humdah
humdah
أعمدة

ما رأيك في أدائي

17 فبراير 2019
17 فبراير 2019

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

من أكثر ما يؤلمني شخصيا غياب ثقافة تقبل النقد البناء في مجتمعنا على جميع الأصعدة لكن ما يهمني هنا هو موضوع المقابلات الشخصية على وجه الخصوص، وهو أمر سبق لي الكتابة فيه كثيرا، أحيانا بعد كل مقابلة شخصية أتمنى لو يكون متاحًا الجلوس مع كل مرشح للوظيفة وتنبيهه للأخطاء التي وقع فيها، وهي في كثير من الأحيان بسيطة جدا ويمكن له تجنبها، خاصة في حال شغل الوظيفة من داخل المؤسسة ذاتها لأن الهدف يجب أن يكون هو تطوير وتنمية قدرات الموظف من خلال توجيهه لنقاط القوة في شخصيته ليعمل على استغلالها بشكل جيد والتركيز عليها، وكذلك نقاط الضعف حتى يتسنى له الانتباه لها والعمل على تجب إبرازها في المقابلة، ثم وضع خطة للتخلص منها، إلا أن ما يحدث أن كثيرا من الشباب يدخلون في سلسلة من المقابلات الشخصية يكررون فيها الأخطاء ذاتها، ثم يبحث عن عذر وفي كثير من الأحيان يكون العذر في إلقاء اللوم على الجهة، أو لجنة المقابلات، ويستبعد كلية أن يكون هو المسؤول عنه، وهكذا يظل في دوامة لا تنتهي من المحاولات وإلقاء اللوم واختلاق الأعذار.

لكن لو تسنى عمل مقابلة لاحقة بعد كل عملية اختيار، ستكون رحلة البحث عن وظيفة أقصر بالتأكيد، إلا أن أغلب المسؤولين يحجمون عن هذا الإجراء خوفا من جر مؤسساتهم إلى المحاكم في ظل سياسة التشكيك التي ينتهجها البعض للأسف، والتي تكون نتيجتها ضياع كثير من الفرص على المواطن والمؤسسة على حد سواء.

وأتمنى أكثر أن نصل إلى مرحلة نحن من نبادر ونطلب التغذية المرتدة، حتى نستفيد منها في تغيير المسار، عملا بمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رحم الله امرأ أهدى لي عيوبي) لأننا فقط بمعرفة عيوبنا نستطيع أن نتخلص منها، ولأننا فقط عندما نعلم نقاط قوتنا يمكننا استثمارها الاستثمار الأمثل.