1129414
1129414
عمان اليوم

«اللبان العماني طلاء» و«نواة التمر زيت» و«شاحنة للرصف الآلي» أهـم الاخـتراعـات الـفـائزة بـجـائـزة الابـتـكـارات بـالـكـويـت

16 فبراير 2019
16 فبراير 2019

صنعت أغلبها من مواد تفرزها البيئة العمانية -

كتبت-خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

أثبت أربعة مبتكرين من الشباب العماني جدارتهم في منافسة حصلوا فيها على ميداليات ذهبية بالمعرض الدولي للابتكارات بالشرق الأوسط والذي نظمه النادي العلمي بدولة الكويت، قدموا فيه اختراعات دخلت في أغلبها مواد من البيئة العمانية يستفاد منها في الصناعة وذات قيمة اقتصادية تعود بالنفع على البيئة العمانية نفسها.

حيث قام المخترع سالم بن عبدالله الكعبي الذي حصل على الميدالية الذهبية والمركز الثاني لاختراع طلاء الورنيش مصنع من اللبان، بالتعريف بمنتجه، وقال: ابتكاري عبارة عن آلة منظومية تصنع طلاء صديقا للبيئة بضغطة زر واحدة، والمنتج عبارة عن طلاء ورنيش يستخدمه الفنانون التشكيليون ويصنع من اللبان العماني، وقد جاءت فكرة المنتج من خلال 20 تجربة فاشلة بالبيت، والتي أعطتني النور لإمكانية استخدام اللبان العماني لإنتاج منتج صناعي شاركت فيه على مستوى السلطنة في مسابقة الجدران المتساقطة الذي نظمه مجلس البحث العلمي وحصلت فيه على المركز الأول، كما شاركت فيه بمسابقة للابتكارات في ألمانيا في التصفيات حول العالم نلت فيه المركز السادس، وبعدها شاركت في برنامج نجوم العلوم الذي يعد أضخم برنامج على مستوى الوطن العربي وحصلت على المركز الرابع، وآخرها حصولي على الميدالية الذهبية والمركز الثاني في معرض الاختراعات بالشرق الأوسط الذي نظمه النادي العلمي بالكويت.

وقال الكعبي إن المرحلة الأولى من العمل على المشروع كانت تحويل اللبان العماني إلى سائل لاستخدامه كمنتج طلاء بالمواصفات التي يتفوق فيها اللبان على المنتجات الكيميائية الموجودة بالسوق، وذكر أن من مميزاته التخلص من المواد السامة، والتخلص من المواد البترولية بنسبة 100% ، وهو متعدد الاستخدامات وغير قابل للاشتعال مقاوم لدرجة الحرارة ومقاوم للماء، وحسب البحوث والتقارير التي أُجريت في المختبر تفوّق اللبان العماني على المنتجات الموجودة بالسوق بنسبة 10% من الكيماويات المباعة بالسوق حاليا، وهو أيضا حل للفنانين والمرممين للأعمال الفنية كبديل للمواد الكيماوية، كما تطرق الكعبي إلى مجموعة من الصعوبات التي واجهها خلال إنجاز المشروع، أهمها عدم وجود مكان مخصص للتجارب في المراحل الأولى من العمل، وقلة الدعم، حيث أنه لم يحصل على أي دعم من أي مؤسسة حكومية أو خاصة للوصول بمنتجه إلى نطاق أوسع، وقال إن المشروع الذي عمل عليه استطاع أن ينقل اللبان من عالم التجميل والعطور إلى عالم الصناعة، ولم تكن هناك بحوث أو دراسات تثبت إمكانية استخدام اللبان العماني كمنتج صناعي وإنتاج منتجات صناعية منه، مما يفتح بابا جديدا في عالم اللبان العماني، وفيما يخص الآلة التي صنعها لإنتاج الورنيش قال: كمهندس وضعت جميع المقاييس والمعايير بمكينة واحدة صديقة للبيئة خالية من أي انبعاثات سامة وضارة للمستخدم بحيث تنتج 150 مل من طلاء الورنيش الصديق للبيئة خلال ساعة واحدة.

