صحافة

وزراء يخططون سراً لوقف «البريكست» من دون اتفاق

28 يناير 2019
28 يناير 2019

ما زالت قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست) تسيطر على الوسط السياسي البريطاني والصحافة البريطانية، وما زالت الضغوط تنهال على رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي فيما يتعلق بمخاوف الخروج من الاتحاد من دون اتفاق.

صحيفة «ديلي اكسبريس» أثارت المخاوف في تقرير نشرته على صفحتها الأولى بعنوان «استعد للخروج بدون صفقة»، حيث مع مرور حوالي 63 يوما سيتم إعطاء المسؤولين في «وايت هول» أوامر عاجلة للتحضير لترك الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق.

وعلقت صحيفة «الفايننشال تايمز» بقولها: إن رئيسة الوزراء تتعرض لضغوط قوية من العاملين في مجال الصناعة لاستبعاد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتقول في عنوانها الرئيسي: إن عدم وجود صفقة للخروج من الاتحاد هو «جنون».

صحيفة «التايمر» نشرت مقالا كتبه سام كوتس بعنوان «عشرات الوزراء على استعداد للاستقالة بسبب البريكست»، ذكر فيه أن نحو 20 وزيراً في حكومة تريزا ماي، سيستقيلون في حال منع نواب حزب المحافظين من التصويت على خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق. 

وكشفت صحيفة «ديلي تليجراف» أن الوزراء كانوا يجتمعون سرا لوضع الخطط لإيجاد أفضل الطرق لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد من دون اتفاق تجنبا لحدوث أضرار اقتصادية، مشيرة إلى أن من بين الوزراء وزيرة العمل والمعاشات البريطانية آمبر رود، ووزير الخزانة فيليب هاموند، ووزير الأعمال والطاقة جريج كلارك، ووزير العدل ديفيد جوك. وأن واحدا من الذين يحضرون تلك الاجتماعات السرية قال للصحيفة «إن الوزراء متحدون حول معارضة بريكست بدون اتفاق، ويبذلون كل ما في وسعهم لوقف هذا الأمر».

وقالت الصحيفة: إن الوزيرة آمبر رود أخبرت الحكومة، في وقت سابق أن 40 وزيرًا قد يقدمون استقالتهم إن تم منع أعضاء البرلمان البريطاني من التصويت ضد خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي من دون اتفاق.

ونقلت الصحيفة عن آمبر رود، وزيرة العمل، قولها: «إن جميع نواب الحزب مسموح لهم التصويت على خطة تسمح بتمديد المادة 50 التي تلزم أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ترغب في الخروج منه أن تحيط المجلس الأوروبي علما بذلك وأن تتفاوض معه على ألا تتجاوز مدة المفاوضات سنتين إلا في حالة موافقة جميع الدول الأعضاء على تمديد هذه الفترة». 

وذكرت الصحيفة أن المادة 50 تنص على أن الدولة التي تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي لا يحق لها المشاركة في المشاورات داخل الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع، وأن تريزا ماي استبعدت أن يمدد الاتحاد الأوروبي العمل بالمادة 50. وشددت على القول إن إلغاء تفعيل «المادة 50» التي يطالب بها حزب العمال المعارض، لحين الوصول لتوافق شامل على اتفاق بشأن «بريكست»، يتعارض مع نتيجة استفتاء يونيو 2016 لمصلحة الخروج من الاتحاد.

أما من ناحية الأضرار الاقتصادية فقال وزير شؤون البريكست ستيفن باركلي: إنه يأخذ تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص، توم اندروز بشأن مخاطر الخروج من الاتحاد من دون اتفاق على محمل الجد. وكان اندروز حذر من أن الشركة قد تنقل عملياتها المتعلقة بتصنيع الأجنحة إلى خارج بريطانيا في حالة غياب إجراءات سلسة للخروج من الاتحاد الأوروبي وتوقع اتخاذ «قرارات قد تلحق ضررا بالغا» بأنشطتها البريطانية إذا كان الخروج دون اتفاق.

وفي سياق آخر نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا أشارت فيه إلى حالة الذعر والفوضى التي تسيطر على الشارع البريطاني بسبب المخاوف من تراجع الوضع الاقتصادي إثر الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، مما سيربك حسابات الجميع ويدفعهم إلى البدء في تخزين الأدوية والسلع الغذائية خوفا من تداعيات البريكست.

وقالت الصحيفة: إن كبار الأطباء البريطانيين حثوا الحكومة، على الكشف عن مخزون الأدوية الوطنية، وسط أدلة متزايدة على أن المرضى يقومون بتخزين الأدوية استعدادا للبريكست، وأضافت أن حالة القلق الذي تثيره فوضى الخروج انتقلت إلى الأيرلنديين حيث بدأوا في شراء الذهب بكميات كبيرة كوعاء ادخاري آمن بدلا من اليورو أو الاسترليني، خوفا من تراجع قيمة الجنيه الإسترليني لذلك يقومون بسحب المال من البنوك ويشترون سبائك الذهب لتخزينها.

وقالت صحيفة «الأوبزرفر»: إن آلاف الشركات بدأت في تطبيق خطط الطوارئ التي وضعتها لمواجهة إمكانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، حتى أن الكثير منها يستعد للانتقال إلى خارج بريطانيا، بحسب غرفة التجارة البريطانية، ومن بينها شركتي «سوني» و«باناسونيك» للإلكترونيات اللتان قررتا نقل مقرهما من بريطانيا إلى أمستردام في هولندا لتجنب الآثار السلبية للخروج من الاتحاد، ولتفادي الرسوم الجمركية التي ستترتب على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

كما يخطط عدد كبير من الشركات اليابانية العاملة في القطاع المالي في لندن، لنقل أعمالها إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. كما أعرب عدد من صانعي السيارات مثل «تويوتا» و«هوندا» عن مخاوفهما حيال الخروج من البريكست دون اتفاق.