1126275
1126275
العرب والعالم

تردي الوضع الصحي في غزة يمنع تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية

06 فبراير 2019
06 فبراير 2019

رام الله (عمان) ـ نظير فالح:-

حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تقرير رفعه للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «كابينيت»، من أن أي عملية عسكرية بقطاع غزة في ظل الأوضاع الصحية الصعبة، قد تدفع لتدخل دولي بشكل كبير لوقفها.

وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس ، إن الجيش يتحفظ من شن عملية عسكرية في غزة في ظل الخدمات الصحية التي توشك على الانهيار بشكل كامل.

ونقلت الصحيفة العبرية، عن مسؤولين اطلعوا على المواد التي عرضها الجيش، خلال مناقشات «الكابينيت» قولهم، إنه «في ظل الوضع الذي تعكسه المؤسسة الأمنية، سيكون من الصعب شن حرب على قطاع غزة، وتلقي الدعم الدولي لعملية عسكرية إسرائيلية».

وشدد المسؤولون على أهمية معالجة وضع النظام الصحي في قطاع غزة قبل شنّ عملية عسكرية.

وأشارت قيادة الجيش إلى أنه من الصعب شن عملية عسكرية واسعة وتلقي الدعم الدولي بدون وجود حلول للأزمة الصحية الخطيرة التي تمر بها غزة.

وذكرت هآرتس، أن أمن الاحتلال حصل على تقرير حول وضع الخدمات الصحية ومستشفيات غزة، أعده مصدر طبي دولي دخل القطاع لتقييم حالة الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا في اعتداءات الاحتلال على مسيرات العودة الأسبوعية وللاطلاع على حالة الخدمات الصحية.

ونوهت إلى أن ذات التقرير قُدم للجهات الدولية المعنية، وعلى رأسها الأطراف التي تلعب دور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، في محاولة لتطبيق تفاهمات «التهدئة» التي تم التوصل إليها نهاية 2018، بوساطة أممية مصرية - قطرية.

وأفاد التقرير، بأن 6 آلاف مصاب بالرصاص الحي الإسرائيلي، ما زالوا ينتظرون إجراء عمليات جراحية طارئة لإصاباتهم، وأن معظم المصابين لم يحصلوا على الرعاية الطبية المناسبة واللازمة.

وكشف التقرير أن النظام الصحي في غزة يواجه نقصًا خطيرًا في الأطباء، وأن النقص الرئيسي هو بالأطباء المتخصصين بالتخدير، وأن المستشفيات في قطاع غزة تعاني من نقص في الأدوية بنسبة 60 في المائة، من الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية والمسكنات، في حين لا يغطي مخزون الأدوية سوى حاجز 42 % (تكفي شهرًا واحدًا فقط) .

ووفقًا للتقرير، يكافح النظام الصحي في غزة لمواجهة عدد كبير من الإصابات الناجمة عن تظاهرات ومسيرات العودة.

ويواجه النظام الصحي بغزة مخاوف شديدة بشأن الطاقة، مع تعطل الخدمات الصحية في بعض المستشفيات والعيادات نهاية ديسمبر 2018، وصلت نسبة الأدوية الأساسية عند مستوى المخزونات الصفرية.

وحذّر التقرير الدولي، من انهيار وشيك في النظام الصحي بغزة، مع الارتفاع الأسبوعي للمصابين برصاص الاحتلال الحي، وانضمامهم إلى 30 ألف مصاب لم يتلقوا الرعاية الصحية اللازمة والضرورية. واتهم التقرير، السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بالمساهمة في تدهور الوضع بقطاع غزة، بسبب وقف تمويل القطاع الصحي.

ولفت النظر إلى أنه في حرب عام 2014 لم يكن القطاع الصحي بهذا السوء، وأن أي عملية جديدة ستسهم في تدهور الوضع بالكامل وقد تتسبب بتدخل دولي، إلى جانب أن «الأونروا» لن تستطيع كما في الماضي مساعدة وزارة الصحة بغزة في حل الأزمة.

وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، مؤخرًا، تحذيرات من تعرض مستشفيات قطاع غزة البالغ عددها 14 (6 مستشفيات رئيسية توقفت عن العمل)، للخطر على نحو متزايد جراء نقص الإمدادات الطبية وتوقف الكهرباء وانخفاض احتياطي وقود تشغيل مولدات الطوارئ أثناء انقطاع الكهرباء.

يذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، حذّرت نهاية الشهر الماضي، من حدوث «كارثة إنسانية» بعد توقف ست مستشفيات رئيسية في القطاع عن العمل بسبب نقص في الوقود اللازم لتشغيل المولدات داخل المستشفيات.