أمّا تسنيم بنت محمد الداودية وسلمى بنت سالم السديرية، فقد حصلتا على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف والمركز الثالث كأفضل المشاريع على مستوى الخليج العربي لمشروع وقود مستخرج من نواة التمر والزيوت المهدرة، وقالت الداودية إن فكرة المشروع هي إنتاج الزيت الطيني المستخرج من نواة التمر والزيت المهدر من المطابخ، يعالج المشروع كيفية استغلال مخلفات البيئة، وإنه بناء على دراسات فالسلطنة تنتج سنويا أكثر من نصف مليون طن من نواة التمر ليتم التخلص منها كنفايات ومخلفات، فكيفية تحويل هذه المادة من مخلفات بيئية إلى مادة ذات قيمة اقتصادية تدخل اليوم بشكل مباشر في إنتاج النفط، وهو ما يسمى بالزيت الطيني، وقالت إن كل شركات النفط والغاز تستخدم نوعين من سوائل الحفر أثناء عمليات الحفر للآبار النفطية، أحدهما الماء، وهو ما يسمى بالماء الطيني والزيت وهو ما يعرف بالزيت الطيني، وبشكل عام يستخدم الماء بسبب تكلفته المنخفضة، إلا أنه أثناء عملية الحفر يسبب مشاكل كثيرة بسبب خواص الماء وقدرته على التفاعل مع التربة لذلك في الآبار العميقة جدا يستحيل أن يستخدم الماء لذلك يلجؤون لاستخدام الزيت الطيني، ويفضل استخدامه منذ بداية الحفر بدل الماء، ولكن الزيت المستخدم يتم استيراده من الخارج فتكلفته عالية جدا لذلك لا يمكن أن يغطي كميات كبيرة ومن هنا جاءت فكرة الابتكار، بإنتاج منتج بكميات يكافئ في جودته الزيت المستورد من الخارج لكن بتكلفة أقل وصديق للبيئة كونه يتم تصنيعه من مواد وخامات بيئية، وللتأكد من جودة المنتج قالت إنه تم فحص العينات من قبل شركة محمد البرواني لخدمات النفط والغاز وأثبتت النتائج أنه بالفعل هذا المنتج يكافئ في جودته المنتج المستورد ويفوقه كفاءة، لأن الزيت المستخدم حاليا يستطيع أن يتحمل درجة حرارة تصل إلى 500 فهرنهايت، بينما المنتج الجديد يستطيع أن يتحمل درجة حرارة تصل إلى 900 فهرنهايت، وبعد حصول المنتج على نتائج مبشرة عرضت المبتكرتان المنتج على شركة تنمية نفط عمان وهي الآن بصدد إنشاء أول اتفاقية لإعداد أول عينة تجريبية للمنتج بكمية تفوق 40 طنا على أمل أن ينجح المشروع ويحصد نتائج طيبة.

وابتكرت الزهراء بنت محمد الحسينية التي حازت على الميدالية الذهبية، «شاحنة الرصف الآلي»، حيث ذكرت أن مشاركتها جاءت بناء على اختيارها من قبل مكتب براءات الاختراع في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، وأن المشاركة على مدى أربعة أيام انطلقت بزيارات للمختصين وحلقات عمل ولقاءات مع المحكّمين في معرض تم فيه تقسيم المشاركين لعدة مجالات منها مجالات الطاقة والإلكترونيات والكهرباء والزراعة والطب والنقل، وقالت إن المشروع عبارة عن شاحنة تستخدم للرصف الآلي للشقوق والحفر التي تتكون في الشوارع عن طريق حساسات آلية تقوم بتحديد أماكن الحفر وإنزال كميات من مواد الأسفلت اللازمة لمعالجة الحفرة، وبعد إنزال الكمية يتم الضغط على مكان الإصلاح وتجفيفه ثم تتحرك الشاحنة بعد إنهاء عملها فيما لا يتجاوز الخمس دقائق، واختتمت حديثها بقولها إن حصولها على الميدالية الذهبية شرف لجميع العمانيين في هذا المحفل العالمي الذي حضره كثير من المخترعين والخبراء.