صحافة

الحياة الجديدة: الاصطفاف الوطني هو رأس حربتنا

14 فبراير 2019
14 فبراير 2019

في زاوية مقالات كتب يحيى رباح مقالا بعنوان: الاصطفاف الوطني هو رأس حربتنا، جاء فيه:

منذ قيام إسرائيل في عام 1948 لم يعمل أي من حكوماتها السابقة بهذا القدر من الانكشاف العدواني الفاجر، كما تعمل الحكومة الإسرائيلية الآن برئاسة بنيامين نتانياهو الذي نجح في جر الشعب الإسرائيلي إلى معركته الشخصية، وكأنه يقول لكل الشعب الإسرائيلي وكل الأحزاب الإسرائيلية من الليكود إلى ميرتس وما بينهما بما فيها الحزب الجديد الذي أنشاه بني غايتس تحت عنوان وحضانة إسرائيل، إما أنا أو الطوفان.

إسرائيل نتانياهو تعتنق الخوف الذي زرعه نتانياهو في كل الأطياف اليمين الديني واليمين العلماني وأحزاب اليمين الوسط واليسار الوسط التي يوشك ممثلها التاريخي حزب العمل على الانقراض والاختفاء النهائي؛ لأن نتانياهو يهرب من مصير السقوط، ولا أحد يعرف حجم قضايا الفساد كما يعرفها نتانياهو، فهو لا يثق بإمكانية السقوط الآمن، إذا سقط، فهو البقرة التي ستكثر السكاكين المسنونة لذبحها، هذا هو خوف نتانياهو الذي يهرب منه بجنون، هذا الخوف يورط فيه نتانياهو كل المجتمع الإسرائيلي، لماذا لا يتحرك القضاء الإسرائيلي؟ لأنه متورط من المحكمة العليا حتى المستشار القانوني لنتانياهو، لماذا لا نرى مبادرات جادة حزبية؟ لأن نتانياهو طبعهم بخوفه وفساده وعنصريته، فجعلهم خائفين مثله، بل لماذا هذا التحالف الشاذ إلى هذا الحد من ترامب الرئيس الأمريكي؟ لأن ترامب يعاني من نفسه الخوف، وهذا ما يفسر سلوك الرجلين، ترامب أعلن عن خطوات شاذة ضد الشعب الفلسطيني، وتحدث هو ورجال إدارته الذين لم يطردوا بعد، صفقة ولدت ميتة، من رجل لا يملك الحد الأدنى من الاتزان، ملخصها أنه يحاول إنقاذ نتانياهو لكن نتانياهو لا يعتبره مصدر أمان؛ ولذلك فإنه تعامل ويتعامل مع ترامب بمعادلة غير معقولة «تسليم البضاعة كاملة دون أن يدفع قرشا واحدا من الثمن» هل رأيتم أكثر من ذلك بلاء؟؟؟ وتحت غطاء ترامب واستعصاء مشاكله الداخلية فإن نتانياهو يفتح ورشة إرهاب عنصري ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ابتداء من الإعدامات الميدانية والقتلى بمعدلات مكثفة، إلى هدم البيوت وسرقة الأموال تحت ذريعة خصم مخصصات الشهداء والأسرى، إلى إقرار قوانين في الكونجرس الذي تحول من برلمان إلى بورصة إرهاب عنصري وإلى اندماج كامل مع المستوطنين ومستوطناتهم غير الشرعية، معاقبة الشعب تحت ذريعة أبنائه وقتل عائلات هؤلاء الأبناء، وتهشيم القضاء الإسرائيلي، والدوس عليه ابتداء من المحكمة العليا إلى مستشاري نتانياهو القانونيين، جميعهم أصفار، هذا عدا ما افتضح قبل أيام أن كثيرا من قضاة إسرائيل لم يجلسوا على المنصة إلا بعد أن دفعوا الثمن، وهو ثمن من أخطر أنواع السقوط.

نحن فلسطينيا نواجه بكل ما نملك من قوة، والمواجهة هي أعمق خياراتنا وثوابتنا، وأبرز شيء في المواجهة ليس الشعارات الكلامية التي يهرب إليها كثيرون، البحث عن خيارات وبدائل غير تلك التي اعتاد عليها عدونا وتطوير قدرتنا وجاهزيتنا، وتصليب اصطفافنا الوطني، وفي النهاية من يرغب أن يكون خارج هذا الاصطفاف معناه أنه ارتضى أن يكون حليفا للعدو بمنزلة وضيعة، والدعوة موجهة إلى الجميع بالانضمام إلى هذا الاصطفاف الذي هو رأس حربتنا ضد عدونا في معاركنا القادمة.