عمان اليوم

ترسيخ قاعدة معرفية بمفاهيم القيادة التنموية المستدامة في إنجاح الابتكار بالمؤسسات الحكومية والخاصة

12 فبراير 2019
12 فبراير 2019

تأهيل 42 موظفا من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة -

كتبت- مُزنة بنت خميس الفهدية -

أكد برنامج «القيادة الإبداعية والابتكار المؤسسي في الإدارة الحكومية» الذي ينفذه معهد الإدارة العامة بالتعاون مع المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت على أهمية توسيع القاعدة المعرفية لدى المشاركين بالمفاهيم العامة ذات الصلة بالقيادة التنموية المستدامة وأهميتهما في إنجاح الابتكار في المؤسسات الحكومية والخاصة على حدٍ سواء، وكذلك في التعرف على كيفية إدارة الدور الإبداعي للقيادات في التفويض والتمكين واتخاذ القرارات وحل المشكلات، بمشاركة 42 موظفا وموظفة من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، ومن المقرر أن تختتم يوم غد بفندق ليفاتيو مسقط.

وأكد الدكتور محمد عمر باطويح خبير أول في الجهاز الفني بالمعهد العربي للتخطيط بالكويت أن البرنامج يهدف بشكل عام إلى تأصيل وتعزيز مهارات المشاركين وتمكينهم لأفضل ممارسات القيادة التنموية المستدامة وانعكاساتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتركيز على سبل إكساب المهارات القيادية ودور القيادة في التميز المؤسسي واقتصاد المعرفة ومتطلباتها، وأثر ذلك على البعد الإنمائي، وتمكين القيادات بالمهارات اللازمة لقيادة العمل التنموي في مؤسساتهم. مشيرا في حديثه إلى محاور البرنامج التي تنسجم مع تطلعات وثيقة الرؤية الأولية لسلطنة عُمان وتركز على بناء مجتمع المعرفة والابتكار المؤسسي، الأمر الذي تتطلع إليه السلطنة للوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، وبالتأكيد كل ذلك يتطلب بناء قيادات وطنية تنموية تستطيع مواجهة التحديات وتلبي احتياجات التنمية بأهدافها وأبعادها المتعددة.

تجارب وخبرات

وقال: «أسعى من خلال تقديمي لهذا البرنامج التدريبي إلى تعريف المشاركين على كل من تجارب الدول المتقدمة عالميا وعربيا والناجحة بالابتكار المؤسسي في الإدارات الحكومية، واستعراض أقوى البرامج التدريبية الإثرائية العالمية بتنمية التفكير الإبداعي والابتكاري وتحقيق الابتكار في المؤسسات الحكومية ورفع كفاءتهم على المستوى الشخصي والمؤسسي. وأشاد بمستوى السلطنة والاقتصاد العماني ، ومؤكدا انه قفز قفزة نوعية خلال الفترة الماضية وارتقى في مؤشرات الابتكار والتنمية البشرية ومؤشرات التنافسية، معربا عن أمله في الاستمرار بالتعاون مع السلطنة لتقديم العديد من البرامج التي تنهض بمؤشرات الابتكار، مثمنا التزام وتجاوب وتفاعل المشاركين التي تثلج الصدر، والمستقبل يبشر بخير في السلطنة بوجود شعب متطلع ومبادر.

إيجاد مبادرات

والتقت «$» مجموعة من المشاركين للتعرف عن كثب حول البرنامج التدريبي واستفادة المشاركين منه حيث عبّر خالد بن عبد الله السلامي من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عن سعادته بمشاركته في البرنامج التدريبي القيادة الإبداعية والابتكار المؤسسي في الإدارة الحكومية والذي يستمر لمدة خمسة أيام، مؤكدا توجه السلطنة نحو إيجاد قيادات إبداعية لتحقيق أهداف رؤية عمان 2040.

وقال: «نحتاج إلى تكثيف الكثير من هذه البرامج لتعزيز القيادة الإبداعية لدى الشباب وإيجاد مبادرات للتغلب على التحديات وتحقيق الأهداف التنموية الشاملة للسلطنة.».

من جانبها تحدثت منى بنت حمد الرواحية مديرة دائرة تنمية الموارد البشرية بوزارة التراث والثقافة» معربة عن أملها في أن يسهم البرنامج التدريبي في مخرجات طيبة في جوانب القيادة خاصة وأننا مقبلون على حكومة إلكترونية معرفية، بالإضافة إلى أهمية تعريف الموظفين بإدارة الأعمال بطريقة حديثة،» وأكدت أن القيادة هي عصب الاقتصاد وأهم أسباب ازدهاره، وهي المحور الأساسي لنجاح العمل الجماعي وتطوير الأداء.

متطلب أساسي

وأكد صالح بنت خليفة الشعيلي مدير عام مساعد بوزارة التربية والتعليم أن البرنامج التدريبي هو متطلب أساسي لتطوير القيادات المتوسطة والعليا، حيث إن محتويات البرنامج تم ربطها بصورة مباشرة برؤية عمان 2040 وبالتالي تمكين الموظفين المشاركة بفاعلية ورسم برامج تنفيذية.

وأشار إلى طريقة وأسلوب البرنامج التدريبي الذي اعتمد على أسلوب المناقشة والحوار والاستفادة كانت كبيرة جدا، بالإضافة إلى المادة العلمية التي صممت من واقع خبرات سابقة ومعطيات ذات خبرة وواقعية والاستفادة من خبرات وتجارب الدول في المنطقة العربية أو على المستوى الدولي.

