مجلس البحث العلمي ينظم ندوة دراسة الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة عبر التاريخ

نظم مجلس البحث العلمي ممثلا في البرنامج البحثي الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني بالتعاون مع اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم الندوة التعريفية بمشروع دراسة الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة، وذلك يوم أمس الأربعاء في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بمنطقة مرتفعات المطار، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي، مستشار وزارة التربية والتعليم، وحضور سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي، أمين عام مجلس البحث العلمي، وبمشاركة محلية من الجهات المعنية، ودولية من مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، وحضور من مختلف المؤسسات المعنية.

في بداية الندوة، ألقى ناصر بن حمدان الإسماعيلي، من البرنامج البحثي الاستراتيجي للتراث الثقافي العماني بمجلس البحث العلمي كلمة الجهة المنظمة للندوة، رحب فيها بالحضور والمشاركين، وتطرق للحديث عن أهداف البرنامج، ومراحل تأسيسه، والجهات الداعمة له، إضافة الى المشاريع التي يتبناها البرنامج في الخطة الخمسية الحالية.

ومن جانبه قدم الدكتور حميد بن سيف النوفلي، رئيس الفريق الوطني لمشروع الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة، كلمة قال فيها: إن الأمم المزدهرة والشعوب الواعية تستمد قوتها من عراقة تاريخها وتبني مستقبلها من منجزات ماضيها، وكلما كان الماضي مشرقا كان الحاضر أكثر إشراقا، وكذا المستقبل، ولا ريب أن هذه الرؤية منسجمة مع فكر صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ النيّر الذي دعا الى الاعتزاز بالماضي والاستلهام من مآثر السلاف وتجاربهم، إذ يقول في خطابه السامي الذي ألقاه في مدينة نزوى التاريخية بمناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين المجيد: لقد أسهمت عمان على امتداد تاريخها الطويل في صنع الحضارة الإنسانية، وكان لأبنائها جهد غير منكور في خدمة هذه الحضارة. وأشار الدكتور الى أن المتأمل في تاريخ الحضارة العمانية ليلحظ عدة أمور أولها الكم الهائل من الشخصيات المبدعة في مختلف فروع العلم والمعرفة كالطب والملاحة والهندسة والفلك واللغة والأدب والفقه والفلسفة وغيرها، وثانيها الإسهام الواضح في خدمة القضايا التي تهم البشرية كالاقتصاد والتجارة والصناعة والسياسة والقيادة العسكرية وإدارة الدولة وشؤون الحكم وغير ذلك، بالإضافة الى الإسهام مع إخوانهم المسلمين في الفتوحات ونشر الإسلام فضلا عن تقديم النموذج الأخلاقي الراقي في التعامل مع الغير، وهناك ملمح آخر لا يقل عما سبق وهو ذلك الأثر الإيجابي البارز الذي تركه العمانيون أينما حلوا وارتحلوا وتلك الآثار الحضارية التي خلدها التاريخ بنكهة عمانية خالصة، فعلى سبيل المثال توثق السجلات الوطنية في الصين شخصيات عمانية تركت بصمة حضارية راقية وعلى رأسها التاجر عبدالله بن القاسم الملقب بأبي عبيدة الصغير، وتحفظ لنا الوثائق الماليزية سيرة التاجر عبدالعزيز العماني، ويتحدث باحث من كوريا الجنوبية أن سبب تسمية بلاده كوريا بهذا الاسم يعود الى تاجر عماني، وأن ذلك موثق في السجلات الرسمية لديهم، وليس بمستغرب أن يجد الباحثون أسماء لبعض التجار العمانيين في الكتابات الفرعونية والإغريقية والرومانية والفارسية والهندية، فضلا عن التبادل التجاري الباذخ بين عمان وشرقي إفريقيا من جهة، وبينها وبين محيطها العربي من جهة أخرى، ومع كل هذه المعطيات باتت الحاجة ماسة لدراسة الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة سواء كانت داخلية أو خارجية وكذلك الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة سواء كانت داخلية أو خارجية، وكذلك الشخصيات المشتغلة بالصناعات الإبداعية المختلفة ومن مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة، قدمت الخبيرة هدى عصام أبو عامر، الورقة الرئيسية في الندوة التعريفية لمشروع الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة بعنوان دور الثقافة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ثم قام سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي، مستشار وزارة التربية والتعليم بتكريم الخبيرة الزائرة، وأعضاء فريق مشروع الشخصيات العمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة وبعد استراحة بسيطة، انطلقت فعاليات الجلسة العلمية للندوة التعريفية لمشروع الشخصيات العمانية المشتغلة في التجارة والصناعة، والتي أدارها يونس بن جميل النعماني من اللجنة الوطنية للتربية والتعليم والثقافة، وذلك بتقديم الورقة الأولى بعنوان ملامح التجارة البحرية في عمان عبر العصور للشيخ حمود بن حمد الغيلاني، من وزارة التراث والثقافة، عضو الفريق، وقدم الدكتور سليمان بن عمير المحذوري، من وزارة التربية والتعليم، عضو الفريق ورقة عمل بعنوان نبذة تعريفية عن المشروع، ، وقدم المهندس محمد الحراصي من الهيئة العامة للصناعات الحرفية ورقة عمل بعنوان استعراض الشروط المرجعية للمشروع، وقدم الدكتور محمد بن سعد المقدم، عضو الفريق، موضوع أنشطة التجارة والصناعة في مدن عمان عبر العصور.