صحافة

التشيكية: السعي نحو الطاقة المثالية

02 فبراير 2019
02 فبراير 2019

بعد أن أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستُقفِل كل مناجم الفحم الحجري الموجودة على أراضيها، في غضون عشرين عاماً، صدرت فوراً تعليقات صحفية أوروبية تسأل عن جدوى هذه التدابير وكيفية تنفيذها. بعض الصحف اعتبر أنَّ هذا القرار ستستفيد منه روسيا على الرغم من أنَّ الطاقة البديلة المستديمة في ألمانيا ستبلغ نسبتها خمسين بالمائة من الطاقة المنتَجة بعد الانتهاء من الطاقة المنتجة بواسطة الفحم الحجري والمفاعلات النووية. في الوقت ذاته سيزداد الاعتماد على الغاز الروسي الذي يبلغ حالياً عشرات المليارات من الأمتار المكعَّبة المستوردة سنوياً. الجدير بالذكر أن الغاز الروسي لا يمكن أن يصل إلى ألمانيا في حال لم يتم التوافق مع السلطات الأوكرانية حول ذلك، حتَّى ولو تم بناء خط أنابيب «نورد ستريم 2». وربما صار من الضروري الآن أن تبحث روسيا في مشروع نورد ستريم 3 لأجل إيصال الغاز مباشرة إلى ألمانيا في السنوات المقبلة. جريدة إيكو التشيكية اعتبرت أنَّ ألمانيا ترهق نفسها بالكثير من التدابير الخاصة بالطاقة، فهي التي أعلنت الاستغناء عن الطاقة النووية وها هي الآن تقرر الاستغناء عن الطاقة الناجمة عن استخدام الفحم الحجري. يعلم الجميع أن مصادر الطاقة متنوعة لكن التزود بها ليس مستقراً على الدوام وهي خاضعة للتقلبات السريعة. فماذا سيحل بالطاقة في بلد استغنى عن النووي والفحم الحجري؟ بعضٌ من هذه المخاوف يبرره ما حصل خلال العام الماضي حين توقف العمل مراراً في معامل صَهر الألمنيوم. أمَّا بالنسبة لقطاع السيارات الكهربائية، فالحكومة تتوقَّع أن يصبح عددها مليون سيارة قريباً جداً على الرغم من أنَّ عددها في ألمانيا يقارب اليوم حوالي الستين ألف سيارة. فمن أين ستتزوَّد هذه السيارات بالطاقة؟. الحقيقة أنه لا يوجد في العالم اجمع بلد يستغني في الوقت ذاته عن مصدرين مهمّين للطاقة: الفحم الحجري و الذرَّة. وإذا سار بلدٌ بهذا التوجُّه فهو سيكون مثل ألمانيا وقد ظهر أنها دخلت في مسار خطير قد يؤدّي بها إلى الاستغناء تدريجياً عن مكانتها الصناعية المميزة بينما هي في حالة سعي إلى الطاقة المثالية.