oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

رحلة الإنترنت الآمن

06 فبراير 2019
06 فبراير 2019

البحث عن حياة هانئة في ظل وسائط التواصل الاجتماعي وتعدد المواقع الإلكترونية وتنوع المحتوى، يبدو كل ذلك كما لو أنه رحلة في صحراء بلا ضفاف، حيث لا يروي الظمأ إلا الشغف المستمر، لكن هذا اللهث إذا لم يكن متعلقا بالمعرفة وتطوير الذوات، فالنتائج سوف تكون وخيمة، فالشبكات الاجتماعية والإنترنت أي الشبكة الدولية للمعلومات كما تسمى رسميا، ليست بالفضاء الهين، إذ إنها سلاح ذو حدين كالسكين تماما تقطع التفاحة وتقوم على فعل القتل.

احتفلت السلطنة مع بقية دول العالم باليوم العالمي «لإنترنت آمن» الذي يصادف أول ثلاثاء من شهر فبراير كل عام، حيث نظمت هيئة تقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية العديد من الفعاليات في هذا الإطار، التي تم توجيهها لفئة الأطفال والصغار بشكل عام، بحيث يمثل موضوع حماية الجيل الناشئ سؤالا ملحا وأمرا ضروريا لابد من الوقوف عنده في ظل غزارة المحتوى على الشبكة وأن الكثير من هذا المحتوى يأتي بلا حسبان لو لم تكن ثمة سيطرة مسبقة.

لقد باتت الانترنت اليوم بوابة للجريمة والابتزاز والترويع بشتى أشكاله، ومن هناك فإنه من المهم جدا تعليم الأطفال منذ وقت مبكر كيفية التعامل السليم مع هذه الآلة متعددة المداخل، وهذا دور يضطلع به المجتمع بشكل عام، عبر المحاضرات والندوات والتوجيه المباشر والتربوي في المقام الأول، وهنا يبرز دور المدارس في التوجيه السديد للأبناء وأجيال المستقبل بكيفية الاستخدام الآمن والإيجابي والتعامل بطريقة مثلى مع الانترنت، تحاشيا لأي شكل من أشكال الجرائم المرتبطة بتقنية المعلومات كالتنمر والابتزاز الإلكتروني وغيرها.

هذه المشاكل والجرائم والمعاناة لا تقتصر على الصغار فحسب، فالكبار هم في الواجهة ويتعرضون لشتى أنواع الابتزاز والخداع عبر هذه الشبكة الدولية، كعمليات الابتزاز المالي وسرقة الهوية والمال وغيرها. ومن هنا فالبحث عن الانترنت والشبكات الذكية الآمنة أصبح من الأبجديات التي يتم الانتباه لها في هذا العصر الذي سمته هي الانفتاح الافتراضي الذي يجعل كل العالم أمامك وفي الوقت نفسه يهدد هويتك الشخصية وتقاليدك وقيمك، ما لم يكن هناك من الاستعداد الكافي للمواجهة والقدرة على الفرز النوعي وهو أمر بات اليوم يتطلب التدريب ولا يعتمد على مجرد الحدس الشخصي فقط.

إن الاحتفال باليوم العالمي لانترنت آمن، الذي يأتي ضمن مبادرة الاتحاد الأوروبي والمنظمة الأوروبية للتوعية بشبكة الإنترنت، والذي بدأ منذ عام 2004 هو رسالة للكل بهدف الانتباه الكبير ورفع الوعي بمخاطر عديدة في الحياة المعاصرة جراء ما يترتب عن شبكات الانترنت والتواصل الحديثة، ويبقى الأمل في أن يعرف الناس ذلك بدقة وأن يكونوا على إلمام بالقوانين والتشريعات فهي أيضا أساسية للنجاة من المخاطر والمزالق وأن يتم نشر هذه الرسالة التوعوية عبر جهود تكاملية من الجميع، فالخطر الذي يبدأ صغيرا قد يهدد مجتمعا كاملا، خاصة أن بوابات الانترنت صارت أيضا ملاذا لنشر التطرف والإرهاب والتأثير على الصغار من سن مبكرة، وكل ذلك يتطلب الانتباه والتربية السليمة قبل كل شيء.