1133221
1133221
العرب والعالم

روسيا وتركيا وإيران تعتبر الانسحاب الأمريكي من سوريا «خطوة إيجابية»

14 فبراير 2019
14 فبراير 2019

قمة ثلاثية في سوتشي تبحث تقدّم التسوية -

دمشق - - بسام جميدة - وكالات: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إثر قمة جمعت إيران وتركيا وروسيا أن الدول الثلاث تعتبر أن سحب ألفي جندي أمريكي من سوريا بناء على قرار الرئيس دونالد ترامب يشكل «خطوة إيجابية».

وقال بوتين في مؤتمر صحفي إثر القمة الثلاثية التي عقدت في سوتشي (جنوب روسيا) إن «وجهة نظرنا المشتركة مفادها أن إنجاز هذه المرحلة سيكون نقطة ايجابية تساعد في استقرار الوضع».

من جانبه انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأمم المتحدة أمس لعدم اتخاذها إجراءات «ملموسة» في سوريا لاستعادة السلام والأمن.

وقال روحاني «القمة في سوتشي كانت مفيدة وبناءة جدا بالنسبة لاستعادة السلام والأمن في سوريا والمنطقة والعالم يجب أن يتخذ السوريون، بما في ذلك الأكراد، القرار بشأن مستقبل سوريا... التي تحتاج إلى سلام طويل الأمد».

وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد اجتماع مع نظيريه الروسي والتركي في جنوب روسيا، أكد روحاني أهمية الحفاظ على أمن تركيا.

وقال الرئيس الإيراني لنظيريه الروسي والتركي أمس إنه يدعم مسعى لتطهير منطقة إدلب بسوريا من مقاتلين كانوا ينتمون من قبل لجبهة النصرة، وأضاف أنه سيكون من الخطأ تركهم يخرجون من مأزقهم لمجرد أنهم غيروا اسمهم.

وتقول موسكو إن متشددين إسلاميين كانوا ينتمون من قبل لجبهة النصرة يسيطرون حاليا على معظم أنحاء إدلب، وتريد تحركا عسكريا لطردهم من هناك. وأبلغ روحاني بوتين وأردوغان بأنه يعتقد أن الوقت حان لتكثيف الجهود لإصلاح الوضع في إدلب.

وقالت روسيا لتركيا أمس إنها لا تملك الحق في إنشاء «منطقة آمنة» داخل سوريا ما لم تطلب موافقة من الرئيس بشار الأسد وتحصل عليها مما ينذر بتوترات مع بدء قمة ثلاثية بشأن الصراع السوري.

وللبلدان الثلاثة قوات في سوريا حيث تنسق جهودها رغم اختلاف الأولويات وتضارب المصالح بينها أحيانا.

لكن انسحابا مرتقبا للقوات الأمريكية من سوريا، أعلنه الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر الماضي، يهدد بتوترات جديدة لا سيما بين موسكو وأنقرة.

وتريد تركيا إنشاء ما تطلق عليها منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، الذي تسيطر القوات الأمريكية على بعض أجزائه في الوقت الراهن، كما تريد إخلاء المنطقة القريبة من حدودها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة.

لكن قبيل بدء قمة سوتشي بشأن سوريا قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن أنقرة تحتاج إلى ضوء أخضر من الأسد لإنشاء أي منطقة آمنة داخل الحدود السورية.

وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا ردا على سؤال بشأن خطة المنطقة الآمنة التركية «مسألة وجود قوة عسكرية تعمل بتعليمات من بلد ثالث على أرض دولة ذات سيادة لا سيما سوريا يجب أن تحسمها دمشق مباشرة. هذا هو موقفنا الأساسي».

وأوضح الكرملين أيضا أن صبره على تركيا بشأن اتفاق مشترك لفرض منطقة منزوعة السلاح في شمال غرب إدلب بدأ ينفد.

وقبل بدء القمة أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين «سيتم التركيز على تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية-دبلوماسية».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القمة بين الرؤساء الثلاثة ستكرس لتشكيل لجنة مكلفة بوضع دستور سوري جديد من أجل تحقيق الانتقال السياسي.

