقال الرئيس الأسد في كلمة له خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات امس إن صدور القانون 107 كان خطوة مهمة في زيادة فعالية الإدارات المحلية.. وإن إجراء انتخابات المجالس المحلية يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها.

وقال الرئيس الأسد: بعد تحسن الوضع الميداني نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة، مشيرا إلى أن الوحدات المحلية أصبحت الآن أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الاعتماد على السلطة المركزية، ومؤكدا أن إطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي سيتكامل مع المشاريع الاستراتيجية للدولة وهذا بحد ذاته استثمار للموارد المالية والبشرية.

وقال الرئيس الأسد: إن سياسة بعض الدول تجاه سوريا اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لإضعاف سلطة الدولة، مضيفا: إن مخطط التقسيم ليس جديداً ولا يتوقف عند حدود الدولة السورية بل يشمل المنطقة ككل.

وقال الرئيس الأسد: إن مخطط الهيمنة على العالم الذي تقوده أمريكا لم يتغير.. وحقيقة مقاومة شعبنا ازدادت رسوخا، مؤكدا أن الوطن ليس سلعة وهو مقدس وله مالكون حقيقيون وليس لصوصاً.

وقال الرئيس الأسد: بعد كل تلك السنوات لم يتعلم العملاء أن لا شيء يعطي الإنسان قيمته إلا انتماؤه الحقيقي. مضيفا: إن السبيل الوحيد للتراجع عن الضلال هو الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح للدولة. وقال الرئيس الأسد: بفضل قواتنا المسلحة ودعم القوات الرديفة والحلفاء والأصدقاء والأشقاء تمكنا من دحر الإرهاب، ولم تكن ممكنة حماية الوطن لولا الإرادة الشعبية الواحدة عبر مختلف أطياف وشرائح المجتمع السوري. وأوضح الرئيس الأسد أن الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب لأن هذه العودة هي السبيل الوحيد لإنهاء معاناتهم، لافتا إلى أن الدول المعنية بملف اللاجئين هي التي تعرقل عودتهم.. والدعامة الأساسية للمخطط المرسوم لسوريا هي موضوع اللاجئين الذي بدئ بالتحضير له قبل بداية الأزمة. وقال الرئيس الأسد: لن نسمح لرعاة الإرهاب بتحويل اللاجئين السوريين إلى ورقة سياسية لتحقيق مصالحهم.. وندعو كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه للمساهمة في عملية إعادة الإعمار فالوطن لكل أبنائه.

وقال الرئيس الأسد: وعينا الوطني أفشل المخطط المسموم لأعدائنا الذي لم ينته بعد.. البعض منا ما زال يقع في أفخاخ التقسيم التي ينصبها لنا أعداؤنا.

وأضاف الرئيس الأسد إن الحوار ضروري لكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً وأخرى تخلق انقساماً ويجب التركيز على الأشياء المشتركة الجامعة.

وأضاف الرئيس الأسد: علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت.. ونقول هذا الكلام للمواطن والمسؤول.

وقال الرئيس الأسد: أمامنا أربع حروب.. الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الأنترنت والرابعة حرب الفاسدين.