حلقة وصل

وقال محمد بن سالم المشرفي أحد المشاركين من محافظة مسقط: «إن السلطنة مقبلة على رؤية 2040 ونحتاج لقيادات شابة واعية ملمة بأهداف التنمية التي تسعى إليها البلاد، ونتمنى من القائمين والمسؤولين تكثيف مثل هذه النوعية من البرامج،» مثمنا جهود الدكتور محمد باطويح الذي تمكّن من توصيل المعلومة بكل سهولة ويسر.

وأضاف المشرفي « تأتي أهمية القيادة في أنها حلقة الوصل بين العاملين، وبين خطط المؤسسة، وتصوراتها المستقبلية، وتنمية وتدريب ورعاية الأفراد باعتبارهم اهم مورد للمؤسسة، والقيادة الفعالة هي عملية ابتكار الرؤية البعيدة ووضع الاستراتيجية وتحقيق التعاون واستنهاض الهمم للعمل.»

مبادرات ابتكارية

أما الدكتورة زهرة راشد الرواحية مديرة دائرة بناء القدرات الابتكارية بمجلس البحث العلمي فأوضحت أن المجلس يقوم ببناء القدرات المؤسسية وتمكينها من مهارات الإبداع المختلفة بحيث تنطبق على مبادرات تقوم بتحسين الأداء ف مؤشر الابتكار العالمي، وهذا النوع من الدورات مهمة في تمكين القياديين والأخذ بزمام المبادرات الابتكارية في مؤسساتهم المختلفة، وتعزيز مستوى السلطنة في التنافسية العالمية خاصة فيما يخص مؤشر الابتكار العالمي.

وأضافت الرواحية «هناك قواعد لتعزيز وتنمية الابتكار ونشره على قطاع واسع حيث يجب أن توضح الأهداف المرجوة للابتكار قبل نشره، وتوجد طرق متنوعة لتوسيع وسن تشريعات جديدة أو عمل شراكات استراتيجية أو تحقيق مزيد من النمو بالجهة، لكل من هذه الطرق مواطن ضعف وقوة يجب أخذها بالاعتبار، بالإضافة إلى المرونة والاستعداد للتأقلم مع أي تطورات أو معلومات جديدة تدعم مسار الابتكار، كما أن فهم المواقف المختلفة اتجاه الابتكار يساعد على تسويقها بشكل أفضل ونقل الممارسة على نطاق أوسع.»

تطوير الأداء

من جهته قال سالم بن حمد الحسني مدير دائرة الموارد البشرية بمحافظة مسقط «جاءت مشاركتي في البرنامج التدريبي للتعلم حول القيادة والابتكار والاطلاع على مختلف التجارب من مختلف الجهات والمؤسسات وكيفية بلورتها لمشاريع ومبادرات تخدم المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى المساهمة في تطوير الأداء المؤسسي في الجهات الحكومية، والحمد لله استفدت كثيرا بوجود مدرب متخصص ومتمكن ساهم في نقل أكبر قدر من المعارف والمعلومات والخبرات القيمة.»

وأوضح الحسني أن من خلال البرنامج التدريبي تعرفّنا على دور الحكومات لشجيع الابتكار في الدول العربية المتمثل في إيجاد المناخ المناسب للإبداع، وتوعية المؤسسات الصناعية، والتنسيق بين المؤسسات المعنية، وتوعية المستثمرين بأهمية الابتكارات، بالإضافة إلى إنشاء خدمات لتشجيع الابتكار، وتشجيع استخدام المعلومات الفنية الموجودة في البراءات.

دعم القدرات

وأكدت زكية بنت سليمان العزرية من مجلس البحث العلمي أهمية الحاجة للقيادة الإبداعية في مؤسساتنا وتطبيقها في تلك المؤسسات، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي يعد فرصة للاطلاع على تجارب مختلف القياديين وتفعيل العديد من المبادرات والتعرف على كوكبة من المبدعين والفاعلين وإنشاء مبادرات.

وقالت العزرية: «نحن بحاجة إلى الابتكار المؤسسي لأنه يزيد من تقدم المؤسسات وقابليتها للتكيف مع المتغيرات وزيادة المرونة في عملياتها الإدارية والفنية المستمرة، ويساعد الابتكار على اكتشاف ودعم قدرات الأفراد الذاتية وتوجيهها نحو تطوير المؤسسة، وبالتالي يدفع المؤسسات للحصول على مراكز التميز والتقدم.

تمكين التغيير

من جانبه قال الدكتور أحمد بن سعيد الحضرمي من ديوان البلاط السلطاني: «إن هذا البرنامج التدريبي يعتبر ذا أهمية كبيرة وانطلاقة للموظف نحو التخطيط ووضع الاستراتيجيات التي ترتبط بالابتكار، موضحا أهمية الأخذ بروح الموظف وتنمية الابتكار الذي يترتب عليه إيجاد جيل وظيفي قادر لسد العديد من الثغرات في الهياكل التنظيمية الموجودة في المؤسسات الحكومية.

وأضاف: يعتبر الابتكار بالإدارة الحكومية هو تطوير وتنفيذ الأفكار المبتكرة التي تؤدي الى منفعة عامة، أي التطوير المستمر بالسياسات والعمليات والخدمات الحكومية لإزالة تحديات قائمة لإحداث تغييرات تعود بالفائدة على المجتمع، بالإضافة إلى أنه يهدف الى تمكين التغيير، ويعتبر وسيلة للحكومات لتسهيل تحقيق استراتيجياتها.».