وهذه رابع قمة بين روسيا وإيران وتركيا. وتأتي فيما أطلقت القوات الكردية والعربية المشكّلة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) السبت بدعم التحالف الذي تقوده واشنطن، عمليتها «النهائية» ضدّ آخر جيب للمتطرفين في محافظة دير الزور شرق سوريا.

بعد نمو سريع لقوتهم وإعلانهم «الخلافة» في أراضٍ شاسعة في سوريا والعراق، هزم المتطرفون الذين سيطروا في وقتٍ من الأوقات على مدنٍ كبيرة، لكنهم باتوا الآن محاصرين ضمن مساحة تبلغ عدة كيلومترات مربعة.

وعقدت آخر قمة بين الرؤساء الثلاثة في سبتمبر من العام الماضي. وحينها، ظهرت الخلافات بوضوح بين الدول الثلاث حول مصير محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وفي ما يتعلق بوضع مناطق شمال سوريا بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب، ستركز قمة سوتشي حسب الخارجية الروسية على بحث إجراءات كفيلة بمنع انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وفراغ القوة بعد خروج الأمريكيين، وضمان السيطرة السلسة على الوضع «مع تأمين مصالح كافة الدول والأطراف المعنية».

ورحبت موسكو بنشر قوات للجيش السوري في بعض مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة المقاتلين الأكراد، كما بدأت بتسيير دوريات لشرطتها العسكرية هناك، داعية إلى بسط سلطة الحكومة السورية على المناطق التي سينسحب منها الأمريكان.

كما أعربت موسكو عن «تفهمها» لوجود مصالح أمنية تركية في الشمال السوري تتعلق بمكافحة الإرهاب، مشددة على ضرورة أن تحترم أنقرة وحدة الأراضي السورية وألا تكون لها أي أطماع إقليمية هناك.

من جانب آخر أكدت وزارة الخارجية الروسية أن ما كشفه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ريام دالاتي حول فبركة مشاهد الهجوم الكيماوي المزعوم في مستشفى دوما في الغوطة الشرقية في ابريل الماضي يثبت تزوير التحالف الغربي للوقائع المتعلقة بتلك الحادثة.

وكان دالاتي أكد في تغريدات له أمس الأول أن تحقيقات أجراها واستغرقت أشهرا حول المشاهد التى قيل إنها صورت في مستشفى مدينة دوما بالغوطة الشرقية يوم الهجوم الكيميائي المزعوم في السابع من نيسان أثبتت أنها «مجرد مسرحية» في تأكيد جديد على حقيقة الحملات التضليلية الدولية التي تتعرض لها سوريا.ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها أمس تعليقا على تلك التغريدات «إن تصريحات مراسل بي بي سي الذي أكد استنادا إلى تحقيقاته فبركة المشاهد التي التقطت بمشاركة (الخوذ البيضاء) هي تتويج لهذه المسرحية الهزلية ولذا نفضل سماع موقف واضح من (بي بي سي) كونها غطت تلك الأحداث بنشاط».

وقالت زاخاروفا إنه «نتيجة تزوير التحالف الغربي الذي تقوده أمريكا للوقائع حول هجوم دوما المزعوم تم شن عدوان جوي على سوريا على إثر ذلك ونحن كشفنا هذا التزوير(مشيرة إلى أن الغرب اختبأ وراء روايات شهود العيان المزعومين ومبينة في ذات الوقت أن أولئك الذين شاركوا في الدعاية لتعزير صحة مزاعم التحالف لم يعودوا قادرين على إخفاء ذلك وهو ما يعني أن الأقنعة التي حاولوا التستر وراءها أزيلت).

وفي سياق المعارك الجارية شرق سوريا، أكد المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين لوكالة فرانس برس أن مئات المتطرفين من تنظيم داعش باتوا حاليا محاصرين في مساحة تبلغ حوالي كيلومتر واحد مربع في شرق سوريا.وأشار المتحدث مساء الأربعاء إلى أن التنظيم لجأ إلى نساء لتنفيذ عمليات انتحارية. وأضاف «هناك اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة».